/
/
“أذكى وأكثر إنصافًا”: ESH بنك جديد في البلاد يشارك نصف أرباحه مع زبائنه ويقدم لهم حسابات دون عمولات وفوائد شهرية

“أذكى وأكثر إنصافًا”: ESH بنك جديد في البلاد يشارك نصف أرباحه مع زبائنه ويقدم لهم حسابات دون عمولات وفوائد شهرية

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
084365
نير تسوك، في حفل إطلاق بنك ESH، هذا الصباح. تصوير: تومر أبلباوم

بعد سنوات من التحضير والتجارب، أعلن بنك ESH رسميًا عن انطلاق نشاطه للجمهور مطلع عام 2026، مقدّمًا نموذجًا مصرفيًا مختلفًا كليًا عن السائد في البلاد. البنك، الذي أسسه عدد من رجال التكنولوجيا البارزين ومن بينهم نير تسوك، يَعِد زبائنه بحسابات جارية خالية من العمولات، وبأن يدفع لهم 3% فائدة ثابتة على أموال حساباتهم، وأن يشاركهم نصف الأرباح المتعلقة باستخدام أموالهم بشكل مباشر عبر تحويلها إلى حساباتهم.

منذ البداية، يحرص بنك ESH على تقديم صورة مبتكرة تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والشفافية المالية. البنك، الذي يرأسه البروفيسور شموئيل هاوزر الرئيس السابق لسلطة الأوراق المالية، يعتمد بالكامل على منصته التقنية المطورة داخليًا والمسماة ESH OS، والتي بُنيت من الصفر لتكون مؤتمتة بالكامل، ما يقلل من تكاليف التشغيل إلى أدنى مستوى. ووفقًا لتقديرات القائمين عليه، سيحتاج البنك في أقصى طاقاته إلى نحو 70 موظفًا فقط، في حين أن بقية العمليات ستكون رقمية بالكامل.

الميزة الجوهرية في هذا البنك تكمن في إعادة توزيع الأرباح: فبينما تفرض البنوك التقليدية في البلاد عمولات شهرية تتراوح بين 10 و50 شيكل، يَعِد بنك ESH بعدم فرض أي رسوم، بل بمنح العملاء نصف الإيرادات التي يجنيها من استخدام أموالهم. كل أسبوع، سيتلقى الزبائن تقريرًا محدثًا يظهر المبلغ الذي أُضيف إلى حساباتهم نتيجة هذا النموذج. نير تسوك أوضح الفكرة قائلاً: “في البنوك التقليدية، تدفع مقابل إيداع أموالك، بينما البنك يستخدمها ليحقق أرباحًا هائلة دون أن يمنحك شيئًا. نحن هنا لنغيّر قواعد اللعبة”.

لا مشكنتا ولا سحب بالمينوس ولا فروع مادية 

ورغم هذه الأفكار الجديدة، للبنك حدود واضحة: فهو لن يقدّم قروض سكنية “مشكنتا”، ولن يتيح للزبائن الاستثمار في الأوراق المالية. كذلك، لن يُسمح بالدخول في حالة سحب بالمينوس ( (أوفر درافت)، بل سيُعرض بدلاً من ذلك الحصول على قروض بشروط معلنة قد تكون أقل تكلفة من رسوم السحب بالمينوس التي تصل إلى نسب كبيرة في البنوك الأخرى. إلا أن البنك لم يكشف بعد عن نموذج التسعير التفصيلي أو طريقة تقييم المخاطر بين الزبائن ذوي الجدارة الائتمانية العالية والزبائن الأكثر مخاطرة.

بنك ESH سيعمل بالكامل بشكل رقمي كما ذكرنا سابقًا، دون الحاجة لزيارة فروع مادية، مع الاعتماد على تقنيات التعرف البيومتري بدلًا من كلمات السر التقليدية. أنظمته قادرة على مراقبة الحسابات بشكل ذكي، ومنع الصفقات مشبوهة، والتدخّل البشري لن يكون حاضرًا إلا عندما تستدعي القوانين ذلك. البنية التكنولوجية للبنك ترتكز على خوادم AWS العالمية، مع ارتباط بنظام المدفوعات الدولي SWIFT، إضافة إلى إصدار بطاقات ماستر كارد صالحة للاستعمال محليًا وعالميًا.

رؤساء بنك ESH. من اليمين إلى اليسار: نير تسوك، شموئيل هاوزر، يوفال ألوني. تصوير: جدي سيارا.
رؤساء بنك ESH. من اليمين إلى اليسار: نير تسوك، شموئيل هاوزر، يوفال ألوني. تصوير: جدي سيارا.

إلى جانب هذا التوجه، يطرح البنك نفسه كمنافس مباشر ليس فقط للبنوك التقليدية، بل أيضًا للاعبين الجدد مثل بنك “وان زيرو”. تسوك انتقد بشدة منافسه مشيرًا إلى أن “وان زيرو” يعتمد على نظام تقني هندي قديم عمره أربعون عامًا، ويُلزم زبائنه بدفع رسوم اشتراك شهرية كما لو كانوا مشتركين في نتفليكس أو نادٍ رياضي. أما ESH، حسب قوله، فهو “بنك إسرائيلي بتقنية إسرائيلية، لا يأخذ رسومًا بل يشارك الزبون في الأرباح”.

ورغم هذه اللهجة الحادة، رحّب بنك “وان زيرو” في بيان رسمي بقدوم المنافس الجديد، مؤكدًا أن دخوله سيعزز الشفافية والمنافسة ويمنح الزبائن بدائل أكثر عدلاً على المدى الطويل.

إجمالًا، يقدّم بنك ESH تجربة مصرفية تبدو أقرب إلى عالم التكنولوجيا الناشئة منه إلى البنوك التقليدية. حسابات رقمية بلا عمولات، فوائد موحدة، تقاسم للأرباح، ومنظومة ذكية مؤتمتة بالكامل. ومع انطلاقه في 2026، سيكون التحدي الأكبر أمامه هو اختبار ثقة الزبائن في نموذج مصرفي مغاير جذريًا، يَعِدهم بأن يكون “بنكًا أذكى وأكثر إنصافًا” من كل ما عرفوه من قبل.

مقالات ذات صلة: بنك إسرائيل يلزم البنوك بإنشاء خط طوارئ بشري على مدار الساعة للتبليغ عن الاحتيال المالي

مقالات مختارة