
للمرة الأولى، تفوق الطلاب العرب على الطلاب اليهود في نسبة المستحقين لشهادة البجروت لعام 2024. فقد بلغت نسبة الطلاب العرب الذين أنهوا المرحلة الثانوية وحصلوا على شهادة بجروت 78.3%، مقارنة بـ77.8% بين الطلاب اليهود (تشمل الحريديم أيضًا). وقد كانت النسبة الأعلى في البلاد في أوساط الطلاب الدروز، حيث بلغت 89.4% رغم انخفاضها الطفيف عن العام السابق.
الإنجاز الأبرز سُجل في المجتمع البدوي، حيث ارتفعت نسبة الطلاب المستحقين لشهادة بجروت من 65.4% إلى 71.1% خلال عام واحد، وهي الزيادة الأكبر في البلاد لعام 2024. هذا التقدم قلص الفجوة التاريخية بين الطلاب البدو وبقية المجموعات السكانية، لكنه لم يُلغِ التحديات القائمة في بلدات الجنوب التي تعاني من نقص في الموارد التعليمية والبنية التحتية.
وفي مقابل التحسن في المجتمع العربي، تظهر صورة عامة أقل تفاؤلًا على مستوى جميع طلاب البلاد. فقد تراجعت نسبة الحاصلين على بجروت بخمس وحدات في الرياضيات إلى 16% فقط، بعد أن كانت 16.2% في 2023 و17.3% في 2022. ويُعد هذا التراجع الثاني على التوالي بعد عقد من الارتفاع المستمر الذي بدأ عام 2015 عندما أطلق وزير التعليم السابق نفتالي بينيت برنامجًا خاصًا لتعزيز دراسة الرياضيات المتقدمة، خصصت له ميزانية سنوية بلغت نحو 80 مليون شيكل. ومع أن البرنامج رفع النسبة إلى 17% عام 2022، إلا أن الاتجاه انقلب منذ ذلك الحين نحو الانخفاض.
في عام 2024 بلغ عدد الطلاب الذين اجتازوا امتحان الرياضيات بمستوى خمس وحدات نحو 20 ألف طالب فقط، في حين حصل ما يقارب 38% من خريجي المدارس الثانوية على بجروت بمستوى ثلاث وحدات. كما تراجعت نسبة الحاصلين على بجروت “هايتك” — التي تشمل خمس وحدات في علوم الحاسوب أو الفيزياء، إضافة إلى خمس وحدات في الرياضيات واللغة الإنجليزية— إلى 10.8% مقارنة بـ11.3% في 2022. هذه النتائج تشير إلى أن الحكومة لم تحقق أهدافها برفع عدد خريجي هذا المسار التكنولوجي الذي يُعد بوابة أساسية للاندماج في قطاع الهايتك في البلاد.
ورغم التراجع في مجالات الرياضيات والتكنولوجيا، ارتفعت النسبة العامة للطلاب المستحقين لشهادة بجروت في البلاد إلى 76.6% عام 2024، مقارنة بـ76.3% في العام الذي سبقه. وزير التعليم يوآف كيش وصف ذلك بأنه إنجاز تحقق “رغم الحرب والإخلاءات”، مشيرًا إلى نجاح الوزارة في الحفاظ على استمرارية التعليم. لكن هذه الزيادة الطفيفة ترتبط أساسًا بالتسهيلات الواسعة التي أُدخلت على منظومة امتحانات البجروت خلال العامين الأخيرين.
فقد ألغت الوزارة معظم الامتحانات الخارجية في مواد العلوم الإنسانية، وقلصت حجم المادة الدراسية، وخفضت وزن الامتحان الخارجي في العلامة النهائية، وفي بعض الحالات منحت العلامات بناء على الامتحانات الداخلية بدلًا من امتحانات البجروت الرسمية. كما حصل الطلاب الذين تم إجلاؤهم من الشمال والجنوب على تسهيلات إضافية في التقييم.
بسبب كل هذه التسهيلات في امتحانات البجروت، يقول مختصون في وزارة التعليم إن الأرقام الرسمية لا تعبّر بدقة عن الوضع الحقيقي. فالمعطيات التي تنشرها الوزارة تتحدث عن أن 76.6% من طلاب الصف الثاني عشر حصلوا على شهادة بجروت، لكن هذه النسبة لا تشمل جميع الطلاب في الجيل نفسه، بل فقط من يدرسون في مدارس تتقدم لامتحانات البجروت. وعندما تُحسب النسبة الحقيقية لجميع الطلاب في هذا الجيل، تنخفض نسبة من حصلوا على شهادة البجروت إلى نحو 68.5% فقط. كذلك، فإن نسبة الطلاب الذين أنهوا خمس وحدات في الرياضيات لا تتجاوز 14.3% من جميع طلاب الثانوية، في حين أن الذين أنهوا بجروت الهايتك لا يشكّلون أكثر من 9.6% فقط.
وتواصل الفوارق الاقتصادية التأثير على التحصيل الدراسي في البلاد. فبين الطلاب من العائلات الميسورة تصل نسبة المستحقين لشهادة بجروت إلى نحو 88%، بينما تنخفض إلى قرابة 69% في الأوساط الفقيرة. وفي المجتمع العربي تحديدًا، تصل النسبة في الشرائح الغنية إلى 100% — رغم أن عددها محدود — مقابل 72.3% في الشرائح الأضعف اقتصاديًا.
مقالات ذات صلة: لأول مرة منذ 15 عامًا: تراجع عدد الطلاب العرب في جامعات البلاد











