/
/
واتساب يغيّر قواعده: قيود جديدة على الرسائل وحظر شامل على ChatGPT

واتساب يغيّر قواعده: قيود جديدة على الرسائل وحظر شامل على ChatGPT

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
whatsapp e1758713733649
يستعد تطبيق واتساب لتغيير العديد من قواعده

يستعد تطبيق واتساب لمرحلة جديدة من السياسات الصارمة، في إطار ما تصفه شركة “ميتا” بالحرب المستمرة ضد الرسائل المزعجة، أو “السبام”. التطبيق الذي يستخدمه أكثر من ثلاثة مليارات شخص شهرياً حول العالم، سيفرض قريباً قيوداً على عدد الرسائل التي يمكن للمستخدمين أو الشركات إرسالها لأشخاص لا يعرفونهم، ما لم يتلقوا منهم رداً. الهدف، بحسب ميتا، هو كبح موجات الرسائل الاحتيالية أو  المزعجة التي باتت تملأ صناديق الدردشة وتشوّش على تجربة المستخدمين.

ورغم أن الشركة لم تكشف عن العدد الدقيق للرسائل المسموح بها، إلا أنها أكدت أن النظام الجديد سيُرسل إشعارات تحذيرية عندما يقترب المستخدم من الحد المسموح به، حتى يتمكن من تجنّب حظر مؤقت. وأوضحت أن معظم المستخدمين العاديين لن يلاحظوا الفرق، لأن الخطوة تستهدف أولئك الذين يرسلون كميات كبيرة من الرسائل غير المرغوب بها، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات تجارية.

من المقرر أن يبدأ تطبيق النظام التجريبي خلال الأسابيع المقبلة في عدد من الدول، قبل أن يُعمم تدريجياً. ويمثّل هذا الإجراء امتداداً لمحاولات واتساب خلال العامين الماضيين لتقليص الرسائل الترويجية المزعجة. ففي يوليو 2024 بدأت الشركة باختبار تحديد عدد الرسائل التسويقية التي يمكن للشركات إرسالها شهرياً، كما أطلقت لاحقاً خياراً يتيح للمستخدمين إلغاء استقبال الرسائل التجارية دون أن يفقدوا دعم الخدمة أو التحديثات. وفي وقت سابق من هذا العام، فرضت واتساب أيضاً قيوداً على عدد الرسائل الجماعية التي يمكن إرسالها عبر “قوائم التوزيع” Broadcast Lists، ووسّعت هذه القيود لتشمل أكثر من اثنتي عشرة دولة، من بينها الهند التي تضم أكثر من 500 مليون مستخدم.

احتكار الذكاء الاصطناعي داخل التطبيق

لكن القيود الجديدة لا تقتصر على الرسائل فقط، إذ تخطط ميتا لحظر استخدام منتجات الذكاء الاصطناعي وروبوتات المحادثة داخل واتساب، مثل ChatGPT وPerplexity، وإفساح المجال حصرياً أمام مساعدها الذكي “Meta AI”. فقد أبلغت الشركة مطوّري البرمجيات بتعديل سياستها الخاصة بواجهة البرمجة (API) الخاصة بالشركات، بحيث يُمنع استخدام المنصة لتشغيل نماذج ذكاء اصطناعي عامة، بما في ذلك المساعدون الرقميون أو النماذج اللغوية الكبيرة. السياسة الجديدة ستدخل حيّز التنفيذ في 15 يناير 2026، وتشير ميتا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى الحفاظ على “الرؤية الاستراتيجية” للمنصة، وتجنّب الضغط التقني الناتج عن الاستخدامات غير المتوقعة للذكاء الاصطناعي.

القرار لن يشمل الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لخدمة الزبائن، إذ أكدت ميتا أن روبوتات الدعم الفني ستستمر في العمل بشكل طبيعي. ومع ذلك، فإن حظر روبوتات المحادثة العامة يعني فعلياً نهاية حضور تطبيقات مثل ChatGPT وPerplexity داخل واتساب، بعد أن كانت قد بدأت بتوسيع انتشارها داخل التطبيق خلال العام الماضي، حيث أتاحت للمستخدمين طرح الأسئلة وتحليل الملفات الصوتية وإنشاء الصور والتفاعل الذكي داخل المحادثات.

ورغم أن ميتا تبرر قرارها بالرغبة في تقليل الضغط على الخوادم وتحسين الأداء، إلا أن كثيرين يرون أن الهدف الحقيقي هو احتكار مجال الذكاء الاصطناعي داخل تطبيقاتها، ومنع المستخدمين من الوصول إلى بدائل منافسة قد تُضعف حضور مساعدها الخاص “Meta AI”.

chatgpt e1754398150129
سبشهد واتساب نهاية حضور تطبيقات مثل ChatGPT وPerplexity داخله

من الجانب الاقتصادي، تكشف هذه التحركات أيضاً عن دافع مالي واضح. فواجهة البرمجة API في واتساب تُعد من مصادر الدخل لدى ميتا التي يعوّل عليها في تعظيم الأرباح، حيث تفرض الشركة رسوماً على الشركات بحسب نوع الرسائل التي ترسلها، سواء كانت تسويقية أو خدمية أو تأكيدية. أما روبوتات المحادثة مثل ChatGPT فلم تكن مشمولة ضمن هذا النموذج، ما يعني أن واتساب لم تحقق منها أي أرباح مباشرة. وبالنسبة لشركة تركز على تعظيم العوائد من تطبيقاتها، بدا هذا الوضع غير مقبول على المدى الطويل.

مارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي لميتا، أشار في تقرير الأداء المالي للربع الأول من عام 2025 إلى أن “الرسائل التجارية ستكون القاعدة الاقتصادية الجديدة للشركة”، مضيفاً أن معظم إيرادات ميتا تأتي حالياً من الإعلانات على فيسبوك وإنستغرام، لكن واتساب بما تضمّه من أكثر من 100 مليون مستخدم في الولايات المتحدة وحدها، باتت مرشحة لتكون محرك النمو القادم.

ومع أن واتساب لا تزال خالية من الإعلانات داخل الدردشات، فإن ميتا تعمل على إدخال نموذج إعلاني جديد، في محاولة لتحويل التطبيق المجاني إلى منصة تجارية متكاملة.

مقالات ذات صلة: “العبقري” الذي قال لا لـ1.5 مليار دولار من Meta… غيّر رأيه

مقالات مختارة