أظهر تقرير جديد صادر عن دائرة الإحصاء المركزية أن عدد مواليد إسرائيل الذين هاجروا من البلاد ارتفع بنسبة خمسين في المئة خلال عامين فقط. فبحسب المعطيات، سُجِّل في عام 2024 رقم قياسي بلغ أكثر من ثلاثين ألف مهاجر من مواليد إسرائيل، مقارنة بنحو تسعة عشر ألفًا في عام 2022. في المقابل، تراجع عدد العائدين إلى البلاد إلى نحو اثني عشر ألف شخص في 2024، بعد أن كان المعدل السنوي يقترب من أربعة عشر ألفًا خلال العقد الماضي.
يبيّن التقرير أن إجمالي المهاجرين من إسرائيل، بمن فيهم غير المولودين فيها، وصل إلى نحو ثلاثة وثمانين ألف شخص في عام 2024، وهو أعلى رقم يُسجَّل منذ سنوات طويلة، بعدما بلغ ستون ألفًا في 2023، في حين كان المتوسط السنوي بين عامي 2010 و2022 نحو أربعين ألفًا. وحتى سبتمبر 2025، غادر البلاد نحو ستة وخمسين ألف شخص، ما يشير إلى استمرار الوتيرة المرتفعة للهجرة.
يربط التقرير هذا الارتفاع بثلاثة عوامل رئيسية: الأزمة السياسية التي بدأت مع تشكيل الحكومة الحالية في مطلع عام 2023 وما رافقها من خلافات حول “الإصلاحات القضائية”، والحرب التي اندلعت في أكتوبر من العام نفسه، وكذلك مغادرة عدد كبير من القادمين الجدد من دول الاتحاد السوفييتي السابق الذين هاجروا إلى البلاد بعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022 ثم قرروا مغادرتها بعد فترة قصيرة.
يشير التقرير إلى أن الزيادة الكبيرة في أعداد مغادري البلاد جاءت في معظمها من مهاجرين جدد قدموا من روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق خلال السنوات الأخيرة. فقد غادر البلاد 36 ألف شخص من مواليد تلك الدول في عام 2024، بزيادة ثلاثة أضعاف مقارنة بعام 2022. كما ارتفع عدد المغادرين من مواليد روسيا إلى نحو 11 ألف شخص في 2024، بعد أن كان المعدّل في السنوات السابقة لا يتجاوز ألفي شخص فقط في السنة.
وتُظهر البيانات أن نسبة الحاصلين على تعليم عالٍ بين المهاجرين من إسرائيل آخذة في الارتفاع. ففي عام 2023 كان نحو 60% من المغادرين من أصحاب الشهادات الجامعية أو الدراسات العليا، مقارنة بنحو 55% في عام 2022. وتشير هذه الأرقام إلى أن موجة الهجرة الأخيرة تشمل بشكل متزايد الفئات المتعلمة والمهنيين، وليس فقط من يغادرون لأسباب اقتصادية بحتة.
أما من حيث التوقيت، فتظهر البيانات أن موجة الهجرة تسارعت منذ نهاية عام 2022 وتواصلت طوال عامي 2023 و2024، مع وصولها ذروتها في أكتوبر 2024 حين غادر نحو خمسة عشر ألف شخص خلال شهر واحد.
ويخلص التقرير إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا واضحًا في أنماط الهجرة من إسرائيل، مع زيادة عدد مواليد البلاد الذين يختارون المغادرة، وتراجع أعداد العائدين، إلى جانب مغادرة واسعة للقادمين الجدد من أوروبا الشرقية، ما يشير إلى استمرار الاتجاه التصاعدي في معدلات الهجرة حتى عام 2025.
مقالات ذات صلة: “كل أصدقائي يفكرون بالهجرة إلى دبي”
