
عاد أندرو تولوك، عالم الحاسوب ومهندس التعلم الآلي الأسترالي، إلى عناوين الأخبار العالمية بعدما رفض عرضًا شخصيًا ضخمًا من مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، بلغ إجماله ما يصل إلى 1.5 مليار دولار على مدى ست سنوات، تشمل مكافآت وأرباح أسهم. العرض جاء في محاولة لإقناعه بالانضمام إلى الشركة، إلا أن تولوك اختار البقاء في مساره مع شركته الناشئة التي شارك في تأسيسها مع شخصيات بارزة من “أوبن إيه آي”، أبرزها ميرا موراتي، المديرة التقنية السابقة لشركة “أوبن إيه آي”.
تولوك، المولود في مدينة بيرث بأستراليا، حصد شهاداته الأكاديمية بامتياز، إذ أنهى درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة سيدني بتفوق، قبل الانتقال إلى جامعة كامبريدج لنيل الماجستير، ثم أكمل الدكتوراه في جامعة بيركلي. وخلال مسيرته في فيسبوك (التي أصبحت لاحقًا ميتا) بين 2012 و2023، كان من أبرز مطوري أنظمة التعلم الآلي، وأسهم في تطوير مكتبة PyTorch التي تعد من الأدوات الأشهر في مجال الذكاء الاصطناعي.
قصة رفض العروض المغرية ليست جديدة بالنسبة لتولوك. ففي عام 2016، حاول غريغ بروكمان، رئيس “أوبن إيه آي”، ضمه إلى فريق المؤسسين الأوائل، وكتب حينها إلى إيلون ماسك، الذي كان مستثمرًا في الشركة، أن تولوك يتقاضى في فيسبوك نحو 800 ألف دولار سنويًا، في حين كان العرض من “أوبن إيه آي” يبلغ 175 ألف دولار مع مكافأة سنوية قدرها 125 ألف دولار فقط. هذا الفارق الكبير في الراتب دفعه للبقاء في فيسبوك، حيث واصل العمل هناك لسبع سنوات أخرى قبل مغادرته في 2023 لينضم إلى “أوبن إيه آي”، الشركة التي رفض عرضها في السابق.
بعد انضمامه إلى “أوبن إيه آي”، ركز تولوك على تدريب نموذج GPT-4، قبل أن يقرر خوض مغامرته الجديدة في تأسيس شركته الخاصة. بالنسبة للعديد من العاملين في القطاع، يُنظر إلى تولوك باعتباره “عبقريًا في الرياضيات” وواحدًا من العقول التي قد تشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة.
في فبراير 2025، غادر تولوك “أوبن إيه آي” لينضم إلى ميرا موراتي في تأسيس شركة ناشئة جديدة متخصصة في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر قابلية للفهم على نطاق واسع، وقابلة للتخصيص، وتتمتع بقدرات عامة أكبر. موراتي كشفت أن الشركة تعمل على بناء ذكاء اصطناعي متعدد الوسائط يتفاعل مع طريقة تواصل البشر الطبيعية مع العالم، وأن المنتج الأول سيُكشف عنه خلال الشهرين المقبلين. ورغم أن الشركة تأسست منذ أشهر قليلة فقط، فإنها نجحت في جمع تمويل وفق تقييم ضخم وصل إلى 12 مليار دولار، وتضم اليوم نحو 50 موظفًا، أكثر من 20 منهم انتقلوا من “أوبن إيه آي”.
مقالات ذات صلة: من هي ميرا موراتي التي رفضت عرضًا بمليار دولار من مارك زوكربيرغ؟











