/
/
طلاب البلاد أصبحوا يعملون أكثر أثناء الدراسة.. وهذا متوسط أجرهم الشهري في 2025

طلاب البلاد أصبحوا يعملون أكثر أثناء الدراسة.. وهذا متوسط أجرهم الشهري في 2025

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
491408902 9967109926686357 7664820555255091747 n
طلاب في جامعة التخنيون، صورة توضيحية: المصدر: صفحة التخنيون على فيسبوك

أظهرت معطيات جديدة أن طلاب الجامعات في البلاد أصبحوا يعملون أكثر من السابق أثناء دراستهم، في وقت تراجعت فيه توقعاتهم لمستوى الأجور بعد التخرج. ووفقًا لمسح أجراه “اتحاد الطلاب الجامعيين” بالتعاون مع معهد الأبحاث “بانيلز”، ارتفع متوسط عدد ساعات العمل الشهرية للطلاب بنسبة 7.6% خلال عام واحد، من 93 ساعة في 2024 إلى 100 ساعة في 2025.

يعود هذا الارتفاع إلى انتشار أنماط التعليم المرنة التي تتيح الدراسة ليوم أو يومين في الأسبوع أو في ساعات المساء، مثلما هو الحال في الجامعة المفتوحة والكليات الخاصة، إضافة إلى توسّع التعليم الهجين الذي يجمع بين الدراسة الوجاهية والتعليم عبر الإنترنت، ما يتيح للطلاب إمكانية أكبر للجمع بين الدراسة والعمل، ويتوقع المسح أن يواصل عدد ساعات العمل الارتفاع في السنوات المقبلة.

وبحسب المسح، 79% من الطلاب يعملون إلى جانب دراستهم، بينما 21% لا يعملون إطلاقًا. هذه النسبة قريبة من معدلات السنوات السابقة، إذ بلغت 78% العام الماضي و81% عام 2023، وبلغت ذروتها في 2020 عند 84%. أي أن أربعة من كل خمسة طلاب في البلاد يجمعون بين التعليم والعمل. كما تبين أن نحو نصف العاملين (49%) يعملون في مجالات قريبة من تخصصهم الأكاديمي.

متوسط الأجر الشهري للطلاب العاملين في عام 2025 بلغ 6,291 شيكل، أي بزيادة نسبتها 19% مقارنة بالعام السابق. نحو 400 شيكل من هذه الزيادة تعود إلى ارتفاع ساعات العمل، فيما يُعزى الجزء الآخر إلى مشاركة عشرات آلاف الطلاب في الخدمة العسكرية الاحتياطية. وقد ارتفعت نسبة الطلاب الذين يتقاضون أكثر من 7,000 شيكل شهريًا من 23% إلى 32%. ومع ذلك، يُتوقع أن يتراجع هذا المتوسط العام المقبل مع انتهاء الحرب.

من ناحية أخرى، أفاد 46% من الطلاب بأن دخلهم أو وضعهم الوظيفي تضرر بسبب  حربَي غزة وإيران. من بين هؤلاء، خسر 39% مناوبات عملهم، و16% أُجبروا على الخروج في إجازة غير مدفوعة، و5% فُصلوا من وظائفهم. كما انخفضت نسبة الطلاب الذين يتلقون دعمًا ماليًا من أهاليهم من 51% العام الماضي إلى 46% هذا العام، ويُعزى ذلك إلى أن العديد من الطلاب حصلوا على تعويضات مرتفعة مقابل خدمتهم في الاحتياط، إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي واجهت العائلات خلال الحرب. وبلغ متوسط المساعدة الشهرية من الأهل 2,152 شيكل، بعد أن كانت 2,614 شيكل العام الماضي — أي انخفاض بنسبة 17%.

الطلاب أقل تفاؤلًا.. وتكاليف المعيشة أعلى

توقّعات الطلاب لأجورهم بعد نحو عامين من التخرج انخفضت أيضًا، إذ يتوقع الطالب المتوسط راتبًا قدره 16,026 شيكل شهريًا، مقارنة بـ16,729 شيكل في العام الماضي، أي تراجع بنسبة 4.2%. ويعزو المسح هذا الانخفاض إلى ما يُعرف بـ”أزمة الجونيورز” في قطاع الهايتك، حيث يواجه الخريجون الجدد صعوبة في إيجاد وظائف وتقلّ قدرتهم على التفاوض على الرواتب.

في المقابل، ارتفعت تكاليف المعيشة لدى الطلاب بنسبة 12%، من 6,138 شيكل في 2024 إلى 6,879 شيكل في 2025. وتشمل هذه الزيادة ارتفاعًا في أسعار الإيجارات والمصاريف السكنية بنسبة 10.5% لتصل إلى 3,116 شيكل شهريًا، وارتفاعًا في نفقات الطعام بنسبة 19% إلى 1,459 شيكل، إضافة إلى زيادة في تكاليف التأمينات الصحية والعلاجات النفسية بمعدل 76 شيكل لكل طالب.

492538307 1081408774033847 1256050418156931594 n
طلاب في الجامعة العبرية، الصورة: صفحة الجامعة على فيسبوك

أما الإنفاق على طلب الطعام من المطاعم فبلغ 474 شيكل شهريًا في المتوسط، إذ تبيّن أن 70% من الطلاب يطلبون وجبات جاهزة بانتظام. 83% منهم ينفقون أقل من 500 شيكل شهريًا على الوجبات الجاهزة، و11% بين 500 و1,000 شيكل، و2% فقط يتجاوز إنفاقهم 3,000 شيكل شهريًا.

وتختلف تكاليف المعيشة باختلاف المناطق. في منطقة تل أبيب تصل النفقات الشهرية للطالب إلى 7,259 شيكل، وهي الأعلى في البلاد، بينما تبلغ في منطقة حيفا 6,430 شيكل، ويُرجّح أن السبب يعود إلى أن نسبة كبيرة من الطلاب هناك من العرب الذين يعيشون مع عائلاتهم ولا يتحملون تكاليف سكن مرتفعة.

البيانات تُظهر أيضًا أن أكثر من ربع الطلاب (26%) اضطروا إلى أخذ قروض خلال دراستهم، و59% منهم اقترضوا أكثر من 20 ألف شيكل. متوسط القرض وصل إلى 48,133 شيكل، بزيادة قدرها 24% عن عام 2023. ورغم أن القروض الجامعية في إسرائيل لا تُعد ثقيلة مثل الولايات المتحدة بسبب انخفاض رسوم التعليم، فإن اتحاد الطلاب حذّر من تأثير أسعار الفائدة المرتفعة على الشباب الجامعيين.

وفي مؤشر آخر، 26% من الطلاب يستثمرون في سوق الأسهم بشكل مباشر أو عبر مؤسسات مالية، ما يشير إلى وعي مالي متزايد، لكن ضعف الثقافة المالية ما زال واضحًا. فقد أعلن وزير التعليم يوآف كيش مؤخرًا أن التربية المالية ستصبح مادة إلزامية في المدارس الثانوية، بعد أن تبين أن 69% من الطلاب الذين يملكون صناديق تقاعد لم يختاروها بأنفسهم.

المنافسة تشتد على القبول الجامعي

أما فيما يخص القبول الجامعي، فالمنافسة ما زالت مرتفعة. هناك 1.6 مرشح لكل مقعد جامعي، و1.5 مرشح لكل مقعد في الكليات. الطب هو التخصص الأكثر طلبًا، حيث يُقبل طالب واحد فقط من بين 2.6 متقدّم، يليه إدارة الأعمال والهندسة المعمارية بنسبة 2.4 متقدّم لكل مقعد. وفي الكليات، تتصدر العمارة والهندسة المدنية قائمة التخصصات الأكثر طلبًا بنسبة 2.6 و2.4 متقدم لكل مقعد على التوالي، بينما تشهد إدارة الأعمال في الكليات أدنى إقبال بمعدل 1.3 مرشح لكل مقعد، ما يشير إلى تفضيل الطلاب دراسة هذا التخصص في الجامعات. المفاجئ أن تخصص العمل الاجتماعي سجّل طلبًا مرتفعًا نسبيًا بلغ 1.7 مرشح لكل مقعد، متفوقًا على علم النفس وعلوم الحاسوب.

مقالات ذات صلة: لأول مرة منذ 15 عامًا: تراجع عدد الطلاب العرب في جامعات البلاد

مقالات مختارة