/
/
“المقاطعة التجارية لإسرائيل تمثّل تحدّيًا مضاعفًا لمصانعنا العربية من حيث الاستيراد والتصدير”

“المقاطعة التجارية لإسرائيل تمثّل تحدّيًا مضاعفًا لمصانعنا العربية من حيث الاستيراد والتصدير”

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
إحدى سفن الشحن التابعة لـشركة ZIM، الصورة: ويكيميديا
إحدى سفن الشحن التابعة لـشركة ZIM. الصناعات الإسرائيلية تواجه في الأشهر الأخيرة انخفاضات كبيرة في الصادرات إلى دول هامة الصورة: ويكيميديا

أكدت المعطيات المتوفرة لدى اتحاد ارباب الصناعة في البلاد أن الصناعات الإسرائيلية تواجه في الأشهر الأخيرة انخفاضات كبيرة في الصادرات إلى دول هامة في العالم. وأشار اتحاد ارباب الصناعة في هذا السياق أن الصادرات الإسرائيلية الى أيرلندا، وهي مركز أوروبي للعديد من شركات الهايتك، قد تقلصت بنسبة 51%. كما سُجّل انخفاض حاد للصادرات الإسرائيلية الى تركيا التي فرضت حظرًا على إسرائيل.

كذلك شهدت الصادرات الإسرائيلية الى الاتحاد الأوروبي والصين انخفاضا لافتا، هذا الانخفاض الذي تأثر بسبب الحرب التجارية مع الولايات المتحدة واعتبار إسرائيل حليفًا لها بما يتعلق بالطلب على الصادرات.

ولفتت المعطيات أيضا الى الانخفاض الملموس أيضًا في القطاعات الأكثر تقليدية، اذ انخفضت صادرات الأغذية والمشروبات بنسبة 6%، كما انخفضت صادرات المنتجات الكيماوية بنحو 10%، ويعود ذلك جزئيًا إلى تضرر البنية التحتية للإنتاج. ومع ذلك، لا تزال بعض المجالات تشهد نمواً وزيادة في الطلب والتصدير، اذ ارتفعت صادرات اسرائيل للمنتجات المعدنية بنسبة 27.4%، وارتفعت صادرات المعدات البصرية والطبية بنسبة 21.8%.

وتطرق محمد زحالقة رئيس لجنة الصناعات العربية في اتحاد ارباب الصناعة الى هذه المتغيرات وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على الصناعات العربية في البلاد خاصة المصدرة لمنتجاتها الى الخارج او المستوردة للمواد الخام، وقال: “الأزمة الحالية تمثل تحديًا مضاعفًا لمصانعنا. فبينما يواجه القطاع الصناعي الإسرائيلي ككل صعوبات كبيرة، تتأثر الصناعات العربية، أيضا بالمقاطعة التجارية العالمية من حيث الاستيراد والتصدير خاصة ان العديد من المصانع العربية تعتمد على سلسلة توريد عالمية واستيراد المواد الخام مما يجعلها أكثر عرضة لتقلبات الأسواق العالمية”.

وأضاف زحالقة: “أن قدرة المصانع العربية على التعامل مع إلغاء الصفقات أو إيجاد أسواق بديلة محدودة مقارنةً بالشركات الكبرى. من هنا تكمن أهمية تحديد خطة وطنية شاملة لدعم الصناعة المحلية ونشدد على ضرورة أن تشمل هذه الخطة بشكل خاص المصانع الصغيرة والمتوسطة، وأن تضمن لها حصة عادلة من أي دعم مخصص لتعزيز الصادرات أو لتفضيل المنتجات المحلية”.

4ed3de8f 98ca 4162 b004 03f842f34ac9
“الأزمة الحالية تمثل تحديًا مضاعفًا لمصانعنا”. محمد زحالقة رئيس لجنة الصناعات العربية في اتحاد ارباب الصناعة. تصوير: يوسي ألوني

وحذّر رئيس اتحاد ارباب الصناعة رون تومر من الصعوبات المتزايدة في أسواق التصدير، خاصة في أوروبا، قائلًا: “هناك صعوبة متزايدة في البيع والشراء في أوروبا. شيئًا فشيئًا، هذا السوق يُغلَقُ في وجوهنا. الصفقات تُلغى وهناك جهات لا ترغب في لقائنا. وفي بعض الأحيان نسمع أن داخل الشركة نفسها توجد معارضة للعمل مع إسرائيل، وفي حالات أخرى، هناك خوف من أن تتضرر مبيعات الشركة إذا اتضح أن لديها علاقات مع إسرائيل“.

تأتي هذه المعطيات تزامنا مع الإعلان عن نية الاتحاد الأوروبي تعليق الاتفاقيات التجارية مع إسرائيل، حيث تطرق تومر الى هذه الخطوة معتبرًا إياها خطيرة ستؤثر على الصناعات الإسرائيلية المصدرة الى الدول الأوروبية. ودعا تومر الحكومة الإسرائيلية الى العمل على تغيير الموقف الأوروبي وتقوية التحالفات الاقتصادية مع دول أخرى في العالم. وأشار أيضا:”لا يمكننا الاستمرار هكذا، في واقع تواصل الصادرات الإسرائيلية تلقي الضربات يومًا بعد يوم، مرةً من الداخل ومرةً من الخارج، خاصةً في مجالات الهايتك، الأدوية وغيرها. هذه الأضرار لن تؤثر على إسرائيل فقط، بل أيضًا على شركائنا الأوروبيين الذين يستفيدون من المنتجات، الخدمات، والتكنولوجيا الإسرائيلية”.

رون تومر، رئيس اتحاد أرباب الصناعة. "صعوبة متزايدة في الشراء والبيع في أوروبا" تصوير: قسم الإعلام في اتحاد أرباب الصناعة
رون تومر، رئيس اتحاد أرباب الصناعة. “صعوبة متزايدة في الشراء والبيع في أوروبا”
تصوير: قسم الإعلام في اتحاد أرباب الصناعة

وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد أكد فعليا وجود حملات مقاطعة تجارية لإسرائيل في دول عديدة حول العالم مشيرا الى انه يتوجب العمل على تعزيز ما يسمى باقتصاد الاكتفاء الذاتي في ظل هذه الازمة.  وفي الوقت نفسه، أكد تومر ان الصناعات المحلية الإسرائيلية ستستمر في العمل، والإنتاج، والحفاظ على الاستقلال الاقتصادي في ظل هذه المتغيرات وعلى الحكومة مساعدة المُصدرين على إيجاد أسواق بديلة لمنتجاتهم بشكل فوري.  وقال تومر ايضا:” يجب صياغة خطة وطنية مموّلة لتعزيز مكانة الصناعة الإسرائيلية ودعمها، وإعطاء الأولوية للمنتجات المحلية في جميع المشتريات العامة، ومساعدة المصدّرين الإسرائيليين”.

مقالات ذات صلة: في ثلاثة أشهر: تراجع الصادرات الإسرائيلية إلى أوروبا 15% مع تصاعد الدعوات لمقاطعة تل أبيب 

مقالات مختارة