
أعلنت شركة “فيرينت” Verint عن توقيع اتفاقية لبيعها إلى صندوق الاستثمار الأميركي “توما برافو” مقابل 2 مليار دولار، وهو رقم يشمل ديون الشركة أيضًا. الصفقة تحدد سعر السهم عند 20.5 دولار، وهو ما كان أعلى بنسبة 18% من متوسط سعر السهم خلال الأيام العشرة السابقة للإعلان عن بدء المفاوضات في يوليو، أي علاوة بقيمة 18% للمساهمين للموافقة على البيع، بحسب ما أورد موقع داماركر. إلا أن بعض المستثمرين شعروا بخيبة أمل، بسبب ارتفاع السهم في مرحلة ما قبل التداول إلى أكثر من 24 دولارًا بعد تسرب الأخبار عن الصفقة.
بحسب بيانات “ياهو فاينانس”، يبلغ إجمالي ديون فيرينت 447 مليون دولار، في حين تحتفظ الشركة بسيولة قدرها 181 مليون دولار، ما يعني أن صافي الدين يبلغ 266 مليون دولار. وقبيل بدء التداول، كانت القيمة السوقية للشركة 1.5 مليار دولار.
فيرينت، التي تأسست قبل نحو ثلاثين عاماً، تطوّر حلولاً تكنولوجية لمراكز خدمة الزبائن في الشركات. الشركة عانت في السنوات الأخيرة من صعوبة في تحقيق نمو متسارع، إذ بلغت إيراداتها في العام الماضي 909 ملايين دولار فقط، وحققت ربحاً صافياً بقيمة 65 مليون دولار. على مدار عقد كامل، نمت الشركة بمعدلات صغيرة جدًا، وفي بعض الأعوام لم تسجل نمواً يذكر.
خلال السنوات الماضية، تأخرت الشركة في الانتقال إلى نموذج الاشتراكات، لكنها بدأت أخيراً في هذا التغيير، إذ تشير تقديرات الإيرادات السنوية المتكررة (ARR) إلى نمو بنسبة 8%، وهو معدل أسرع من السابق. مع ذلك، الربحية تأثرت سلباً، إذ تراجع هامش الربح الإجمالي المعدل في الربع الأخير إلى 69.9% مقابل 72.4% في السابق، بينما ارتفعت مصاريف البحث والتطوير والتسويق، ما أدى إلى انخفاض الربح الصافي المعدل بنسبة 57%، وذلك بحسب ما أورد موقع داماركر.
يدير فيرينت منذ تأسيسها دان بودنر، وقد بدأت نشاطها في المجال الأمني عبر تطوير تقنيات تسجيل استُخدمت في وحدات المخابرات والأجهزة الأمنية، وكانت جزءاً من شركة “Comverse” قبل انفصالها النهائي عنها عام 2002. ومع أنها بالأصل شركة إسرائيلية، فإن ارتباطها بإسرائيل أصبح ضعيفاً بعد فصل شركة “Cognyte” المتخصصة في السايبر الهجومي عنها عام 2021. اليوم لا يعمل في إسرائيل سوى أقل من 190 موظفاً من أصل كامل قواها العاملة، أي أقل من 5%.
المنافسة مع شركة “نايس” الإسرائيلية أثّرت أيضاً على فيرينت. ففي حين سارعت “نايس” إلى فصل نشاطها الأمني قبل ست سنوات من خطوة فيرينت، واستحوذت على شركة InContact لتوفير منظومة اتصالات سحابية شاملة، بقيت فيرينت عند نهج محايد يتيح العمل مع أي بنية تحتية. هذا أعطى بعض المرونة للزبائن لكنه أضعف قدرة الشركة على إغلاق صفقات كبيرة، وهو ما انعكس على أدائها في السوق.
تتزايد المخاوف حيال مستقبل الشركة في ظل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتيح بناء حلول منافسة لتحليل المكالمات والرسائل مع الزبائن واستخراج أنماط وسلوكيات منها. فيرينت تحاول مواجهة هذا التحدي عبر تطوير أدوات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وترى أنها قد تشكل محرك النمو المقبل.
صندوق “توما برافو” الذي استحوذ على فيرينت معروف باستراتيجيته في شراء شركات تقنية ثم إعادة هيكلتها وتحسينها قبل بيعها أو إدراجها من جديد. وغالباً ما يشطب الشركات من البورصة لتسهيل عمليات التغيير بعيداً عن ضغط المستثمرين. الأسبوع الماضي فقط أعلن الصندوق عن شراء شركة “داي فورس” المتخصصة في تكنولوجيا الموارد البشرية مقابل 12.3 مليار دولار.
مقالات ذات صلة: من الـSEO إلى الـGEO: عشرات الشركات تتسابق فيما بينها للتلاعب في اقتراحات وتوصيات ChatGPT لك











