/
/
الذكاء الاصطناعي، طائرات F35، وفلل فاخرة بالمالديف: جدول لقاء ترامب وبن سلمان اليوم

الذكاء الاصطناعي، طائرات F35، وفلل فاخرة بالمالديف: جدول لقاء ترامب وبن سلمان اليوم

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
Donald Trump meets with Mohammed bin Salman bin Abdulaziz Al Saud March 2017
ترمب وبن سلمان في لقاء سابق في البيت الأبيض، الصورة: ويكيميديا

 

تتجه الأنظار اليوم، الثلاثاء، إلى البيت الأبيض الذي يجمع لقاء مرتقبًا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث يُتوقّع أن يوقّعا سلسلة اتفاقيات اقتصادية وأمنية تشمل ملفات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا النووية، إضافة إلى نقاش ملف شراء مقاتلات F-35، واتفاقيات تتعلق بحصول السعودية على رقائق متقدمة لتطوير بنيتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

بن سلمان يصل إلى واشنطن على رأس وفد كبير يضم قرابة ألف شخص، بينهم مسؤولون في قطاعات التكنولوجيا والطاقة، إضافة إلى شخصيات معروفة مثل إيلون ماسك ولاعب الغولف تايغر وودز. الزيارة تُعدّ حدثًا رسميًا رفيع المستوى بعد أن استضاف بن سلمان ترامب في الرياض سابقًا.

العديد من نواب الكونغرس يرفضون بيع طائرات F-35 للسعودية للحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي

أحد أهم الملفات التي ستُطرح هو سعي السعودية للحصول على الرقائق الأميركية الأكثر تقدمًا، وهي رقائق تستخدمها الشركات الكبرى لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي. وسيرافق ولي العهد السعودي المدير التنفيذي لشركة Humain، طارق أمين، التي تأسست بتمويل سعودي في مايو الماضي، من أجل إقناع ترمب بمنح السعودية وصولًا مباشرًا لهذه التكنولوجيا.

السعودية أعلنت بالفعل توقيع اتفاقيات مع شركات أميركية مثل “إنفيديا” و”AMD” و”كوالكوم” لبناء بنية تحتية حاسوبية كبيرة، وتشمل خططها إنشاء قدرات حوسبة للذكاء الاصطناعي تعادل طاقة تبلغ 2 غيغاواط. ووفق تقديرات داخلية، تسعى السعودية لأن تصبح ثالث أكبر دولة في العالم في تصدير قدرات الحوسبة بعد الولايات المتحدة والصين. لكن الشركات الأميركية لا تستطيع حتى الآن بيع الرقائق الأكثر تقدمًا للمملكة بسبب مخاوف من احتمال وصولها إلى الصين، ما يدفع واشنطن للمطالبة بضمانات واضحة من الرياض قبل الموافقة على ذلك.

أما في ملف الأسلحة، فقد أعلن ترامب استعداده لبيع مقاتلات F-35 للسعودية، وهو قرار يثير جدلًا كبيرًا داخل الكونغرس بسبب تأثيره المحتمل على ميزان القوى العسكري في الشرق الأوسط وعلى التفوق الجوي الإسرائيلي. الطائرة تُعدّ من الأكثر تقدمًا عالميًا، وتتميز بقدرات تخفٍّ وجمع معلومات وتنفيذ ضربات دقيقة وإدارة هجمات تعتمد على المسيرات. النسخة الأكثر تطورًا، F-35B، يبلغ سعرها نحو 100 مليون دولار للطائرة الواحدة.

حتى لو وافق الرئيس، يملك الكونغرس صلاحية إلغاء الصفقة. العديد من النواب، بمن فيهم جمهوريون، يرفضون أي خطوة قد تضعف التفوق العسكري الإسرائيلي. كما أن تجربة الإمارات تُظهر إمكانية فشل الصفقة حتى بعد توقيعها، إذ ألغت أبوظبي عام 2021 صفقة بقيمة 23 مليار دولار لعدم قدرتها على تلبية المتطلبات التقنية الأميركية. كذلك منعت واشنطن سابقًا بيع الطائرة لتركيا بسبب استخدامها منظومة الصواريخ الروسية S-400، خشية أن يؤدي تشغيل الطائرة مع النظام الروسي إلى كشف أسرارها التقنية.

في ما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، لن يتم بحث هذا الملف خلال اللقاء، رغم التقدم الأخير في خطة ترامب التي أقرّها مجلس الأمن. السعودية تربط انضمامها لاتفاقيات إبراهيم بتحرك فعلي نحو إقامة دولة فلسطينية.

إلى جانب الملفات الأمنية والتكنولوجية، تظهر مصالح اقتصادية مباشرة للرئيس ترامب نفسه. فشركة “ترامب أورغنايزيشن” تعمل على مشروع منتجع فاخر في جزر المالديف بقيمة 300 مليون دولار بالشراكة مع شركة “دار غلوبال” السعودية، ويتضمن 80 فيلا فاخرة على الشاطئ وفوق الماء، مع خطط لبيع عملات رقمية لتمويل المشروع. وتحصل “دار غلوبال” على حصة بين 30% و40% من المشروع. كما توجد خطط غير معلنة رسميًا لإطلاق مشروع يحمل اسم ترامب في الدرعية، إضافة إلى مشروع برج ترامب في جدة ومشاريع أخرى في الرياض. حلفاء ترامب في السعودية ساهموا أيضًا في ترتيب مشاريع مشابهة للشركة في الإمارات وقطر وسلطنة عُمان.

جميع الاتفاقيات التي سيعلن عنها ترامب وبن سلمان تحتاج إلى موافقة الكونغرس، ويمكن لأي رئيس أميركي لاحق إيقافها، ما يجعل نتائج اللقاء مرتبطة بالاعتبارات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة بقدر ارتباطها بالمصالح السعودية.

مقالات ذات صلة: الاقتصادي الذي لم يسمع به أحد: تعرفوا على العقل المُدبر وراء سياسات ترامب لزعزعة الاقتصاد العالمي

مقالات مختارة