
“أفكر في الانتقال إلى دبي”، قالت لي صديقتي أحلام. لم يُفاجئني ذلك، فمنذ بداية الحرب، يزداد عدد معارفي العرب الذين يفكرون بهذا الخيار. السنوات الأخيرة، التي اتسمت بانعدام الأمن والعنف في البلدات العربية، إلى جانب المعاملة العنصرية وغلاء المعيشة في البلاد، دفعت كثيرين من المجتمع العربي — وبصراحة، كاتبة هذه السطور أيضًا — إلى دراسة إمكانية الهجرة. وليس مجرد الدراسة فحسب. أنا أعرف بالفعل أين سأشتري شقة في دبي، وأين سيعمل زوجي، ومن أي مقهى سأعمل هناك، رغم أنني ما زلت لا أعرف كيف سأتعامل مع الحر الشديد في أشهر الصيف، لكني أفترض أن ذلك أفضل من الصواريخ التي لا تتوقف.
“كل أصدقائي في مثل سني يفكرون بالهجرة”، يقول باسل غطاس، البالغ من العمر 34 عامًا من عكا، والذي يعمل منذ سبع سنوات كوسيط عقاري في المدينة. “عكا هي المكان الذي يجد فيه أفراد المجتمع العربي بيتًا عندما يغادرون قراهم وبلداتهم، هربًا من الإهمال والعنف المنتشرين فيها، لكن العنف وصل أيضًا إلى هنا، وبالطبع الحروب كذلك، لذلك يبحث الناس عن مكان يفرون إليه أبعد من ذلك”. في السنة الأخيرة، كما يقول، بدأ إلى جانب عمله وسيطًا عقاريًا في عكا في عكا، بالعمل كوسيط أيضًا في بيع وتأجير شقق في دبي.
كانت أول تجربة لباسل غطاس مع العقارات في دبي عام 2020، مباشرة بعد توقيع اتفاقيات أبراهام. “توقفت في دبي أثناء رحلة ترانزيت وانبهرت من جمالها”، يقول باسل، الذي بدأ يهتم، بسحب ما يقول، بحركة البناء الواسعة الجارية في المدينة. “أزور دبي بانتظام، فهي تمتلك سوقًا عالميًا مفتوحًا يجذب المستثمرين من مختلف دول العالم”، يقول، وأضاف أن سوق العقارات في المدينة ميسّر جدًا للمشترين بفضل أسلوب إدارة الصفقات هناك. “في دبي، شركة البناء هي التي تدفع العمولة للوسيط، وليس المشترين”، يوضح. “وهذا يخلق وضعًا يكون فيه الزبون متفرغًا للتفكير فقط في جودة الاستثمار نفسه”. إضافة إلى ذلك، يمكن إجراء عمليات الشراء عن بُعد عبر تطبيق حكومي رسمي، ما يسهل الأمر على من يفضلون عدم السفر من أجل إتمام كل صفقة.

يقول باسل إن الأسعار في دبي تشبه إلى حد كبير الأسعار في إسرائيل، ويضيف: “اليوم، يمكن العثور في المناطق الراقية على مشاريع جديدة يبلغ سعر المتر المربع فيها نحو 18 ألف درهم (أي ما يقارب 4900 دولار). في عكا السعر مشابه تقريبًا في المباني الجديدة، لكن الخدمات في عكا ليست بالمستوى نفسه”. ويضيف أن البناء في دبي يتميز بجودة عالية، وفي معظم الحالات توفر المباني خدمات إضافية مثل أحواض السباحة، وصالات اللياقة البدنية، وحدائق الألعاب، ومساحات للعمل، وخدمات الحراسة، وهي خدمات لا تتوفر في إسرائيل إلا في المباني الفاخرة جدًا.
لكن قبل كل شيء، يشدد غطاس على شعوره بالأمان هناك. ويقول: “هذا إحساس نفتقده تمامًا. في عكا أخاف أن أترك ابني يخرج وحده، أما هناك فيمكنك نسيان حقيبتك لساعة كاملة، ولن يقترب منها أحد”.
منذ توقيع اتفاقيات أبراهام، وخاصة بعد الحرب مع غزة، يزداد عدد العرب في البلاد الذين ينظرون إلى دبي كخيار واقعي، سواء للاستثمار أو للعيش فيها. فغياب تصاريح البناء في البلدات العربية في البلاد، وارتفاع تكاليف المعيشة، والعنصرية، والواقع الأمني المتوتر، تدفع الكثيرين إلى البحث عن حلول في الخارج، خوفًا من أن يكون المستقبل داخل إسرائيل محدودًا.
ومن خلال تصفح سريع لمواقع التواصل الاجتماعي بالعربية، يمكن العثور على مئات الأشخاص مثل غطاس، الذين يروّجون من داخل البلاد للمشاريع الجديدة في دبي. يقول ياسمين وآدم (أسماء مستعارة)، وهما زوجان شابان من الناصرة: “نريد أن نؤسس لأنفسنا موطئ قدم هناك”. كلاهما لا يعمل في مجال العقارات، لكنهما بدآ خلال العامين الماضيين بالعمل كوسطاء لربط الزبائن بمنازل في دبي. تقول ياسمين: “دبي هي الاتجاه السائد الآن، رأيت أشخاصًا يشترون شققًا هناك وينتقلون للعيش إليها، وقد بدأ يتشكل هناك مجتمع مزدهر هناك من عرب البلاد، وبصراحة شعرت بالغيرة، وأردت أن أكون جزءًا من ذلك أيضًا. لذلك، قررت أن أشتري منزلًا هناك وأكون جزءًا من هذا العالم الجديد”.
في السنوات الأخيرة، أصبح هذا الاتجاه أكثر قوة. فالأثرياء من العالم العربي موجودون هناك، وكذلك مشاهير العالم الذين جعلوا من دبي مركزًا لحياتهم، مثل ليندسي لوهان، ومادونا، ولاعب كرة القدم ريو فرديناند. وهناك أيضًا نجوم اشتروا منازل فاخرة في المدينة لنقل مركز حياتهم إليها مستقبلًا، مثل كريستيانو رونالدو وديفيد بيكهام.

يؤكد آدم وياسمين أن قرار الانتقال إلى دبي لم يأتِ من فراغ، فياسمين تعمل في مجال الإعلام، أما آدم فهو رجل أعمال وصاحب مطاعم يملك مشاريع في البلدات العربية في الشمال وفي تل أبيب. يقول آدم: “بعد عامين صعبين جدًا، قررنا أننا لا نريد البقاء هنا، لأن الوضع في البلاد أصبح معقدًا للغاية”، وتضيف ياسمين: “طفلنا سيولد قريبًا، وأنا لا أريد له أن يكبر في الظروف نفسها التي عشناها نحن”.
ويقول الزوجان إن دخولهما إلى عالم العقارات جاء بشكل طبيعي. تقول ياسمين: “رأيت شخصًا نشأت معه، وكان يعمل سابقًا في مجال اللياقة البدنية، يبرم الكثير من صفقات العقارات في دبي، وفجأة بدأت أرى المزيد من الأشخاص مثلي ومثل زوجي يرغبون في الشراء هناك. زوجي بطبيعته رجل مبادر، وأنا أجيد التسويق، فقلت لنفسي: لماذا لا نفعل ذلك نحن أيضًا؟”. وقد قررا معًا البحث عن عمل وبدء مسيرتهما المهنية في دبي. ويضيفان: “هناك اليوم إقبال كبير على العقارات في دبي، وهذا سيسمح لنا بالتعرف على الناس قبل أن ننتقل فعليًا إلى هناك”.
“كل عشرين ساعة يُقام هنا مشروع جديد”
أحد أبرز عوامل الجذب التي تجعل دبي مقصدًا قويًا للمستثمرين الأجانب هو الارتباط المباشر بين شراء عقار والحصول على الإقامة. فكل من يشتري شقة بقيمة لا تقل عن 750 ألف درهم (حوالي 204 آلاف دولار) يحق له الحصول على تصريح إقامة لمدة سنتين قابلة للتجديد. أما من يستثمر مليوني درهم أو أكثر (حوالي 545 ألف دولار)، فيحصل على الإقامة الذهبية لمدة عشر سنوات، التي تتيح له الإقامة الطويلة والعمل بحرية، وحتى إمكانية جلب أفراد عائلته. وبهذا، لا تصبح ملكية العقار استثمارًا عقاريًا فقط، بل أيضًا بطاقة دخول إلى حياة في دولة تتميز بجودة حياة عالية، وأمان شخصي، وخدمات متقدمة.
هذه المزايا تُعد مغرية بشكل خاص لمن يبحثون عن بديل لإسرائيل، ولا يرغبون بالعيش في دول تكون فيها إجراءات الهجرة معقدة، كما هو الحال في العديد من الدول الأوروبية. يقول آدم: “لقد تغيرت أيضًا نظرتنا للهجرة. في الماضي، كان الشاب العربي الذي يهاجر إلى الخارج يُعتبر غريبًا في المجتمع الجديد، إذ قد يذهب إلى دولة أوروبية ويبدأ من الصفر، ويتعلم اللغة من البداية. أما في دبي، فنحن نتحدث اللغة نفسها، و90% من سكان الدولة أصلاً من جنسيات مختلفة، فالطبيعي هناك هو أن تكون مهاجرًا”.
إغراء آخر يتمثل في أن حكومة دبي تحرص على تقديم خطط سداد مرنة للغاية، إذ يمكن دفع ما بين 20% إلى 25% من قيمة العقار عند التوقيع، وتقسيط المبلغ المتبقي على مدى خمس إلى سبع سنوات، وهو ما يسهل الأمر على المستثمرين الشباب. وبالإضافة إلى قرار ياسمين وآدم بالهجرة بأنفسهما، يعمل الاثنان اليوم مع وسيط عربي من البلاد يقيم في دبي، ويربطانه بالزبائن الراغبين بالشراء هناك، وهما ليسا الوحيدين الذين يفعلون ذلك.
هايل خشان، أحد أبرز المستشارين العقاريين في دبي، أدرك حجم الطلب المتزايد في السوق، وافتتح هذا العام دورة تدريبية للراغبين في التخصص بإيجاد حلول سكنية للمهاجرين إلى المدينة. يقول خشان: “في الدورة هناك نحو 60 طالبًا من مجالات مختلفة، من العاملين في الهايتك، ورجال الأعمال، والشباب. أزوّدهم بالأدوات التي تساعدهم في الوصول إلى زبائن حقيقيين، وقد انتقل بعضهم بالفعل للعيش في دبي. إنها معادلة رابحة للطرفين، هم يحصلون على فرصة، وأنا أبني شبكة مهنية حولي”. ويضيف خشان، الذي انتقل للعيش في دبي قبل نحو ثلاث سنوات، أن السوق هناك يتطور بسرعة ويخلق فرصًا جديدة باستمرار.

ChatGPT said:
يقول خشان إن ما يجذبه ويجذب زبائنه إلى دبي هو الرؤية الكامنة في الخطة الرئيسية للمدينة لعام 2040. هذه الخطة، التي أُطلقت عام 2021، تُعدّ الوثيقة التخطيطية الأشمل التي وُضعت حتى الآن في دبي، وهدفها تحديد اتجاهات التطوير في المدينة حتى عام 2040، ووضع إطار واضح يسمح بنمو سكاني كبير مع الحفاظ في الوقت نفسه على مستوى عالٍ من جودة الحياة. ووفقًا للخطة، من المتوقع أن يرتفع عدد سكان دبي من نحو 4 ملايين نسمة حاليًا إلى حوالي 5.8 ملايين بحلول عام 2040. ولمواكبة هذا النمو، يُفترض أن تتوسع المناطق السكنية بنسبة تقارب 168% مقارنة بما كانت عليه في عام 2020. وجاء ذلك انطلاقًا من تقدير الدوافع الاقتصادية التي تدفع أعدادًا متزايدة من الناس من مختلف أنحاء العالم إلى التوجّه نحو دبي. ويضيف خشان أن وتيرة البناء في المدينة أصبحت مكثفة جدًا بالفعل، قائلاً: “كل عشرين ساعة يُطلق هنا مشروع جديد، فهناك عدد لا يُحصى من المقاولين وصفقات لا تنتهي”.
في إطار هذه الخطة، من المتوقع أن تتطور دبي لتصبح مدينة ذكية وصديقة للبيئة ويتنقّل الناس فيها بسهولة، مع الحفاظ على 60% من مساحة الإمارة كمناطق طبيعية ومفتوحة. كما سيتم إنشاء منظومة نقل عام متكاملة تشمل المترو، تتيح لكل مقيم الوصول إلى الخدمات الأساسية خلال 20 دقيقة سيرًا على الأقدام أو عبر رحلة قصيرة. وتولي الخطة أيضًا أهمية لتحقيق توازن بين مناطق السكن والعمل والسياحة. وتشير التقديرات إلى أن إجمالي حجم الاستثمارات سيبلغ مئات المليارات من الدولارات، منها 65 مليار درهم (نحو 18 مليار دولار) ستُخصَّص في المرحلة الأولى لقطاع الإسكان فقط.
منازل في الخارج بدلًا من منزل في البلدة
قبل أن يهاجر إلى دبي، كان خشان معروفًا بالفعل في أوساط المجتمع العربي، بسبب ماضيه كلاعب كرة قدم ومدرب لياقة بدنية في بلدة المغار وحيفا. يقول: “بعد توقيع اتفاقيات أبراهام قررت السفر إلى دبي بنية افتتاح مركز صغير للتدريب الشخصي واللياقة البدنية هناك. التقيت بأفرام غرانت، مدرب منتخب إسرائيل السابق، الذي يعيش في دبي، وقد عرض عليّ افتتاح نادٍ رياضي والعمل في إعادة تأهيل اللاعبين”. ويعترف خشان بأنه في تلك المرحلة “كان الأمر أشبه بمشروع جانبي وعطلة مريحة أكثر من كونه تفكيرًا جديًا بالانتقال”. لكن في زيارته الثانية إلى دبي، بعد نحو شهر، اشترى شقته الأولى في المدينة من خلال وكيل محلي.
في غضون بضعة أشهر فقط، كان خشان قد اشترى ثلاث شقق في دبي، وأقام علاقة عمل مع الوكيل نفسه، ومن خلالها تولّد لديه القرار بالتخلي عن مجال الرياضة والانتقال مع عائلته للاستقرار الكامل في دبي. وخلال السنوات الثلاث التي مرّت منذ ذلك الحين، حصل على رخصة مستشار عقاري إماراتية، وأصبح اسمًا معروفًا في البلاد في مجال بيع العقارات في دبي. يقول خشان: “حجم المبيعات السنوي الذي أحققه يتجاوز 400 مليون درهم (حوالي 109 ملايين دولار)”، مضيفًا أن 60 وسيطًا إسرائيليًا يرسلون إليه زبائن.
إبراهيم (اسم مستعار) هو أحد زبائن خشان، وقد اشترى مؤخرًا عقاره الرابع في دبي. يقول: “سمعت من الناس أن السوق هناك مزدهر جدًا، ورأيت أن شروط الشراء مريحة. اشتريت عقاري الأول منذ عامين، وحتى اليوم لم أره شخصيًا. العائد على العقار مرتفع جدًا، بين 8% و9%، وأستخدمه لتغطية تمويل شراء عقار جديد”.
إبراهيم، البالغ من العمر 38 عامًا، يعمل كعامل مستقل في مجال المبيعات ويقيم في شمال البلاد. اشترى عقاره الأول قبل نحو عامين بمبلغ 610 آلاف درهم (حوالي 166 ألف دولار) في منطقة “البرشاء جنوب” (Al Barsha South)، وهي منطقة تضم العديد من المدارس الدولية ومستشفى جامعي. في الصفقة الأولى، دفع 24% من قيمة العقار عند الشراء، وسيسدد المبلغ المتبقي على مدى خمس سنوات.
قبل ذلك، وكحال الكثير من المواطنين العرب، اشترى إبراهيم منزلًا في جورجيا، وهو اتجاه بدأ بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، عندما انتقل العديد من الطلاب العرب الذين كانوا يدرسون في أوكرانيا إلى جورجيا، واشتروا منازل رخيصة بالقرب من الجامعات كنوع من الاستثمار. يقول إبراهيم: “هذا البيت يدرّ عليّ نحو 300 دولار شهريًا من خلال Airbnb أو من تأجيره لطلاب لفترات طويلة، أما في المقابل، فيُدفع إيجار العقار في دبي لسنة كاملة مقدمًا، بشيك واحد أو اثنين، بمبلغ يتراوح بين 55 و60 ألف شيكل سنويًا”.
ويشير إبراهيم إلى أن هذا الأسلوب في التفكير ليس معتادًا في المجتمع العربي. فيقول: “في الماضي، كان يُتوقّع من الشاب العربي أن يبني بيتًا في بلدته ويستثمر فيه كل ما يملك، لكن شيئًا فشيئًا بدأ الجيل الجديد يدرك أن هذا الأمر غير منطقي. أنا أعيش في بيت مستأجر، وبدلًا من أن أضع ملايين على بناء منزل في بلدتي، أفضل أن أملك عقارًا في دبي لا يسبب لي أي قلق”.

مثل كثيرين غيره، كان لدى إبراهيم دافع آخر عندما اشترى عقارًا في دبي. يقول: “خلال الحرب مع إيران، علقت في دبي، ولم أعانِ لحظة واحدة. كنت خائفًا على عائلتي، لكنني أدركت أنه طالما أن أموالي موجودة هنا، يمكنني البقاء في دبي كما أريد، ولن يخرجني أحد من هنا. نعم، أفكر في الانتقال للعيش هنا، لأننا في النهاية لا نبحث عن مكان نموت فيه، بل عن مكان نعيش فيه”.
الشقق التي اشتراها إبراهيم في دبي تُؤجَّر لشبان أو طلاب قادمين من الصين وإنجلترا وأمريكا ودول عربية، يأتون إلى الدولة للدراسة أو العمل. اثنتان من الشقق تقعان بالقرب من مجمع “دبي لاند”، الذي يضم مباني عامة مهمة ومعالم جذب رئيسية، ويقع على شارع الشيخ محمد بن زايد الرئيسي الذي يؤدي إلى المدينة. أما آخر شقة اشتراها فكانت في منطقة “القرية العالمية”، وهي أيضًا من أبرز أماكن الترفيه للزوار في دبي.
ChatGPT said:
الجانب الآخر من الصورة
إن الصورة التي تتمتع بها دبي كمدينة ناجحة تغري الكثيرين بالشراء والعمل فيها، لكن خشان يحذر من وجود مخاطر أيضًا. يقول: “نظرًا لوجود منافسة كبيرة هنا، يدخل إلى السوق أشخاص يحاولون القيام بعمليات احتيال. هناك كثيرون يشترون شققًا على الورق ويحولون أموالًا لأشخاص غير موثوقين يعدونهم بوعود كاذبة، ثم يخسرون أموالهم. يجب أن يفهم الناس أنه هنا، إذا لم تحصل على إثبات رسمي من الدولة مقابل كل درهم تدفعه، فليس هناك صفقة شراء حقيقية”.
ويضاف إلى ذلك ارتفاع تكاليف المعيشة. يقول خشان: “أطفالي يدرسون في مدارس دولية ذات مستوى عالٍ جدًا، وهذا مكلف للغاية — نحو 200 ألف درهم سنويًا لأطفالي الثلاثة”. لكنه يضيف أن هناك جانبًا إيجابيًا في المقابل: “الأطفال يتعرّضون لثقافات من مختلف أنحاء العالم، وتتكوّن صداقات وعلاقات جديدة”. ويضيف: “رغم غلاء المعيشة، إلّا أنّ للنقود قيمة أكبر هنا، ويمكن تحقيق مستوى حياة أعلى. أنت تعمل بجدّ أكثر، لكن في نهاية الشهر يكون الراتب الذي تتقاضاه هو نفسه المبلغ الذي يدخل إلى حسابك في البنك، كما أن الدولة لا تلاحقك بالضرائب. شراء سيارة فاخرة هنا أسهل من شراء سيارة عائلية في البلاد”.
ويختم خشان قائلًا إن معظم زبائنه من إسرائيل، وغالبيتهم من المجتمع العربي. ويضيف: “المجتمع اليهودي لا يزال مترددًا، فهو يسمع عما يجري هنا ويزور المكان، لكنه يخاف من الإقدام على خطوة فعلية، خشية أن تتعثر اتفاقيات أبراهام في حال حدوث تغيّر سياسي أو أمني.
المقال منشور في وصلة بإذن خاص من صحيفة The Marker











