/
/
رغم أنها أرخص من الـRoaming: فقط 15% من المواطنين يستخدمون eSIM خلال السفر

رغم أنها أرخص من الـRoaming: فقط 15% من المواطنين يستخدمون eSIM خلال السفر

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
Design for website 1 2
يفضل المواطنون الاحتفاظ برقمهم الأصلي في البلاد- صورة توضيحية

شهدت شركات الاتصالات في البلاد خلال العامين الماضيين تغييرات كبيرة أثّرت مباشرة على أحد أهم مصادر دخلها، وهي باقات التجوال الدولي (الرومينغ الـRoaming). هذه الخدمات، التي تتيح للمشتركين استخدام هواتفهم في الخارج عبر شبكات محلية، تُعد مربحةً للغاية، إذ تصل أسعار الحزم إلى مئات الشواكل، بينما تعتمد تكاليف تشغيلها على بنية تحتية قائمة أصلًا واتفاقيات مع شركات أجنبية.

لكن أجواء الحرب أثر بشكل كبير على مصدر الدخل هذا. فالانخفاض الحاد في حركة الطيران بعد 7 أكتوبر 2023، الذي وصل إلى إغلاق كلي للمجال الجوي خلال الحرب مع إيران، قلّص بشكل كبير من عوائد الرومينغ.

إلى جانب ذلك، سجّل قطاع السياحة تراجعًا شديدًا، سواء انخفاض أعداد السياح المسافرين خاج البلاد، أم القادمين إليها، ما شكّل ضربة مزدوجة للشركات. فالسائح الأجنبي الوافد إلى البلاد يشكّل مصدر ربح إضافي، لأنه يتصل مباشرة بالشبكات المحلية عند وصوله، وهذه العملية تعتبر ربحًا شبه صافٍ لشركات الاتصالات المحلية. ومع تقلص السياحة، خسرت الشركات موردًا رئيسيًا آخر.

البيانات المالية تؤكد هذا الواقع، إذ أشارت شركة سلكوم إلى أن استمرار الحرب أدى إلى تراجع في إيراداتها من خدمات الرومينغ بنحو 10 ملايين شيكل في الربع الثاني من 2025، بعد أن كانت قد حققت أرباحًا صافية بلغت 60 مليون شيكل في الربع الأول مقارنة بـ7 ملايين فقط في نفس الفترة من 2024. شركة بارتنر سجّلت خسائر تقارب 15 مليون شيكل في الربع الثاني بسبب تراجع الطيران والسياحة، بينما أظهرت بيليفون نتائج أفضل مع ارتفاع في الإيرادات، بفضل زيادة الطلب على الرومينغ خلال فترات التعافي.

Design for website 2 1
شريحة تقليدية. لا تدعم كل الهواتف شرائح eSim

eSIM: بديل رخيص لا يستخدمه أغلب المواطنين

في المقابل، ظهر بديل أثر على الأرباح الناجمة عن الرومينغ، وهو الشرائح الرقمية eSIM. هذه التقنية، التي بدأت تتوفر في السوق الإسرائيلية منذ فبراير 2024 بعد أن طرحتها بيليفون لأول مرة، تمكّن المسافر من الاتصال بشبكات محلية في الخارج عبر شريحة رقمية مدمجة داخل الهاتف. وتتميز هذا الشرائح بأسعارها المنخفضة جدًا، التي تبدأ من عشرات الشواكل، ما يجعلها أكثر جاذبية من الحزم التقليدية التي تصل أسعارها إلى مئات الشواكل. لكن نسبة مستخدميها ما تزال محدودة، إذ تشير تقديرات نشرتها صحيفة داماركر إلى أن ما بين 15% و20% فقط من المواطنين يعتمدون عليها حتى الآن.

السبب الرئيسي في تردد المستخدمين، بحسب داماركر، هو فقدان الرقم الإسرائيلي. فالحزم التقليدية تُفعل تلقائيًا عند الوصول للخارج، دون الحاجة لتبديل الشريحة، وتحافظ على الرقم المحلي. هذه النقطة تعتبر حاسمة للكثيرين، خاصة من لديهم أطفال أو أقارب يريدون البقاء على تواصل معهم بشكل مباشر. أحد مسؤولي شركات الاتصالات يقول في تصريح لداماركر: “الزبائن يريدون أن تظل المربية أو المدرسة قادرة على الاتصال بهم عند الحاجة، أو أن يتمكنوا من تلقي مكالمة طارئة في أي وقت”.

المسافرون بحسب داماركر يرون أيضًا في الحزم التقليدية عنصر أمان، بعد أن علِق العديد منهم في الخارج خلال الحرب مع إيران، حيث ازدادت القناعة بأن الرومينغ أكثر استقرارًا من البدائل الرقمية. كما أن الحزم التقليدية توفر إمكانيات شاملة: إنترنت، مكالمات، ورسائل SMS، في حين أن كثيرًا من تطبيقات eSIM تقتصر على الإنترنت فقط ولا تسمح بإجراء مكالمات أو استقبالها.

إضافة إلى ذلك، لا تتوافق تقنية eSIM مع جميع الهواتف، إذ ما تزال الأجهزة القديمة أو منخفضة التكلفة غير قادرة على تشغيلها. وحتى في الأجهزة الحديثة، تواجه بعض التطبيقات مشاكل مثل غياب خدمة دعم فني مباشر أو محدودية اللغات المتاحة.

شركات الاتصالات المنافسة دخلت مجال الـeSIM ولكن بتحفظ. بيليفون تقدم خدمة “غلوبال سيم” لزبائن كل الشركات، بأسعار أرخص قليلًا من الحزم التقليدية لكنها أعلى من الأسعار العالمية. هوت موبايل أطلقت خدمة “ترافل سيم”، التي توفر خيار الشريحة الفعلية أو الرقمية. وإلى جانب هؤلاء، ظهرت شركات مستقلة مثل World8، التي تبيع شرائح دولية تشمل إنترنت ومكالمات ورسائل، وتتيح تحويل المكالمات عند الاتصال بالرقم الإسرائيلي بسهولة. ما يميز هذه الخدمة أنها تبقى صالحة لمدة أربع سنوات، في حين أن الحزم التقليدية تُلغى بمجرد عودة المسافر إلى البلاد حتى لو لم تُستخدم بالكامل.

لكن رغم مزايا الـeSIM، يشكك خبراء تحدثوا إلى داماركر في استمراريتها على المدى البعيد. فهم يرون أن خدمة الـeSIM تعيش على “الهامش” بين الأسعار العالية للرومينغ وانعدام الخدمة، وأنه إذا قررت شركات الاتصالات خفض أسعار الحزم التقليدية إلى حدود 110 شيكل بدلًا من 250، فلن يبقى للـeSIM جاذبية كبيرة.

مقالات ذات صلة: تدعم اللغة العربية: واتساب يطلق الترجمة الفورية للرسائل

مقالات مختارة