
شهدت الأسواق المالية صباح الاثنين تحركات حادة مع ارتفاع قيمة الشيكل مقابل العملات الأجنبية، في ظل مؤشرات متزايدة على اقتراب اتفاق ينهي الحرب في غزة. فقد تراجع الدولار إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات مسجلاً 3.275 شيكل، قبل أن يتعافى لاحقًا، وبلغ سعر صرف اليورو 3.88 شيكل. ويُتوقع أن تبقى أحجام التداول منخفضة نسبيًا خلال اليوم بسبب الأعياد اليهودية.
على الساحة الدولية، يسجّل الدولار أداءً مغايرًا، إذ ارتفع بنسبة 0.6% أمام اليورو ليصل إلى 1.167 دولار لليورو. ويعود هذا الصعود جزئيًا إلى الاضطرابات السياسية في فرنسا، بعد استقالة رئيس الوزراء الجديد سبستيان لوكورني، الذي أصبح خامس رئيس حكومة يغادر منصبه خلال أقل من عامين، ما زاد حالة عدم الاستقرار في الأسواق الأوروبية.
في المقابل، كان للمشهد السياسي الأمريكي دور بارز في دعم التفاؤل بوقف القتال. فقد صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الليلة الماضية بأن جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات لإنهاء الحرب “يجب أن تتحرك بسرعة”، محذرًا من “سفك دماء لا يريده أحد”. وأضاف ترامب عبر منشور في شبكته الاجتماعية Truth Social أنه أُبلِغ بأن “المرحلة الأولى من الاتفاق ستُستكمل هذا الأسبوع”، ما عزز الانطباع بأن اختراقًا فعليًا بات قريبًا.
على الصعيد الدبلوماسي، يستعد فريق التفاوض الإسرائيلي للسفر إلى مصر خلال اليوم لبدء جولة جديدة من المحادثات، بينما من المقرر أن يصل لاحقًا مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف. كما سينضم الوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى الوفد مع تطور المفاوضات. وتُجرى هذه اللقاءات برعاية مصرية وقطرية، بينما وصلت إلى القاهرة بالفعل مساء أمس بعثة حركة حماس برئاسة عضو المكتب السياسي خليل الحية الذي يقود فريق الحركة في المفاوضات.
في بورصة تل أبيب، فقد أنهت المؤشرات جلسة الأحد على ارتفاعات طفيفة؛ إذ صعد مؤشر “تل أبيب 35″ بنسبة 0.3%، و”تل أبيب 125” بنسبة 0.6% ليغلقا عند مستويات قياسية جديدة. في المقابل، تراجع مؤشر البنوك بنسبة 2.5% بعد أن كان قد افتتح التداول بارتفاع بلغ 2.2%. كما ارتفعت أسعار السندات الحكومية، فانخفض العائد على السندات الإسرائيلية لأجل عشر سنوات بمقدار ست نقاط أساس ليستقر عند 4.034%.
وتعكس هذه التطورات مزيجًا من التفاؤل الحذر في الأسواق المحلية والإقليمية، إذ يرى المستثمرون في احتمال التوصل إلى اتفاق قريب لوقف الحرب بارقة أمل لاستقرار اقتصادي بعد فترة طويلة من التوترات الأمنية، في وقت يراقب فيه العالم عن كثب التحولات السياسية في أوروبا.
مقالات ذات صلة: اقتصاد “التكييش” في غزة: عمولة 40% عند سحبك أموالك.. و”الشيكل الأزرق” سيّد السوق











