
تكشف بيانات جمعية “أور يروك” المستندة إلى بيانات دائرة الإحصاء المركزية عن صورة مقلقة لحوادث السير في البلاد بين عامي 2021 و2023، حيث برزت تل أبيب وحيفا والقدس كأكثر المدن التي تضم شوارع “حمراء” يتكرر فيها وقوع إصابات ووفيات.
في الصدارة جاء شارع يفت في يافا وشارع ههغاناه في حيفا، حيث أصيب في كل واحد منهما 83 شخصًا في حوادث طرق خلال ثلاث سنوات. لكن طبيعة الشارعين مختلفة: شارع يافت قديم ومكتظ بالمباني السكنية، وتنتشر فيه مشاريع للتجديد العمراني تشمل هدم مبانٍ قديمة وبناء أخرى جديدة إضافة إلى مساحات تجارية ومؤسسات عامة. في المقابل، شارع ههغاناه في حيفا يعد محورًا رئيسيًا بمحاذاة البحر، يضم فقط 73 بيتًا لكنه مزدحم بالسيارات وتخترقه وسائل النقل العام بكثافة، ويتفرع إلى أزقة عديدة.
الأرقام تظهر أن حيفا احتلت المركز الأول من حيث الإصابات في عام 2023، إذ شهد شارع ههغاناه فيها 44 إصابة في عام واحد، مقابل 16 إصابة في شارع يفت. لكن على صعيد الوفيات، شهد شارع يفت خلال ثلاث سنوات مقتل شخصين وإصابة 14 بجروح بالغة، بينما لم تسجل أي حالة وفاة في شارع ههغاناه، رغم إصابة 12 بجروح خطيرة.
القائمة تشمل أيضًا شارع الخليل في القدس الذي سجل 53 إصابة خلال الفترة نفسها، يليه شارع بيغن في تل أبيب مع 46 إصابة بينهم قتيلان، ثم شارع موشيه سنيه في أشدود مع 44 إصابة وقتيل واحد. بالمجموع، أحصت جمعية “أور يروك” 177 شارعًا أحمر وشهدت هذه الشوارع 2,714 إصابة في 2,081 حادثًا خلال ثلاث سنوات، بينهم 66 قتيلًا و600 مصاب بجروح خطيرة.
على مستوى المدن وعدد الشوارع، تصدرت تل أبيب–يافا القائمة بـِ30 شارعًا أحمر شهدت 682 إصابة و14 وفاة و162 إصابة خطيرة. تلتها حيفا مع 25 شارعًا أحمر سجلت 411 إصابة وست وفيات و74 إصابة خطيرة، ثم القدس بـ22 شارعًا أحمر مع 313 إصابة وست وفيات و73 إصابة خطيرة.
رغم تزايد عدد السيارات والسكان، تشير التقارير إلى أن استثمارات الدولة في صيانة الطرق والبنية التحتية تراجعت منذ عام 2016. فقد انخفضت ميزانية صيانة الطرق بين المدن من 1.375 مليار شيكل عام 2016 إلى 1.161 مليار شيكل فقط بين 2019 و2021، وفي عام 2023 تدهورت أكثر لتصل بعد تحويلات محدودة إلى 793 مليون شيكل. هذه الأرقام أدنى بكثير من المستوى المثالي الذي حدده مراقب الدولة في تقريره لعام 2019 وهو 2.14 مليار شيكل.
رغم هذا التراجع، شهد عام 2025 قفزة غير مسبوقة إذ بلغ التمويل المخصص لصيانة الطرق بين المدن 4.83 مليار شيكل. لكن من المرجح أن هذه الزيادة جاءت كرد مباشر على الأضرار الكبيرة التي لحقت بالطرق جراء سقوط صواريخ خلال الحرب، ما يعني أن الأموال لن تُوجَّه بالضرورة إلى معالجة الحوادث الأكثر دموية.
مقالات ذات صلة: فجوة في الوفاة أيضًا: العرب أكثر عرضة للموت في حوادث السير من اليهود











