أظهر تقرير كبير الاقتصاديين في وزارة المالية أن سوق العقارات في البلاد شهد تراجعًا حادًا في مبيعات الشقق منذ بداية عام 2025، حيث كانت الناصرة صاحبة الانخفاض الأكبر على مستوى البلاد، مسجلة هبوطًا بنسبة 50% في المبيعات خلال النصف الأول من العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. هذا الانخفاض تجاوز حتى منطقة تل أبيب التي تراجعت بنسبة 43%.
في شهر يونيو وحده، تراجعت مبيعات الشقق الجديدة من قبل المقاولين بنسبة 46% مقارنة بيونيو 2024، لتصل إلى 1,954 شقة فقط (بما في ذلك الشقق المدعومة حكوميًا). أما بدون الدعم الحكومي، فقد تم بيع 1,441 شقة فقط، وهو انخفاض حاد بنسبة 50% عن العام السابق. ومقارنة بشهر مايو 2025، شهدت المبيعات تراجعًا بنسبة 18% مع الدعم، و16% بدونه.
التقرير أوضح أن الضعف في السوق كان واضحًا بشكل خاص في منطقة تل أبيب ومدينة بات يام، حيث بيعت في يونيو 137 شقة جديدة فقط، وهو رقم قريب من المستوى المتدني المسجل عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية. لكن منطقة الناصرة تصدرت الانخفاضات على أساس نصف سنوي، ما يعكس أزمة أعمق في الطلب على الشقق هناك.
إجمالًا، بلغ عدد الشقق المباعة في يونيو، بما في ذلك المبيعات في السوق الحرة (أي المبيعات التي تتم بين البائع والمشتري من دون أي دعم حكومي) والشقق التي تحتوي على مكان محمي منزلي (مماد) إضافةً إلى الشقق المباعة ضمن برامج الدعم الحكومي، 5,844 شقة، وهو أدنى مستوى يسجَّل لشهر يونيو منذ بداية الألفية، بتراجع 29% عن العام الماضي و13% عن مايو. وعند استبعاد الدعم الحكومي، بلغت المبيعات 5,331 شقة، وهي أيضًا من المستويات المتدنية تاريخيًا.
أما مبيعات الشقق المستعملة في شهر يونيو، فقد كانت أقل تأثرًا، إذ تراجعت بنسبة 16% على أساس سنوي و10% مقارنة بشهر مايو، مع بيع 3,890 شقة في يونيو. اللافت أن النصف الأول من 2025 شهد ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 3% في هذا القطاع مقارنة بالعام الماضي، رغم بقاء الأرقام عند مستويات منخفضة نسبيًا.
وزارة المالية عزت هذا التراجع الحاد في مبيعات الشقق الجديدة بالأساس إلى الحرب مع إيران، بالإضافة إلى تأثيرات قيود بنك إسرائيل على تسهيلات التمويل التي يقدمها المقاولون، والتي دخلت حيّز التنفيذ في الربيع.
كما شهدت مشتريات الشقق لأغراض الاستثمار انخفاضًا كبيرًا، إذ بيعت في يونيو 847 شقة فقط للمستثمرين، بانخفاض 36% عن العام الماضي. كذلك، تراجعت مشتريات الشقة الأولى (أي أول شقة يشتريها الزبون في حياته سواء كانت جديدة أو مستعملة) إلى 3,240 شقة مع الدعم و2,727 شقة بدونه، بانخفاض 31% و33% على التوالي، بينما لدى فئة “محسّني سكنهم”، أي الذين يمتلكون شقة بالفعل لكنهم يشترون شقة جديدة بهدف تحسين مستوى سكنهم، تراجعت المبيعات بنسبة 20%.
مقالات ذات صلة: 7,479 شقة وخصومات قد تصل لأكثر من مليون شيكل: دليلك للتقديم إلى برنامج “شقة بسعر منخفض”
