/
/
من الأرخص: تذاكر “ال-عال” أم شركات الطيران الأجنبية؟

من الأرخص: تذاكر “ال-عال” أم شركات الطيران الأجنبية؟

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
Boeing 767 258ER El Al Israel Airlines JP6582976
طائرة تابعة لطيران الـ-عال. الشركة خفضت أسعار تذاكرها بعد سنتين من الاحتكار. المصدر: ويكيميديا

بعد عامين من الحرب التي جعلت أسعار تذاكر الطيران تحلّق إلى مستويات غير مسبوقة، بدأت شركات الطيران بالعودة مطار بن غوريون، ومعها احتدمت المنافسة، فانخفضت الأسعار إلى مستويات معقولة مقارنة بجنونها خلال العامين الماضيين. وكانت “الـ-عال” من ضمن شركات الطيران التي خفضت أيضًا أسعارها، لكن هل كانت أسعارها أرخص من منافسيها من الشركات الأجنبية؟

تشير بيانات الأسعار التي نشرها موقع ذاماركر لفصل الشتاء القادم إلى تراجع حاد في أسعار تذاكر الـ-عال مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. فعلى سبيل المثال، التذكرة إلى نيويورك التي كانت تكلف 1,998 دولارًا في ديسمبر 2024، تُباع الآن بسعر 1,038 دولارًا، أي بانخفاض يقارب 48% مقارنة بذروة الحرب. لكن، رغم هذا التراجع الكبير، تبيع الشركة الأمريكية دلتا التذكرة نفسها في ديسمبر القادم بـ857 دولارًا فقط.

أما الرحلات إلى لندن، فقد شهدت أيضًا انخفاضًا ملحوظًا، فبعد أن بلغت 701 دولار في ديسمبر 2023، انخفضت إلى 537 دولارًا في ديسمبر 2024، والآن تباع تذاكر ديسمبر بـ552 دولارًا. ومع ذلك، تبقى أسعار الـ-عال أغلى من أسعار شركة ويز إير التي تبيع تذاكر إلى لندن بـِ308 دولارًا فقط.

تذاكر باريس أيضًا شهدت انخفاضًا في سعرها، فبعد أن كانت تكلف 887 دولارًا على متن طيران “الـ-عال” في ديسمبر 2023، ثمّ 829 دولار في ديسمبر 2024، تراجعت إلى 531 دولارًا في ديسمبر 2025. لكن شركة ترانسافيا الفرنسية تبيع التذاكر إلى باريس مقابل 251 دولارًا فقط، أي أقل من نصف السعر الذي تعرضه الـ-عال.

الوجهة التي شهدت الانخفاض الأكبر في أسعار تذاكر الـ-عال هي أثينا، حيث هبط السعر من 486 دولارًا في ديسمبر 2023 إلى 299 دولارًا في ديسمبر 2024، ثم إلى 177 دولارًا هذا العام، بينما تبيع ويز إير التذاكر نفسها بـ117 دولارًا فقط.

wizz
طائرة تابعة لطيران ويز إير. تذاكر أثينا بسعر 117 دولار على متنها. الصورة: ويكيميديا

العصر الذهبي ل “إل-عال” كان خلال الحرب

خلال فترة الحرب، كانت معظم شركات الطيران الأجنبية قد أوقفت رحلاتها إلى البلاد، ما جعل الشركات الإسرائيلية، وعلى رأسها الـ-عال، تسيطر على معظم الوجهات العالمية تقريبًا. الشركة واصلت العمل دون توقف حتى في أصعب فترات الحرب، بينما غادرت الشركات الأجنبية السوق أكثر من مرة، لكن الأسعار المرتفعة التي فرضتها أثارت انتقادات حادة.

في ظل غياب المنافسة، لم يكن أمام المسافرين خيار سوى شراء التذاكر بأسعار مرتفعة، إذ تضاعفت الأسعار في العديد من المرات. وشعر كثيرون أن الـ-عال استغلت وضعها الاحتكاري، خاصة على الخطوط البعيدة مثل نيويورك التي لم تشهد أي منافسة تقريبًا. في بعض الأسابيع، لم يكن من الممكن العثور على تذاكر إلى الولايات المتحدة سوى في الدرجات الممتازة أو رجال الأعمال بأسعار فلكية.

في أبريل 2024، فتحت سلطة المنافسة تحقيقًا رسميًا لفحص ما إذا كانت أسعار الشركات المحلية، بما فيها الـ-عال، معقولة في ظل الطلب المرتفع والعرض المحدود، أو أنها استغلت حالة الطوارئ لفرض أسعار مبالغ فيها. وحتى الآن لم تُنشر نتائج هذا التحقيق رغم مرور أشهر طويلة على بدئه.

أما من الناحية المالية، فقد أظهرت تقارير الشركة لعام 2024 ارتفاعًا كبيرًا في الأرباح، وزيادة في متوسط الإيرادات لكل مقعد ولكل كيلومتر، بفضل ارتفاع نسب الإشغال والأسعار خلال الحرب.

ردّ الـ-عال على الفجوات الحالية في الأسعار

تفسّر الـ-عال الفجوات السعرية بين تذاكرها في ديسمبر وتذاكر الشركات الأجنبية بعدة أسباب. أولًا، جميع تذاكرها إلى أوروبا تشمل حقيبة يدوية وحقيبة ظهر، بينما لا تشمل شركات الطيران المنخفضة التكلفة هذه الحقائب ضمن السعر الأساسي، ما قد يضيف نحو 80 إلى 100 دولار إضافية للمسافر ذهابًا وإيابًا. ثانيًا، تقول الشركة إن مبيعاتها تُفتح قبل عام كامل، أي إن الرحلات المقررة في ديسمبر 2025 تُباع منذ نحو عشرة أشهر، ما يجعل نسب الإشغال فيها أعلى من الشركات التي عادت مؤخرًا إلى مطار بن غوريون وبدأت البيع مؤخرًا. وتشير الشركة إلى أن الأسعار الأولية لبعض الوجهات، مثل نيويورك التي تبدأ من 858 دولارًا، بيعت بالكامل قبل أشهر.

اليوم، ومع عودة المنافسة الحقيقية إلى الأجواء، يبدو أن أسعار الـ-عال تعود تدريجيًا إلى “المعقول”، لكن المسافرين لا يزالون يجدون عروضًا أرخص بكثير لدى الشركات الأجنبية، ما يعيد التوازن إلى سوق الطيران بعد عامين من الاضطرابات والتقلبات غير المسبوقة.

مقالات ذات صلة: أجواء صاخبة بعد صمت المدافع: من هي شركة الطيران التي عادت بعد 10 سنوات؟ 

مقالات مختارة