
أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم عن فوز ثلاثة من الاقتصاديين بجائزة البنك المركزي السويدي للعلوم الاقتصادية لعام 2025 تخليدًا لذكرى ألفريد نوبل، وهم الأميركي الإسرائيلي جويل موكير، والفرنسي فيليب أغيون، والكندي بيتر هاويت، “لإسهامهم في تفسير آليات النمو الاقتصادي القائم على الابتكار والتجديد التكنولوجي”. ووفق بيان الأكاديمية، مُنحت نصف الجائزة لموكير «لتحليله العوامل الأساسية التي تجعل النمو المستدام ممكنًا عبر التقدم العلمي»، فيما تقاسم أغيون وهاويت النصف الآخر «لنظريتهما التي تشرح النمو من خلال عملية التدمير الخلاق».
جويل موكير، وُلِدَ في هولندا عام 1946، ثمّ هاجر إلى إسرائيل في طفولته مع والدته قبل أن يتابع مسيرته الأكاديمية التي قادته إلى جامعة ييل حيث حصل على الدكتوراه في الاقتصاد والتاريخ، ثم انتهى به المطاف في جامعة نورث وسترن الأميركية التي يدرّس فيها منذ 45 عامًا. اشتهر موكير باستخدام المصادر التاريخية لفهم الأسباب التي جعلت النمو الاقتصادي المستدام يتحول إلى الظاهرة السائدة خلال القرون الأخيرة. وبحسب الأكاديمية السويدية، فقد أوضح أن الابتكار لا يمكن أن يستمر دون أن يكون مبنيًا على معرفة علمية تفسّر «لماذا» تعمل الاكتشافات وليس فقط «كيف» تعمل هذه الاكتشافات، وهو ما افتقدته البشرية قبل الثورة الصناعية حين كانت الاكتشافات تُعتمد دون تفسير علمي دقيق، ما أعاق تراكم الابتكار. كما شدّد موكير في أعماله على أن المجتمعات المنفتحة على الأفكار الجديدة والتغيير هي التي تخلق البيئة الحقيقية للتقدم الاقتصادي.
أما فيليب أغيون، الاقتصادي الفرنسي اليهودي المولود في باريس، فيُعد من أبرز الباحثين في مجال اقتصاد النمو الحديث، ويشغل مناصب أكاديمية في «كوليج دو فرانس» وكلية لندن للاقتصاد، وكان أستاذًا في جامعة هارفارد ومستشارًا شخصيًا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. إلى جانبه يأتي الكندي بيتر هاويت من جامعة براون، وهما معًا قدّما نموذجًا رياضيًا منذ عام 1992 لتفسير آلية «التدمير الخلاق» التي طرحها جوزيف شومبيتر قبل قرن. هذا المفهوم يقوم على فكرة أن الابتكار يولّد منتجات وتقنيات جديدة تُخرج القديمة من السوق، ما يدفع الاقتصاد إلى الأمام عبر التنافس المستمر بين الجديد والقديم. الجديد يخلق فرصًا، لكنه في الوقت نفسه «يدمّر» الصناعات التي تتخلف عن الركب، وهو ما يجعل من الضروري إدارة هذا الصراع بطريقة بنّاءة حتى لا تتحول المنافسة إلى عائق أمام التطور.
وقالت الأكاديمية في بيانها إن أعمال الفائزين تُظهر أن النمو الاقتصادي ليس أمرًا مضمونًا بطبيعته، بل يعتمد على حماية قنوات الابتكار من الاحتكار والمصالح الضيقة التي تحاول إيقاف التغيير حفاظًا على مواقعها. وأوضح جون هسلر، رئيس لجنة نوبل للاقتصاد، أن دعم مؤسسات الدولة والمجتمع لآليات التدمير الخلاق هو ما يمنع الاقتصادات من الانزلاق إلى الركود.
وتبلغ قيمة الجائزة 11 مليون كرونة سويدية، أي نحو 1.2 مليون دولار، نصفها لموكير والنصف الآخر يتقاسمه أغيون وهاويت. وسيتسلم الفائزون الجوائز في احتفال رسمي في ديسمبر المقبل، حيث سيحصل كل منهم على ميدالية ذهبية بعيار 18 قيراطًا وشهادة تقدير رسمية.
تُعد جائزة نوبل للاقتصاد، التي يمنحها البنك المركزي السويدي منذ عام 1969، أحدث الإضافات إلى منظومة جوائز نوبل، إذ لم تكن ضمن الجوائز الأصلية التي أطلقها ألفريد نوبل.
مقالات ذات صلة: الفضة تسرق الأنظار من الذهب: لماذا تحلّق طائرات محملة بأطنان الفضة إلى لندن؟











