/
/
قطارات البلاد: تراجع في دقة المواعيد، ازدحام شديد وخسائر كبيرة

قطارات البلاد: تراجع في دقة المواعيد، ازدحام شديد وخسائر كبيرة

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
مصدر الصورة: ويكيميديا
أحد القطارات في البلاد، صورة توضيحية – المصدر: ويكيميديا

 

تشهد شركة قطارات إسرائيل فترة صعبة تتسم بتراجع دقة مواعيد القطارات، وارتفاع الخسائر، وزيادة ملحوظة في شكاوى الركاب. التقرير المالي للربع الثالث من عام 2025 يكشف أن متوسط دقة وصول القطارات تراجع إلى 91.6% مقارنة بنسبة 96.44% في الربع ذاته من العام السابق، وهو انخفاض واضح يشعر به الركاب الذين ينشرون يوميًا بلاغات عن التأخيرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويظهر التقرير أن هذا التراجع ليس ظرفيًا، إذ بلغ متوسط الدقة في الأشهر التسعة الأولى من السنة 94.46%، بعد أن كان 96.93% في الفترة نفسها من 2024. ورغم الانخفاض في الدقة، ارتفع حجم الاستخدام، إذ سجّل الربع الثالث معدل 276 ألف رحلة يوميًا، مقارنة بـ265 ألفًا العام الماضي، وبلغ إجمالي الرحلات خلال الأشهر التسعة الأولى 52.4 مليون رحلة مقابل 49.4 مليونًا في السنة السابقة.

مع ذلك، لم ينعكس ارتفاع الطلب على الأداء المالي. فقد سجلت شركة قطارات إسرائيل خسارة قدرها 34 مليون شيكل في الربع الثالث من 2025، مقابل خسارة 19 مليون شيكل في الفترة ذاتها من 2024. أما أرباح الأشهر التسعة الأولى فانخفضت إلى 23 مليون شيكل بعد أن بلغت 83 مليونًا في العام الماضي. وتوضح الشركة تراجع الإيرادات من الركاب في الربع الثالث إلى 815 مليون شيكل مقارنة بـ818 مليونًا العام الماضي.

وفي موازاة ذلك، تزداد شكاوى الركاب من الازدحام الشديد في بعض الخطوط، خصوصًا بين تل أبيب ومناطق الشمال. وتفيد شركة قطارات إسرائيل بأن الطلب بلغ مستويات قياسية في أكتوبر ونوفمبر، حين وصل عدد الركاب إلى 298 ألفًا في يوم واحد، ثم ارتفع إلى 312 ألفًا، وهي زيادة بنحو 14% مقارنة بعام 2019. وتقول الشركة إنها تعمل على تخفيف الضغط من خلال زيادة عدد العربات في القطارات، وتعديل الجداول، وتوسيع ساعات العمل، وتشغيل مزيد من القطارات الكهربائية الحديثة.

أما قطاع الشحن في الشركة فيواصل تسجيل خسائر كبيرة، إذ خسر 85 مليون شيكل خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، مقارنة بـ51 مليون شيكل في الفترة نفسها من 2024، رغم ارتفاع كمية ما تمّ نقله من 1.5 مليون طن إلى 1.7 مليون طن. وتشير الشركة إلى أن الخسائر ناجمة عن شطب ديون قديمة وتراجع الدعم الحكومي، إضافة إلى تأثيرات الحرب وإغلاقات خطوط السكك بسبب أعمال التطوير.

تقرير الشركة يكشف أيضًا عن ارتفاع في نفقات الأجور بنحو 36 مليون شيكل نتيجة زيادة عدد الموظفين في قطاعات الركاب والشحن، إضافة إلى ارتفاع الحد الأدنى للأجور وزيادة الساعات الإضافية. وشملت النفقات أيضًا إصلاح أضرار في شبكات الكهرباء بعد حادث اصطدام قطار شحن بمنشآت كهربائية في أغسطس، وهو حادث تحقق فيه لجنة خارجية ويتوقع نشر نتائجها النهائية نهاية السنة.

وتأتي هذه التحديات بينما تواجه شركة قطارات إسرائيل أزمة داخلية أعمق. ففي الوقت الذي تدفع فيه وزارة المالية عبر قانون التسويات باتجاه خصخصة تشغيل وصيانة بعض خطوط القطارات من خلال شركات خاصة، تعارض وزارة المواصلات والشركة هذه الخطة. وتفتقر الشركة حاليًا إلى مدير عام ثابت بعد استقالة المدير السابق في يوليو، كما شهدت خلال العامين الماضيين سلسلة استقالات لكبار المديرين. وتُشغّل الشركة نحو خمسة آلاف موظف، في ظل لجنة عُمّالية قوية يرأسها مسؤول اعتُقل مؤخرًا ضمن قضية فساد في الهستدروت.

مقالات ذات صلة: 65 مليار شيكل تكلفة مترو تل أبيب وسيوظف 16 ألف عامل

مقالات مختارة