
يواصل المغرب تعزيز تعاونه العسكري مع شركات الأسلحة الإسرائيلية في خطوات متسارعة تثير كثيرًا من الجدل في العالم العربي ولدى الشعب المغربي ذاته، خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة وتصاعد القمع بحق الفلسطينيين. وتدور حاليًا مفاوضات بين الجيش المغربي وشركة “إلبيت معرخوت” لتزويد مدافع متطورة من عيارات 105 ملم و120 ملم لمدرعات الجيش المغربي.
بحسب تقارير إعلامية هندية، فإن المغرب أبرم العام الماضي عقداً مع شركة “تاتا” الهندية لتصنيع نحو 150 وحدة من ناقلات الجنود المدرعة طراز WhAP (Wheeled Armored Platform) بترخيص إنتاج محلي، في إطار مساعيه لتعزيز القدرات القتالية وتقليل الاعتماد على الاستيراد الكامل للسلاح. غير أن الجيش المغربي توجه لاحقاً إلى شركة إلبيت لتزويده بالمدافع اللازمة لهذا الأسطول الجديد من المدرعات، بعد تجربة سابقة ناجحة مع الشركة الإسرائيلية في شراء مدافع “أتْموس” الذاتية الحركة بصفقة بلغت قيمتها 370 مليون دولار، بحسب ما أورد موقع غلوبس الاقتصادي.
هذه الصفقة الجديدة ليست سوى حلقة ضمن سلسلة من العقود العسكرية المتسارعة بين المغرب وإسرائيل بعد توقيع اتفاقيات التطبيع ضمن ما يُعرف باتفاقيات أبراهام. ففي يوليو 2024، أبرم المغرب صفقة كبيرة مع الصناعات الجوية الإسرائيلية تضمنت شراء أقمار تجسس صناعية من طراز “أوفِك 13” بقيمة مليار دولار على مدار خمس سنوات، وهو ما اعتُبر تحولاً استراتيجياً على حساب الشركات الأوروبية المنافسة التي كانت تزود المغرب سابقاً، مثل “إيرباص” و”تاليس” الفرنسيتين.
ويستمر التعاون بين البلدين ليشمل مجالات واسعة في الصناعات الجوية والبرية، إذ أن شركة “بلو بيرد”، التي تملك شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية الحكومية 50% من أسهمها، أنشأت خطوط إنتاج محلية في المغرب ووفرت أنظمة مسيّرات وهجومية متقدمة. كما دخلت شركة “رافائيل” الإسرائيلية أيضاً على الخط عبر بيع نظام الدفاع الجوي “سبايدر” الذي يوفر حماية متعددة المستويات من الطائرات والمروحيات والطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية قصيرة المدى، بحسب ما أورده موقع غلوبس.
رغم الطابع التجاري الظاهر لهذه الصفقات، إلا أن خلفياتها السياسية لا تغيب عن المشهد. فتعميق العلاقات الدفاعية بين المغرب وإسرائيل يعزز موقع تل أبيب كلاعب أمني في شمال إفريقيا، وسط استمرار معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي وتجربة هذه الأسلحة عليهم، وتحاول الحكومة الإسرائيلية استثمار صناعاتها العسكرية سياسيًا واقتصاديًا في دولٍ وأسواق جديدة بعد تراجع علاقاتها مع بعض العواصم الأوروبية نتيجة انتهاكاتها المتكررة في غزة والضفة الغربية.
مقالات ذات صلة: التأجيل الإسرائيلي لمشروع خط أنابيب “نيتسانا” يضع مصر في موقف حرج لتأمين الغاز











