كشفت قضية شركة استيراد السيارات “أوتوماكس” صدفةً عن أسرار كبيرة في سوق السيارات في البلاد، حيث أظهرت أن وكلاء السيارات يحققون أرباحًا ضخمة تصل إلى عشرات آلاف الشواكل على السيارة الواحدة، حتى في الموديلات العادية والشعبية.
بحسب مقال نُشر في صحيفة كالكاليست، بدأت القضية عندما تقدمت أربعة بنوك كبرى بطلب إلى المحكمة لتجميد نشاط شركة “أوتوماكس” وتعيين إدارة مؤقتة لها، أي منعها من التصرف بأموالها مؤقتًا لحين التحقق من أوضاعها المالية. السبب هو أن البنوك موّلت الشركة لشراء نحو 1300 سيارة من أنواع مختلفة، لكنها اكتشفت أن 55 سيارة فقط وصلت إلى إسرائيل، بينما بقيت أكثر من 1200 سيارة “عالقة في الموانئ حول العالم” كما ورد في الوثائق. البنوك تخشى أن تكون أموالها ضاعت، لكن القضية كشفت عن شيء أكبر بكثير، وهو هوامش الربح الخيالية في هذا القطاع.
أرباح هائلة على سيارات “عادية”
الوثائق التي أرفقتها البنوك في طلب المحكمة تضمنت قائمة طويلة بالسيارات التي اشترتها “أوتوماكس”، وأسعار شرائها مقارنة بأسعار بيعها للزبائن في البلاد. ومن بين الأمثلة البارزة، سيارة “لينك أند كو 01” الصينية، وهي سيارة هجينة (هايبرد) قابلة للشحن، تُباع اليوم في السوق بسعر يقارب 180 ألف شيكل. اتضح أن “أوتوماكس” اشترتها بسعر يتراوح بين 119 و121 ألف شيكل بعد الضرائب، ثم عرضتها للبيع بأكثر من 240 ألف شيكل.
المثير أن “أوتوماكس” ليست وكيلًا رسميًا، بل مستورد غير مباشر يشتري السيارات من وكلاء أوروبيين يضيفون بدورهم نسبة ربح قبل بيعها، ما يعني أن الوكلاء الرسميين الذين يشترون مباشرة من الشركات الصانعة يحققون أرباحًا أكبر.
الأمر لا يقتصر على السيارات الصينية، فحتى سيارات تويوتا المعروفة بأسعارها “المعقولة” في البلاد تحقق أرباحًا ضخمة. على سبيل المثال، دفعت “أوتوماكس” نحو 123 ألف شيكل مقابل سيارة “ياريس كروس”، وتبيعها بأكثر من 170 ألف شيكل. أما “ياريس” الهجينة فتكلف المستورد حوالي 105 آلاف شيكل مع الضرائب، وتُباع بنحو 150 ألف شيكل. وحتى المستورد الرسمي “يونين موتورز”، بحسب كالكاليست، يبيع نفس الطراز بأكثر من 140 ألف شيكل، ما يؤكد أن هامش الربح مرتفع عند الجميع.
حتى الشاحنات لم تسلم من هذه الأرباح، إذ كشفت الوثائق أن شيفروليه “سيلفِرادو” الكهربائية، التي لا تخضع لضريبة شراء لأنها تُعتبر شاحنة تجارية، تكلف بعد وصولها إلى الميناء نحو 221 ألف شيكل، بينما تُباع للزبائن بأسعار تبدأ من 300 ألف شيكل.
ردت شركة “أوتوماكس” بأن المعلومات التي ظهرت في المحكمة كانت سرية، وأن تسريبها ألحق ضررًا كبيرًا بقدرتها على الاستمرار.
ومع ذلك، فإن الأضرار لا تقتصر على الشركة نفسها، إذ إن هذه القضية أعطت لمحة نادرة عن الأرباح الحقيقية في سوق السيارات في البلاد، الذي طالما اعتُبر من أكثر الأسواق غموضًا من حيث الأسعار وهوامش الربح.
مقالات ذات صلة: خصومات تصل إلى 30 ألف شيكل: هل تشتري سيارة الآن أم تنتظر؟
