أعلنت تسلا مؤخرًا عن نسختين جديدتين رخيصتَي السعر من سياراتها موديل Y وموديل 3 تحت اسم “ستاندرد”، أي النسخ الأساسية. فهي ليست سيارات جديدة كليًا، بل نسخ أقل تجهيزًا وأرخص سعرًا من الإصدارات المعروفة اليوم باسم “بريميوم”. وتهدف تسلا من هذه الخطوة إلى إنتاج سيارات بأسعار أقرب إلى الموديلات الصينية التي أصبحت منافسًا قويًا في سوق السيارات الكهربائية حول العالم.
التغييرات في هذه النسخ تتركز في التفاصيل الصغيرة. الشركة أزالت الأضواء بتقنية LED، واستخدمت مواد أرخص داخل المقصورة، وألغت التحكم الكهربائي بالمقود، وتخلّت عن تبريد المقاعد الأمامية وعن الشاشة الخلفية، إلى جانب تعديلات تجميلية طفيفة. كما أنها استخدمت بطارية جديدة بسعة 69.5 كيلوواط/ساعة، أي أقل بحوالي 10% من بطارية النسخ الأغلى. ومع ذلك، يبقى الأداء قويًا: فالمحرك بقوة 300 حصان، وهو رقم أعلى من أغلب السيارات الصينية العائلية.
سرعة الشحن السريع تراجعت قليلًا من 250 إلى 225 كيلوواط، لكنها ما زالت مرتفعة. مدى القيادة الرسمي لموديل Y الجديد هو 516 كيلومترًا، أقل من أرقام النسخ السابقة التي تجاوزت 700 كيلومتر، لكنه مدى كافٍ لمعظم الاستخدامات اليومية.
أسعار النسخ الجديدة وموعد وصولها البلاد
في أوروبا، طرحت تسلا حتى الآن النسخة الرخيصة من موديل Y فقط، بينما لم نُطرَح بعد نسخة مشابهة من موديل 3. وفي حالة إسرائيل فالوضع مختلف، لأنها تستورد سيارات تسلا من مصانع الشركة في الصين. وبما أن تسلا الصين لم تعلن بعد عن هذه النسخ الرخصية، فهذا يعني، بحسب موقع كالكاليست، أنها لن تصل إلى البلاد قبل أن يتم طرحها رسميًا في السوق الصيني، وهو ما ليس متوقعًا في القريب العاجل.
الأسعار تختلف من بلد إلى آخر حسب بلد التصنيع والضرائب. في ألمانيا، يبدأ سعر موديل Y الأساسي (أي نسخة الستاندرد الرخيصة) من 40 ألف يورو، بينما تُباع النسخة الأغلى (Long Range) بحوالي 50 ألف يورو. في الولايات المتحدة، النسخة الجديدة تُباع بسعر 41,630 دولارًا، أي أقل بـ5,500 دولار من نسخة “بريميوم”.
لكن هذه الأسعار لا تعني شيئًا للسوق الإسرائيلي بحسب كالكاليست، لأن هناك عوامل أخرى مثل الضرائب المرتفعة وتكاليف الشحن. وتبلغ حاليًا ضريبة الشراء على السيارات الكهربائية في البلاد 45%، ومن المتوقع أن ترتفع مع بداية العام المقبل. هذا يعني أن تسلا إسرائيل ستحتاج إلى فتح باب الطلبات قريبًا لتجنّب ارتفاع الأسعار.
نقطة أخرى مهمة بحسب كالكاليست هي توقيت الشحن. سيارات تسلا التي تصل إلى البلاد تُنقل بحرًا من الصين، وهذه الرحلة تستغرق أكثر من شهر. بينما بعض الشركات الصينية المنافسة مثل “إكس بنغ” و”زيكر” لديها سيارات جاهزة في المخازن أو في طريقها بالفعل إلى البلاد. هذا يمنحها أفضلية مؤقتة في الأسعار والتوافر قبل وصول نسخ تسلا الجديدة.
خلال الأشهر الأخيرة، عملت تسلا إسرائيل بهدوء على التوسع في سوق السيارات التي تمنحها الشركات إلى موظفيها. إذ بدأت شركة مايكروسوفت مثلًا بتزويد موظفيها بسيارات تسلا. هذه الخطوة مهمة لأن جمهور الهايتك يُعد من الزبائن الأكثر طلبًا على سيارات تسلا، باعتبارها تمثل رمزًا للتكنولوجيا والمكانة الاجتماعية.
في السوق، تباع سيارات “بريميوم تِك” الصينية بأسعار تبدأ من 200 ألف شيكل لسيارات السيدان، و220 ألفًا لسيارات الكروس أوفر. في المقابل، أسعار تسلا الحالية أعلى قليلًا: موديل 3 يبدأ من 214 ألف شيكل وموديل Y من 247 ألفًا. إذا وصلت النسخ الجديدة بسعر أقل بحوالي 10%، فستدخل في منافسة مباشرة مع هذه السيارات الصينية، ما قد يؤدي إلى إعادة ترتيب السوق بحسب كالكاليست.
مقالات ذات صلة: سرّ يُفضَح لأول مرة: قضية “أوتوماكس” تكشف أرباح وكلاء السيارات في البلاد
