/
/
لأول مرة منذ 15 عامًا: تراجع عدد الطلاب العرب في جامعات البلاد

لأول مرة منذ 15 عامًا: تراجع عدد الطلاب العرب في جامعات البلاد

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
491978690 1079270330914358 5603887982557939035 n
الجامعة العبري في القدس. يفتتح العام الدراسي الجديد اليوم. الصورة: صحفة الجامعة على فيسبوك

ينطلق اليوم العام الدراسي الجديد في جامعات وكليات البلاد، في ظل انتهاء الحرب وتراجع دمج الطلاب العرب في مؤسسات التعليم العالي. فمنذ عام 2024، تراجعت وتيرة اندماج الطلاب العرب، بعد عقد ونصف من الارتفاع المستمر الناجم عن خطة خاصة لمجلس التعليم العالي.

وبحسب المعطيات الأخيرة، يشكّل الطلاب العرب 18.9٪ من مجمل طلاب الجامعات والكليات، رغم أن نسبتهم السكانية تبلغ 21٪. وبعدما سجّلت أعدادهم ارتفاعًا مطردًا طوال خمسة عشر عامًا (منذ عام 2010)، وبعد أن بلغ عددهم العام الماضي 63,740 طالبًا، انخفض عددهم هذه السنة بـ600 طالب مقارنة بعام 2024 (وبالتحديد 400 طالب في الدراسات العليا و200 من طلّاب اللقب الأول) ليبلغ مجموع الطلاب العرب في جامعات البلاد هذا العام 63,140 طالبًا. ويعزى سبب التراجع إلى توقف برامج الدعم والتشجيع الرسمية المخصصة للمجتمع العربي.

تُظهر البيانات أيضًا فجوة اجتماعية واقتصادية واضحة في نظام التعليم. فربع طلاب كليات إعداد المعلمين تقريبًا يأتون من العائلات ذات الدخل المنخفض جدًا، وهي النسبة الأعلى مقارنة ببقية التخصصات. ويظهر ذلك بشكل واضح في المجتمع العربي والحريدي، حيث يتوجه الطلاب غالبًا نحو تخصصات إعداد المعلميين بدل من المجالات العلمية أو التقنية التي تتطلب معدلات قبول مرتفعة وإمكانيات مادية أكبر. كما أن 33% تقريبًا من طلاب هذه الكليات ينتمون إلى الطبقات ذات الدخل المتوسط المنخفض، بينما لا تتجاوز نسبة الطلاب من العائلات الغنية فيها 5%.

أما في الجامعات الكبرى، فالصورة معكوسة تمامًا. نحو 30% من طلاب اللقب الأول ينتمون إلى عائلات ميسورة الحال، في حين لا تتعدى نسبة الطلاب القادمين من عائلات فقيرة 6%. أي أن الطبقات الغنية ممثلة بشكل واسع داخل الجامعات الهامة، بينما يتركز الطلاب الفقراء في الكليات الصغيرة أو المهنية.

0000000
المصدر: دائرة الإحصاء المركزية

الطلاب في البلاد بشكل عام

بحسب مجلس التعليم العالي، من المتوقع أن يدرس هذا العام نحو 336.5 ألف طالب في مؤسسات التعليم العالي في البلاد، أي بزيادة بسيطة قدرها ألفا طالب فقط عن العام الماضي. نصفهم تقريبًا سيلتحق بالجامعات، والنصف الآخر بالكليات الخاصة وكليات إعداد المعلمين. هذه الأرقام تعكس تباطؤًا في النمو الذي كان قد بدأ في فترة جائحة كورونا، لكنه توقف خلال العامين الأخيرين وتفاقم أكثر في ظل الحرب.

من حيث التخصصات، ما زالت الهندسة في المركز الأول بنسبة 17.7% من مجمل الطلاب في البلاد، تليها العلوم الاجتماعية والتعليم بنسبة 17.2% لكل منهما، ثم العلوم الإنسانية بنسبة 4.5%. هذه المجالات الأخيرة تُعتبر سهلة القبول نسبيًا لكنها منخفضة الأجر. في المقابل، يتراجع الإقبال على دراسة علم الحاسوب، إذ انخفض عدد طلاب السنة الأولى فيها إلى 6,219 في العام الماضي، أي بانخفاض 14% عن عام 2023، حين بلغ عددهم 7,277. أما دراسة الطب فشهدت زيادة خلال السنوات الأخيرة لكنها ما زالت تمثل نسبة صغيرة جدًا تبلغ 1.2% من إجمالي الطلاب.

على مستوى الجامعات، تتصدر جامعة تل أبيب القائمة بنحو 26.6 ألف طالب (18% من مجموع طلاب الجامعات)، تليها جامعة بار إيلان التي ارتفع عدد طلابها بنسبة 30% منذ عام 2017 ووصل إلى 21.6 ألف. في المرتبة الثالثة تأتي الجامعة العبرية في القدس بـ21.5 ألف طالب، ثم التخنيون الذي انخفض عدد طلابه بنسبة 2% إلى 14.1 ألف. الجامعات الأصغر هي أريئيل (11 ألف طالب) وجامعة رايخمان الخاصة (9,505 طلاب) التي شهدت أعلى نسبة نمو منذ 2017 بلغت 60%. أما معهد وايزمان للعلوم، الذي لا يمنح درجات بكالوريوس، فيضم نحو 1,500 طالب.

0000
المصدر: دائرة الإحصاء المركزية

النساء هنّ الأغلبية 

وتُظهر البيانات أيضًا أن النساء يشكّلن 60% من مجمل الطلاب في مؤسسات التعليم العالي، لكن معظمهن يدرسن في مجالات منخفضة الدخل مثل العلوم الاجتماعية والتعليم والعلوم الإنسانية. في المقابل، لا تتجاوز نسبة الطالبات في الهندسة 10%، وفي علوم الحاسوب والرياضيات 6.3% فقط، وفي الفيزياء أقل من 1%. وحدها تخصصات الطب والقانون وإدارة الأعمال تُظهر توازنًا بين النساء والرجال، بنسب تقارب 1.2% و7.7% و11.3% على التوالي.

ويُعزى ضعف حضور النساء في مجالات التكنولوجيا والهايتك إلى الفروق التي تبدأ منذ المدرسة، إذ تختار نسبة قليلة من الفتيات دراسة الفيزياء أو علم الحاسوب بمستوى متقدم. ورغم الانتقادات الموجّهة لمجلس التعليم العالي لعدم قيامه بما يكفي لتشجيع دمج النساء في هذه المجالات، فإنه يشير إلى أن عدد الطالبات في علوم الحاسوب تضاعف، كما ارتفع عددهن في الهندسة بنسبة 60%. ومع ذلك، فإن هذه الزيادة تعكس النمو العام في أعداد الطلاب أكثر مما تعكس تقليصًا حقيقيًا للفجوة بين الجنسين.

بصورة عامة، تكشف المعطيات عن نظام جامعي يعاني من فجوات واضحة: انخفاض في تمثيل الطلاب العرب بعد سنوات من التقدم، تركّز الطلاب من الفئات الأقل دخلًا في كليات التربية والتعليم، واستمرار هيمنة الطلاب من الفئات الأغنى على الجامعات الكبرى، إلى جانب ضعف حضور النساء في المهن التقنية والعلمية. ومع بداية السنة الأكاديمية الجديدة، يبدو أن التحدي الأكبر أمام مؤسسات التعليم العالي هو المساواة، وضمان أن تبقى الجامعات مفتوحة أمام جميع فئات المجتمع، وليس فقط لفئات دون غيرها.

مقالات ذات صلة: “إنفيديا فرع الزرازير”: في هذه البلدة البدوية في الشمال تطوّر شابات عربيات أكثر المنتجات ابتكارًا في الذكاء الاصطناعي

مقالات مختارة