
تناقش وزارة المواصلات إنشاء مركز تشغيلي في البلاد لشركة الطيران الاقتصادية الهنغارية “Wizz Air”، التي استأنفت رحلاتها إلى مطار بن غوريون نهاية الأسبوع الماضي، بهدف تمكين الشركة من خفض تكاليفها التشغيلية وتقديم تذاكر بأسعار أقل، إلا أن شركات الطيران الإسرائيلية تحذر من أن هذه الخطوة قد تكون بمثابة ضربة قاسية للقطاع المحلي.
القرار جاء بعد زيارة وزيرة المواصلات ميري ريغيف إلى المجر ولقائها المدير التنفيذي لـ”Wizz Air” جوزيف فاردي، حيث تم الاتفاق على الخطوط العريضة للمشروع. في البداية، بدت الفكرة بعيدة عن التنفيذ خاصة في ظل موجة إلغاء الرحلات من قبل شركات الطيران الأجنبية، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن فاردي سيزور إسرائيل في الأشهر المقبلة لدفع المشروع قدمًا.
المخطط يتضمن إنشاء مركز عمليات متكامل يشمل قسمًا لصيانة الطائرات، ومرافق خاصة للطيارين والطواقم. وطُرِحت أيضًا إمكانية تشغيل رحلات داخلية، مثل خط إلى إيلات، بالإضافة إلى فكرة توظيف طواقم إسرائيلية، لكن إذا أرادت الشركة ضم طيارين محليين فسيكون ذلك عبر طرف ثالث لتجاوز التعقيدات البيروقراطية.
شركات الطيران الإسرائيلية ترى في هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا، مشيرة إلى أنها بالفعل تتحمل أعباء تنظيمية وأمنية باهظة مقارنة بالشركات الأجنبية. معظم رحلاتها تنطلق من مبنى الركاب 3 في مطار بن غوريون حيث رسوم المطار أعلى بكثير من مبنى الركاب 1 الذي تستخدمه شركات منخفضة التكلفة مثل “Wizz Air”، ما يمنح الأخيرة أفضلية سعرية واضحة.
هناك أيضًا مخاوف من التمييز في لوائح السلامة، إذ يُفرض على الشركات الإسرائيلية إرسال ثلاثة طيارين في بعض الرحلات الطويلة مثل لندن، في حين يمكن للشركات الأجنبية الاكتفاء باثنين. كما تخشى الشركات المحلية من أن تفقد أوقات الإقلاع والهبوط المربحة (Slots) في ساعات الذروة لصالح الشركات الأجنبية، ما سيؤثر على حصتها من السوق.
رغم هذه الاعتراضات، وزارة المواصلات ترى في الخطوة ميزتين أساسيتين: خفض أسعار تذاكر الطيران في ظل الارتفاع الكبير خلال العامين الماضيين، وضمان التزام “Wizz Air” بعدم وقف رحلاتها حتى في حال تدهور الأوضاع الأمنية، بعكس ما حدث بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023 حين أوقفت معظم الشركات الأجنبية رحلاتها، وخلال التصعيدات العسكرية المختلفة على مدار العامين السابقين.
مقالات ذات صلة: آخر التفاصيل المتعلقة بمشروع القانون الذي سيلزم البنوك بدفع فائدة لكم على حساباتكم الجارية











