كشفت شركة “أوبن إيه آي” OpenAI الأميركية، مطورة ChatGPT، عن خططها لإطلاق منصة توظيف جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى ربط الشركات بالموظفين بطريقة مبتكرة ومختلفة عمّا هو متاح في سوق العمل. المنصة، التي ستحمل اسم “OpenAI Jobs Platform”، من المتوقع أن تُطرح رسميًا في منتصف العام المقبل، ما يضع الشركة في منافسة مباشرة مع منصة لينكد إن LinkedIn المملوكة لمايكروسوفت، والتي تُعد الأكثر حضورًا في أسواق العمل على مستوى العالم.
الرئيسة التنفيذية لقطاع التطبيقات في أوبن إيه آي، فيدجي سيمو، أوضحت أن المنصة الجديدة ستستخدم الذكاء الاصطناعي لخلق توافق مثالي بين احتياجات الشركات وما يمتلكه الموظفون من مهارات، مؤكدة أن الخدمة ستوفر مسارات مخصصة للشركات الصغيرة والحكومات المحلية للاستفادة من أحدث الأدوات الذكية. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الشركة لتوسيع نطاق أعمالها بعيدًا عن منتجها الأشهر “شات جي بي تي”، وذلك عبر دخولها مجالات جديدة تشمل المتصفحات وتطبيقات التواصل الاجتماعي المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان شدد خلال لقاء مع الصحافيين على أن سيمو ستتولى الإشراف على حزمة من التطبيقات خارج نطاق محادثات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها منصة التوظيف المرتقبة. ومن اللافت أن دخول أوبن إيه آي إلى هذا القطاع يضعها في مواجهة غير مباشرة مع ريد هوفمان، مؤسس لينكد إن وأحد أوائل المستثمرين في أوبن إيه آي نفسها. كما أن مايكروسوفت، الممول الأكبر للشركة، تملك لينكد إن وتعمل بدورها على تطوير أدوات ذكاء اصطناعي لدعم عمليات البحث عن الوظائف.
شهادات في إجادة الذكاء الاصطناعي
بجانب منصة التوظيف، أعلنت أوبن إيه آي أنها ستبدأ هذا العام في منح شهادات متدرجة في “إجادة الذكاء الاصطناعي” عبر أكاديمية أوبن إيه آي، التي أُطلقت العام الماضي على الإنترنت. وسيتم تدشين برنامج تجريبي لهذه الشهادات أواخر 2025، في وقت تسعى فيه الشركة إلى تأهيل الأفراد والمؤسسات لمواكبة الثورة الرقمية المتسارعة.
لكن الطموحات التوسعية تأتي بتكلفة مالية ضخمة. فقد رفعت الشركة توقعاتها لاستهلاك السيولة حتى عام 2029 إلى 115 مليار دولار، بزيادة قدرها 80 مليار دولار مقارنة بتقديراتها السابقة. هذه الأرقام تكشف حجم الإنفاق المتزايد على البنية التحتية والخوادم السحابية اللازمة لتشغيل منتجاتها، إذ يتوقع أن يصل الاستهلاك هذا العام إلى أكثر من ثمانية مليارات دولار، أي بزيادة 1.5 مليار عن التقديرات السابقة.
كما أن استهلاك السيولة سيتضاعف في العام المقبل متجاوزًا 17 مليار دولار، وهو رقم أعلى بعشرة مليارات من التوقعات السابقة. أما في السنوات اللاحقة، فمن المرتقب أن يبلغ استهلاك الشركة 35 مليار دولار في 2027 و45 مليار دولار في 2028، قبل أن يصل إلى الذروة في 2029. هذه الأرقام تعكس التحول الكبير لأوبن إيه آي إلى أحد أكبر مستهلكي خدمات الحوسبة السحابية عالميًا.
وفي خطوة إضافية تعكس طموحها الاستراتيجي، تستعد الشركة لإنتاج أول رقاقة خاصة بالذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركة برودكوم الأميركية العملاقة في مجال أشباه الموصلات. من المخطط أن يتم إطلاق هذه الرقاقة العام المقبل، مع نية أوبن إيه آي استخدامها داخليًا لتعزيز قدراتها التشغيلية بدلًا من طرحها مباشرة في الأسواق.
مقالات ذات صلة: الخطوة الأولى ضمن خطة بنصف تريليون دولار: استثمار ضخم لقطر في شركة “أنثروبيك” للذكاء الاصطناعي
