/
/
في عقر دارها: حصة “تسلا” في أميركا تهبط إلى أدنى مستوياتها منذ ثماني سنوات

في عقر دارها: حصة “تسلا” في أميركا تهبط إلى أدنى مستوياتها منذ ثماني سنوات

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
تسلا
شهدت مبياعت سيارات تسلا تراجعًا غير مسبوقًا، الصورة: ويكيميديا

شهدت شركة السيارات الكهربائية “تسلا” واحدة من أكبر التراجعات في حصتها السوقية داخل الولايات المتحدة منذ دخولها الأسواق. فوفقًا لبيانات أولية من شركة الأبحاث “كوكس أوتوموتيف”، هبطت حصة “تسلا” في أغسطس 2025 إلى 38% من إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا، وهي المرة الأولى التي تنزل فيها النسبة عن مستوى 40% منذ أكتوبر 2017، حين كانت الشركة توسع إنتاج طرازها الأشهر “Model 3”.

الهبوط الأخير يأتي في وقت يشهد فيه القطاع منافسة شرسة. فشركات كبرى مثل فورد وجنرال موتورز وشركات آسيوية أوروبية عززت إنتاجها من السيارات الكهربائية وقدمت حوافز مغرية للمشترين. هذه المنافسة دفعت الكثير من المستهلكين إلى اختيار سيارات جديدة ومتنوعة بدلًا من الاعتماد على طرازات “تسلا” التي باتت تُعتبر قديمة نسبيًا.

تاريخيًا، كانت “تسلا” تهيمن على أكثر من 80% من سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، لكن خلال العامين الماضيين بدأت حصتها في التآكل بشكل متسارع. بيانات “كوكس” الكاملة لشهر يوليو أظهرت أن حصة الشركة انخفضت إلى 42% بعد أن كانت 48.7% في يونيو، وهو التراجع الأكبر منذ مارس 2021، حين أطلقت فورد سيارتها الكهربائية “موستانغ ماك-إي”.

المبيعات الكلية للسيارات الكهربائية واصلت النمو رغم تراجع هيمنة “تسلا”. ففي يوليو ارتفعت المبيعات بأكثر من 24% لتصل إلى 128,268 سيارة، مدفوعة بانتهاء وشيك لإعفاء ضريبي فيدرالي بقيمة 7,500 دولار، إضافة إلى عروض الشركات المنافسة. أما مبيعات “تسلا” فقد ارتفعت في الشهر نفسه بنسبة 7% لتصل إلى 53,816 سيارة، لكنها لم تواكب وتيرة نمو السوق، ما أدى إلى تراجع حصتها. وفي أغسطس تباطأ نمو مبيعاتها إلى 3.1%، بينما نما السوق ككل بنسبة 14%.

ليست شركة سيارات!

من الناحية الاستراتيجية، فضلت “تسلا” خلال العامين الأخيرين تحويل تركيزها نحو مشاريع بعيدة المدى مثل تطوير سيارات أجرة ذاتية القيادة وروبوتات شبيهة بالبشر، بدلًا من طرح نماذج جديدة وأرخص من سياراتها الكهربائية. آخر طراز جديد قدمته الشركة كان شاحنة “سايبرتراك” في 2023، لكن أداؤها لم يقترب من نجاح “Model 3” أو “Model Y”، التي أعيد تجديدها العام الماضي من دون أن تلبي توقعات السوق.

1128px Cybertruck fremont cropped
شاحنة Cybertruck دخلت السوق لأول مرة في 2023- المصدر: ويكيميديا

هذه الاستراتيجية أثارت قلق المحللين. ستيفاني فالديز ستريتي، مديرة قسم تحليلات الصناعة في “كوكس”، قالت: “تسلا ترى نفسها شركة روبوتات وذكاء اصطناعي. لكن عندما تكون في الأساس شركة سيارات ولا تقدم منتجات جديدة، ستتراجع حصتك السوقية”.

التحديات التي تواجه “تسلا” ليست تقنية فحسب، بل سياسية أيضًا. فقد أضر النشاط السياسي للرئيس التنفيذي إيلون ماسك، الذي تبنى مواقف يمينية وارتبط بالرئيس السابق دونالد ترامب، بصورة العلامة التجارية في أعين بعض المستهلكين. ورغم مساهمته في خطط ترامب لإعادة تشكيل الحكومة الأميركية، انسحب ماسك من هذا المسار في مايو بعد خلاف علني بينهما.

مع ذلك، ما تزال “تسلا” واحدة من أضخم شركات العالم، إذ يبلغ تقييمها السوقي نحو تريليون دولار. مجلس إدارتها اقترح حديثًا حزمة تعويضات غير مسبوقة لماسك قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار، مرتبطة بارتفاع قيمة الشركة إلى 8.5 تريليون دولار خلال العقد المقبل. إلا أن الأساس المالي للشركة ما يزال يعتمد بشكل شبه كامل على قطاع السيارات، الذي يواجه اليوم ضغوطًا هائلة من المنافسة ومن تباطؤ نمو المبيعات.

مقالات ذات صلة: لأول مرة: تسلا تحصل على ترخيص لاستيراد شاحنة Cybertruck إلى إسرائيل

مقالات مختارة