تشهد حركة القطارات في البلاد واحدة من أكبر الأزمات التشغيلية منذ سنوات، بعد أن تضررت خطوط الكهرباء الخاصة بالقطارات نتيجة حادث قطار شحن الأسبوع الماضي. ورغم مرور أيام على الحادث، لم تعد شبكة القطارات إلى عملها الكامل، وزادت الأزمة حدة بعد إعلان شركة “قطارات إسرائيل” عن إغلاق محطة هشلوم في تل أبيب لمدة ستة أيام متتالية، من الأربعاء 20 أغسطس 2025 وحتى الثلاثاء 26 أغسطس 2025.
إغلاق المحطة التي تقع في قلب تل أبيب يعني شللاً شبه كامل للحركة بين شمال المدينة وجنوبها. وفق الخطة المؤقتة، ستتوقف القطارات القادمة من الجنوب، مثل خط أشكلون، في محطة “تل أبيب-ههغناه”، بينما ستتوقف القطارات القادمة من القدس وديعين في محطة مطار بن غوريون. أما القطارات القادمة من الشمال فستصل فقط إلى محطة “تل أبيب – سفيدور مركز”. وستبقى محطة “تل أبيب -هشلوم” فستبقى مغلقة طوال هذه الفترة كما أسلفنا.
القرار جاء بعد أن فضّلت إدارة السكك الحديدية استغلال التعطيل القائم لدمج أعمال صيانة حيوية كان من المقرر تنفيذها في سبتمبر المقبل، بهدف تجنب تعطيل مضاعف في غضون أسابيع قليلة. الأشغال تتركز بين محطتي “ههغناه” و”سفيدور مركز”، وتشمل تحسينات على البنية التحتية وما يعرف بـ”صمامات القلب” للشبكة، وهي مفاتيح أساسية لتحويل مسارات القطارات بين السكك.
الأزمة انعكست مباشرة على مئات الآلاف من الركاب الذين يعتمدون على القطار بشكل يومي، خاصة في ذروة العطلة الصيفية. الخطوط ما زالت تشهد تأخيرات كبيرة، ومحطتا اللد وكفار حباد لا تزالان خارج الخدمة منذ أن وقعت الأعطاء خطوط الكهرباء. هذا الوضع تسبب بضغط مضاعف على وسائل النقل الأخرى وترك المسافرين أمام تحديات يومية للوصول إلى وجهاتهم.
في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة، أعلنت الشركة أنها ستشغل حافلات بديلة مجانية، بما في ذلك خط مخصص داخل تل أبيب يربط بين محطات “ههغناه”، “هشلوم” و”سفيدور مركز”، بوتيرة تصل إلى خمس دقائق. كما ستعزز وجود الفرق الميدانية داخل المحطات لتوجيه الركاب ومساعدتهم.
ورغم محاولات إدارة القطار تقديم حلول مؤقتة، فإن العودة إلى الخدمة الكاملة لن تكون فورية، حيث تشير التقديرات إلى أن الحركة ستستأنف تدريجياً اعتباراً من الثلاثاء 26 أغسطس 2025، بدءاً من الخطوط القادمة من الجنوب ثم لاحقاً من الشمال.
مقالات ذات صلة: الاضطرابات في قطارات البلاد: الخطوط المتضررة، والحافلات المجانية البديلة، وموعد العودة للعمل كالمعتاد
