/
/
ماسك يطلق Grokipedia: موسوعة يمينية تنهار بيومها الأول وتسرق من ويكيبيديا

ماسك يطلق Grokipedia: موسوعة يمينية تنهار بيومها الأول وتسرق من ويكيبيديا

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
1024px Elon Musk 54820081119 cropped
ماسك يطلق موسوعته الجديدة ويواجه اتهامات وانتقادات كثيرة، الصورة: ويكيميديا

أطلق أغنى رجل في العالم إيلون ماسك، مؤسس شركة xAI ومالك منصة X، مشروعه الجديد “غروكيبيديا”، الذي يصفه بأنه موسوعة رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتُعد بديلاً “مستقلاً وصادقاً” عن ويكيبيديا. غير أن المنصة، التي تم إطلاقها رسميًا مساء الاثنين على الموقع grokipedia.com، واجهت منذ اللحظة الأولى سلسلة من المشاكل التقنية والانتقادات الحادة المتعلقة بمصداقيتها ومحتواها.

شهد اليوم الأول للإطلاق انهيار الموقع بعد ساعات قليلة من تشغيله، قبل أن يعود إلى العمل في المساء. وقد ظهرت واجهة المنصة بشكل بسيط جدًا تحت اسم “Grokipedia v0.1” مع شريط بحث فقط، دون أي تصميم متطور أو خصائص تفاعلية. وبحسب بيانات الشركة، استضافت غروكيبيديا عند الإطلاق نحو 885,000 مقال باللغة الإنجليزية، إلا أن العديد من المستخدمين لاحظوا أن قسماً كبيراً من هذه المقالات منسوخ أو مقتبس مباشرة من ويكيبيديا، بينما احتوى بعضها على معلومات غير دقيقة أو مزاعم مثيرة للجدل.

تهدف غروكيبيديا، بحسب ماسك، إلى “إعادة تشكيل الطريقة التي يُنشأ بها المحتوى المعرفي على الإنترنت”، وهي تعتمد على Grok، وهو منص الذكاء الاصطناعي التابع لشركة xAI والمبني على بيانات آنية من شبكة الإنترنت. لكن خلف هذه الرؤية التقنية، اندلع جدل واسع حول نوايا ماسك ودوافعه، خاصة أن إطلاق المشروع جاء في خضم حملته العلنية ضد ويكيبيديا، التي يتهمها بأنها “منصة دعائية يسارية منحازة”.

في منشورات سابقة على منصته X، كتب ماسك أن “غروكيبيديا ستكون تحسيناً هائلاً على ويكيبيديا، وخطوة ضرورية نحو هدف xAI لفهم الكون”. لكنه أشار أيضًا إلى أن الإطلاق تأخر أسبوعاً للسماح لفريقه بـ“تنظيف المحتوى من الدعاية”.

الجدل لم يقتصر على الجانب التقني. فقد كشفت تقارير صحفية أن غروكيبيديا تضم مئات المقالات التي تحتوي على مزاعم غير موثقة تتعلق بمواضيع تعتبر حساسة ومثيرة للجدل مثل التغير المناخي، والعبودية في الولايات المتحدة وحتى الأمراض المعدية. فمثلاً، زُعِم في مقالٍ على المنصة أنّ التغطية الإعلامية لقضية التغير المناخي “تهدف لتخويف الجمهور والتأثير على السياسات العامة دون دلائل علمية كافية”.

كما تضمن مقال آخر تبريرات أيديولوجية للعبودية في أمريكا، واعتبر مشروع “1619” التعليمي الذي أطلقته صحيفة نيويورك تايمز “مضللاً” لأنه يصور العبودية كعنصر أساسي لولاه لما تطورت الولايات المتحدة على صورتها الحالية.

ورغم أن ماسك قدّم مشروعه كخطوة لتحرير المعرفة من “الرقابة”، إلا أن مراقبين وخبراء في الذكاء الاصطناعي اعتبروا أن غروكيبيديا تستبدل تحيزاً بآخر، إذ بدت المقالات أقرب إلى روايات يمينية متطرفة أو انعكاساً لآراء ماسك الشخصية في قضايا اجتماعية وسياسية.

1024px Grokipedia homepage
واجهة موسوعة Grokipedia، الصورة: ويكيميديا

إلى جانب هذه الانتقادات، افتقدت المنصة إلى سمات جوهرية تجعلها أقل شفافية من ويكيبيديا. فلا يمكن للمستخدمين تعديل المقالات أو مشاهدة سجل التعديلات، بل فقط الإبلاغ عن أخطاء محتملة. كما غابت عنها مكونات أساسية مثل شريط التنقل السريع، وصور المقالات، وصندوق المعلومات المختصر في بداية كل صفحة.

ويحمل كل مقال في غروكيبيديا شعار “تم التحقق من الحقائق بواسطة غروك”، رغم أن الأبحاث تشير إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي كثيراً ما تفتقر إلى الدقة وتخلط بين الآراء والحقائق.

إطلاق غروكيبيديا يأتي في وقت تواجه فيه ويكيبيديا تحديًا متزايدًا من أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة مثل ChatGPT وClaude، التي بات المستخدمون يلجأون إليها بدلاً من الموسوعة الحرة للحصول على إجابات فورية. هذه التحولات أدت إلى انخفاض بنسبة 8% في عدد زوار ويكيبيديا خلال العام الماضي، ما أثار قلق مؤسسة ويكيميديا التي تمول الموقع عبر التبرعات.

مع ذلك، لا يبدو أن مؤسسة ويكيميديا تنوي التراجع. فقد علّقت المؤسسة على إطلاق غروكيبيديا بقولها: “حتى غروكيبيديا تحتاج إلى ويكيبيديا لتوجد. المعرفة التي توفرها ويكيبيديا كانت وستظل دائمًا معرفة إنسانية، وهي الأساس الذي تعتمد عليه أنظمة الذكاء الاصطناعي في توليد محتواها.”

وفي المقابل، يرى مؤسس ويكيبيديا جيمي ويلز أن المنافسة الحقيقية لا تكمن في حجم المحتوى بل في دقته. وأكد أنه يقود حالياً مجموعة عمل داخلية تهدف إلى مراجعة قواعد التحرير وضمان الحياد في الموسوعة. وقال في مقابلة مع نيويورك تايمز: “المطلوب ليس مهاجمة الآخرين، بل تحسين ما لدينا بالبحث والعمل الدؤوب”.

أما ماسك، فاختار المضي في مشروعه رغم الانتقادات، بدعم من شخصيات سياسية واقتصادية بارزة في التيار اليميني الأمريكي، بينهم مستشارون سابقون في إدارة ترامب. ويرى هؤلاء أن غروكيبيديا “ستعيد التوازن” في مواجهة ما يعتبرونه “هيمنة فكرية يسارية” في ويكيبيديا.

مقالات ذات صلة: تراجع أرباح تسلا 37% بعد انتهاء الدعم الحكومي الأمريكي

مقالات مختارة