/
/
في مهبّ العنصرية وتقاعس الشرطة: تغيّب 50 سائقًا عربيًا عن عملهم بسبب دعوات الانتقام

في مهبّ العنصرية وتقاعس الشرطة: تغيّب 50 سائقًا عربيًا عن عملهم بسبب دعوات الانتقام

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
حافلة تابعة لسوبر بوس في القدس، صورة توضيحية- تصوير: رحمة علي
حافلة تابعة لسوبر بوس في القدس، صورة توضيحية- تصوير: رحمة علي

شهدت القدس توترًا جديدًا عقب العملية التي وقعت عند مفرق راموت قبل أيام، حيث أُطلقت دعوات انتقام وتحريض على شبكات التواصل ضد سائقي الحافلات العرب. في اليوم التالي للعملية تغيّب نحو خمسين سائقًا من شركة “سوبر بوص” عن عملهم، مفضلين البقاء في بيوتهم خشية الاعتداء عليهم.

هذا الغياب الجماعي أثار قلق اتحاد لجان المواصلات الذي توجه إلى وزارة المواصلات بطلب عقد اجتماع عاجل لمناقشة سبل حماية السائقين. الاتحاد قدّم أيضًا شكوى رسمية لدى شرطة القدس ضد التحريض المنتشر في الفضاء الرقمي، مشيرًا إلى خطابات مثل “لا لتوظيف الأعداء” و”نطالب بالانتقام”. ويقول الاتحاد إن هذه الأجواء تضاف إلى سلسلة طويلة من حوادث العنف ضد سائقي الحافلات في المدينة، والتي كثيرًا ما تندلع بعد مباريات كرة القدم أو أحداث جماهيرية، مثل حادثة الاعتداء على سائق عقب تدريب نادي بيتار القدس في يوليو الماضي.

مع تزايد المخاوف، شدد الاتحاد على أن التعليمات الرسمية الصادرة عن وزارة المواصلات منذ يناير 2021 لا تكفي. هذه التعليمات تنظّم كيفية التعامل مع الاعتداءات بعد وقوعها، عبر الإبلاغ الفوري، أو تغيير خط السير، أو التشاور مع الجهات المختصة. لكن الاتحاد يرى أن الوضع الحالي مختلف، إذ توجد تهديدات مباشرة وحقيقية حتى قبل وقوع أي اعتداء، ما يستدعي خطوات استباقية واسعة وسريعة بدل الاكتفاء بردود فعل متأخرة.

مراد عطون مرافق مهني في منظمة قوة للعمال
مراد عطون مرافق مهني في منظمة قوة للعمال

في حديث سابق مع وصلة، قال مراد عطون، المرافق المهني في منظمة “قوة العمال”، إنّ أكثر من 50% من السائقين العاملين في قطاع المواصلات هم من العرب، مشيرًا إلى أن حوادث الاعتداء على السائقين تقع بمعدل مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا. وأشار إلى أن هناك دوافع أخرى غير الانتقام وراء هذه الاعتداءات، أبرزها رفض بعض الركاب تلقي الخدمة من عربي بدوافع عنصرية، بالإضافة إلى رفض الالتزام بالقوانين، مثل رغبة بعض الركاب في النزول في أماكن غير مخصصة للتوقف، وحين يكون السائق عربيًا يصبح تجاوز القانون من طرفهم أسهل. كما بيّن أن المستوطنين وطلاب المدارس الدينية لا يكتفون بالاعتداء اللفظي أو الجسدي، بل يتعمّدون أيضًا إلحاق الأذى بالأغراض الخاصة للسائقين العرب.

وأكد عطون أن المنظمة “قوة العمال” تطالب منذ فترة طويلة بتحويل صفة السائقين إلى “موظفي جمهور”، لتكون عقوبة الاعتداء عليهم حينها أكثر صرامة، وبالتالي تحقق الردع المطلوب. كما تطالب منظمة “قوة العمال” بتشغيل الوحدة الأمنية لحماية السائقين التي أقرتها وزارة المواصلات. ورغم تجدد الحديث عنها في يوليو في جلسة لوزارة المواصلات، ورصد 20 مليون شيكل كميزانية لها، إلا أنه لا يوجد جدول زمني محدد بعد، ما يترك السائقين العرب كالعادة في مهبّ العنصرية والانتقام.

مقالات ذات صلة: ضرب، شتائم وتهديد: أن تكون سائق باص عربي في القدس

مقالات مختارة