/
/
“كيس الطحين ارتفع من 150 إلى 220 شيكل”: غلاء الأسعار سلاح إسرائيل لتهجير السكان من مدينة غزة

“كيس الطحين ارتفع من 150 إلى 220 شيكل”: غلاء الأسعار سلاح إسرائيل لتهجير السكان من مدينة غزة

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
535589608 1348188693976967 3701848219441722698 n
تشهد أسواق مدينة غزة موجة ارتفاع غير مسبوقة في أسعار السلع الأساسية ضمن سياسة متعمدة للتهجير، الصورة: مواقع التواصل الاجتماعي

مع بدء العملية العسكرية الجديدة لاحتلال مدينة غزة، تشهد أسواق المدينة موجة ارتفاع غير مسبوقة في أسعار السلع الأساسية، ما يجعل رحلة البحث عن الغذاء والاحتياجات اليومية أقرب إلى معركة يومية يخوضها كل فرد في سبيل البقاء.

الغلاء الذي يواجهه الغزيون اليوم لا يقتصر على سلعة بعينها، بل يطال مختلف المواد الأساسية التي لا غنى عنها. فالسكر، والأرز، والزيت، والخبز، والخضروات القليلة المتوفرة، جميعها ارتفعت أسعارها بشكل حاد. يقول تامر صلاح في حديثه مع العربي الجديد، والذي نزح من مخيم جباليا شمال القطاع إلى مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، إن الأسعار أصبحت عقبة كبرى أمام محاولاته الاستقرار مع عائلته بعد النزوح. ويضيف: “كنا نعيش سابقًا على المساعدات، أما الآن فلا تصلنا، والأسعار ترتفع أمام أعيننا كل يوم. أنا عاجز عن تأمين الحد الأدنى لأطفالي”.

الأرقام تعكس حجم الأزمة. فكيس الطحين الذي كان يباع قبل أسابيع بـ150 شيكلًا، وصل سعره اليوم إلى 220 شيكلًا. والجبنة التي تباع في أسواق وسط قطاع غزة بـ4 شواكل، تباع في مدينة غزة بـ6 شواكل. أما السكر، فسعر الكيلوغرام منه ارتفع إلى 15 شيكلًا، في حين يبلغ سعره في جنوب ووسط القطاع 12 شيكلًا فقط. هذه الفوارق لا تعكس فقط الأزمة في العرض والطلب، بل تعكس سياسات إسرائيلية متعمدة لتهجير السكان من مدينة غزة، بجعلها المنطقة ذات مستويات الغلاء الأعلى في القطاع، وذات الظروف الإنسانية الأقسى.

التجار أنفسهم يعيشون مأزقًا مركبًا. علي حمدان، تاجر بهارات يوزع على أسواق غزة، يصف المشهد بأنه “كارثي للغاية”. ويشرح في حديثه مع العربي الجديد أن عملية نقل البضائع باتت مغامرة محفوفة بالمخاطر، فالطرق إما مغلقة أو مكتظة بالنازحين، والسائقون يطلبون مبالغ مضاعفة بسبب نقص الوقود وارتفاع تكاليف النقل. ويؤكد أن هذه التكاليف تترجم مباشرة إلى أسعار أعلى على المواطنين. كما أن كثير من التجار، كما يوضح، توقفوا عن ضخ بضائعهم في أسواق مدينة غزة خوفًا من الخسائر، وهو ما يقلص المعروض ويدفع الأسعار إلى مستويات أعلى.

عماد الحلاق، بائع البقوليات في سوق الصحابة بمدينة غزة، اضطر للنزوح مع عائلته إلى دير البلح حاملًا معه بضاعته في شاحنة صغيرة. يقول بأسى: “تركت البيت والحي وكل ما بنيته لسنوات، حملت بضاعتي لأنها رزقي الوحيد. وبعد وصولي إلى دير البلح شهدت كيف أنّ الأسواق أصبحت مكتظة عن آخرها بالنازحين والتجار، وقد ارتفع الطلب على البقوليات، لكن الأسعار ارتفعت أكثر بسبب تكاليف النقل والمخاوف من إغلاق المعابر”. ويصف حاله بأنه يعيش نزوحين: الأول من منزله، والثاني من السوق الذي عمل فيه 13 عامًا قبل أن ينهار تحت وطأة القصف.

مقالات ذات صلة: العفو الدولية تدعو الشركات والدول لوقف التواطؤ مع إسرائيل: “استمرار الاحتلال والإبادة غير ممكنَين لولا الدعم الاقتصادي” 

مقالات مختارة