
شهد سهم شركة تسلا تراجعًا بنسبة 4% في التداولات اللاحقة للإغلاق، بعد أن أعلنت الشركة عن نتائج مالية مخيبة للآمال للربع الثالث من عام 2025. ورغم أن الإيرادات الإجمالية فاقت التوقعات، فإن الأرباح جاءت أدنى من تقديرات المحللين بسبب ارتفاع النفقات التشغيلية بصورة أكبر من المتوقع.
تسلا، برئاسة المدير التنفيذي إيلون ماسك، سجّلت إيرادات إجمالية بلغت 28.1 مليار دولار، بزيادة 12% عن الفترة نفسها من العام الماضي، متجاوزة توقعات بلغت 26.27 مليار دولار. أما إيرادات مبيعات السيارات فبلغت 21.2 مليار دولار، بارتفاع قدره 6% مقارنة بالربع الثالث من العام الماضي. في المقابل، انخفض صافي الربح بنسبة 37% إلى 1.4 مليار دولار وفق معايير المحاسبة الأمريكية (GAAP)، وبلغت الأرباح الصافية للسهم 39 سنتًا، فيما بلغ الربح المعدّل للسهم 50 سنتًا، مقابل توقعات السوق عند 54 سنتًا.
النتائج جاءت رغم أن مبيعات الشركة خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر كانت الأعلى في تاريخها للربع الثالث، بحسب بيانات بلومبرغ. هذا الارتفاع المؤقت في المبيعات ارتبط بإقبال المشترين على تسريع قرارات الشراء قبل انتهاء الإعفاء الضريبي البالغ 7,500 دولار الذي كانت الحكومة الأمريكية تمنحه لمشتري السيارات الكهربائية حتى نهاية سبتمبر. ابتداءً من أكتوبر، توقفت هذه المنحة، ما يعني أن سيارات تسلا لن تستفيد بعد الآن من أي دعم حكومي مباشر.
في الربع الثالث من العام، سلّمت تسلا 497 ألف سيارة جديدة، وتشير توقعات المحللين إلى أنها ستسلّم نحو 448 ألف سيارة في الربع الأخير من العام. ومع ذلك، يقدّر محلل بنك باركليز دان ليفي أن الرقم الفعلي قد يكون أدنى ويبلغ نحو 425 ألف سيارة فقط.
تراجُع الأرباح أثّر فورًا على أداء السهم، لكن المحللين يشيرون إلى أن قصة تسلا لا تتعلق فقط بنتائج ربع واحد، بل بقدرتها المستقبلية على التكيّف والابتكار. فالشركة تركّز في السنوات الأخيرة على مجالات أخرى إلى جانب السيارات الكهربائية، مثل تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي، وتصميم روبوتات بشرية الشكل، وإطلاق سيارات أجرة ذاتية القيادة (Robotaxi).
تسلا كانت تعتمد طوال سنوات على الدعم الحكومي الذي تحصل عليه مقابل كل سيارة كهربائية تُباع، وهو ما ساعدها في الحفاظ على الربحية رغم كلفة التطوير المرتفعة. ومع انتهاء هذه الإعانات، تواجه الشركة تحديًا حقيقيًا في الحفاظ على هامش الربح في سوق يشهد منافسة شديدة وتراجعًا عامًا في الطلب.

وفي خطوة للحد من التراجع في المبيعات، طرحت الشركة بداية أكتوبر نسخًا منخفضة السعر من طرازاتها الأكثر شعبية، وهما Model Y وModel 3، بسعر يقل عن 40 ألف دولار في السوق الأمريكية. ويُنظر إلى هذه الخطوة كاستجابة مباشرة لانتهاء فترة الإعفاءات الضريبية وللانخفاض العالمي في مبيعات الشركة خلال الأشهر الماضية.
تزامن ذلك مع إعلان الشركة عن استدعاء بضعة آلاف من السيارات التي صُنعت بين مارس وأغسطس بسبب خلل يؤدي إلى فقدان مفاجئ للطاقة في البطارية، قد يتسبب في وقوع حوادث. وأكدت تسلا أنها لم تسجّل أي حادث فعلي نتيجة لهذه المشكلة حتى الآن.
النتائج المالية جاءت أيضًا في ظل انتقادات سياسية متزايدة لإيلون ماسك، الذي عُيّن بداية العام لرئاسة وكالة حكومية جديدة ضمن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تُعنى بـ”كفاءة الأداء الحكومي”. وقد أثارت هذه الخطوة موجة اعتراضات في بعض المدن الأمريكية، حيث جرى تسجيل حالات تخريب استهدفت سيارات تسلا وصالات عرضها. ويعتقد محللون أن الصورة المثيرة للجدل لماسك ساهمت بدورها في تراجع المبيعات المتوقّع بنسبة 8.5% مع نهاية 2025.
رغم هذه المؤشرات السلبية، تسلا تراهن على خطط طويلة الأمد تشمل توسيع نشاط سيارات الأجرة ذاتية القيادة، وتحقيق قيمة سوقية لا تقل عن 8.5 تريليون دولار خلال العقد المقبل، مقارنة بقيمتها الحالي البالغ نحو تريليون دولار.
مقالات ذات صلة: متى ستصل سيارة تسلا الرخيصة إلى البلاد؟











