أعلنت شركة الطيران الإيرلندية منخفضة التكلفة Ryanair أنها لن تستأنف رحلاتها من وإلى البلاد خلال الشتاء المقبل، كما كان متوقعًا، بل ستمدد تعليق رحلاتها حتى صيف عام 2026. القرار جاء في أعقاب خلافات مع سلطات المطارات حول شروط تشغيلها في مطار بن غوريون، إضافة إلى المخاطر الأمنية التي دفعت الشركة إلى تعليق نشاطها أكثر من مرة منذ اندلاع الحرب في غزة.
رايان إير، وهي أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في أوروبا، كانت قد أوقفت رحلاتها عدة مرات منذ أكتوبر 2023. ففي يناير 2025، وبعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أعلنت الشركة أنها ستعود للعمل بشكل كامل في البلاد ابتداءً من الصيف، بل وقدمت جدول رحلات إلى تل أبيب. لكن سقوط صاروخ من اليمن بالقرب من مطار بن غوريون في مايو من العام نفسه دفعها لإلغاء خططها مجددًا.
رئيس مجلس إدارة الشركة مايكل أوليري صرح أكثر من مرة عن استيائه من تعامل السلطات الإسرائيلية، وقال هذا الشهر إنه “غير متأكد من أن الشركة ستعود إلى العمل في إسرائيل حتى بعد انتهاء الحرب في غزة”. الشركة أبدت استياءها من عدم تلقيها الضمانات التي طلبتها بخصوص استمرار تشغيل مبنى الركاب 1 (ترمينال 1)، الذي يُستخدم عادة لشركات الطيران منخفضة التكلفة بفضل رسوم المطار المنخفضة فيه.
الخلاف مع سلطة المطارات تركز على نقطتين أساسيتين: الأولى أن ريان إير طالبت بالحصول على جداول إقلاع وهبوط محددة لصيف 2026، وهو موسم مربح أكثر من موسم الشتاء، والثانية أن الشركة أرادت التزامًا رسميًا بأن يظل المبنى 1 مفتوحًا حتى في فترات التوتر الأمني. لكن السلطات رفضت هذه المطالب، مؤكدة أن قرار فتح أو إغلاق مبانٍ معينة في المطار يتحدد وفق تقييمات أمنية ولا يمكن ربطه بعقود تجارية مسبقة.
من وجهة نظر ريان إير، فإن تشغيل رحلاتها من المبنى 3 بدلًا من المبنى 1 يجعل نشاطها خاسرًا بسبب ارتفاع رسوم المطار، وبالتالي لا يمكنها البدء ببيع تذاكر لصيف 2026 دون أن تُمنح الجداول الزمنية والظروف التشغيلية التي طلبتها. نتيجة ذلك، أعلنت الشركة إلغاء 22 خط طيران كان من المخطط تسييرها من إسرائيل وإليها، وهو ما يعادل أكثر من مليون مقعد طيران.
ريان إير ليست الشركة الوحيدة التي اتخذت هذه الخطوة؛ فشركة إيزي جِت البريطانية منخفضة التكلفة كانت قد أعلنت في الصيف أنها لن تستأنف رحلاتها إلى إسرائيل قبل مارس 2026. هذا يعكس التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع الطيران في البلاد، سواء من حيث التوترات الأمنية أو الخلافات التجارية المرتبطة بتكاليف التشغيل.
مقالات ذات صلة: المحكمة تُلزم Ryanair بدفع تعويض 10,500 شيكل لزوجين بعد إلغاء رحلتهما
