
أظهرت تقرير دائرة الإحصاء المركزية أن سوق العمل شهد في أغسطس 2025 قفزة في عدد الوظائف الشاغرة، حيث ارتفع العدد إلى 146.1 ألف وظيفة مقارنة بـ144 ألفًا في يوليو، أي بزيادة نسبتها 1.5% بعد إزالة التأثيرات الموسمية. ويعد هذا المستوى الأعلى منذ أكتوبر 2022 حين بلغ عدد الوظائف الشاغرة 146.6 ألفًا، وإذا استمر الاتجاه التصاعدي فمن الممكن أن تتخطى الأرقام قريبًا الذروة التي سُجلت عقب الخروج من جائحة كورونا والتي وصلت آنذاك إلى أكثر من 150 ألف وظيفة شاغرة.
كما ارتفعت نسبة الوظائف الشاغرة من مجمل الوظائف في سوق العمل من 4.48% في يوليو إلى 4.54% في أغسطس، وهي النسبة الأعلى منذ أكتوبر 2022 عندما بلغت 4.65%. هذه الأرقام ليست نهائية بعد، إذ إنها قابلة للتغيير لاحقًا، إذ تحدث دائرة الإحصاء الأرقام شهريًا وبأثر رجعي كذلك.
منذ عام 2019 لم يعرف الاقتصاد الإسرائيلي فترة “طبيعية” أو مستقرة، الأمر الذي يجعل من الصعب تحديد ما يُعتبر مستوى عاديًا للوظائف الشاغرة. إلا أن المعطيات قبل أزمة كورونا كانت تشير إلى مستوى تراوح بين 90 و100 ألف وظيفة شاغرة. وبحسب موقع كالكاليست الاقتصادي، فإن الأرقام الحالية التي تفوق 140 ألفًا لا تعكس بالضرورة قوة في النمو الاقتصادي، بل قد تكشف عن خلل بنيوي في سوق العمل. ففي فترة ما بعد كورونا، حين وصلت الوظائف الشاغرة إلى ذروة تجاوزت 150 ألفًا، فُسّر ذلك بالمسافة بين مواقع العمل المتاحة ومكان إقامة الباحثين عن عمل، إضافة إلى عدم التوافق بين المهارات المطلوبة والمتوفرة.
من أكتوبر 2022 وحتى اندلاع الحرب، شهد السوق انخفاضًا تدريجيًا في عدد الوظائف الشاغرة، حتى وصل العدد في سبتمبر 2023 إلى 114.1 ألف وظيفة فقط. لكن الحرب الحالية غيّرت الصورة بشكل كبير، إذ أدى التجنيد الواسع والمستمر لقوات الاحتياط إلى نقص حاد في الأيدي العاملة، خصوصًا بين فئة الشباب، وهو ما رفع بشكل مباشر عدد الوظائف الشاغرة في سوق العمل.
كما لوحظت زيادة لافتة بنسبة 15% في عدد الوظائف الشاغرة بقطاع الفنادق والمطاعم والضيافة خلال أغسطس، وهو ما يُعزى إلى ارتفاع الطلب على العاملين استعدادًا لفترة الأعياد.
مقالات ذات صلة: تراجع البطالة في أغسطس إلى مستويات ما قبل الحرب، لكن نسبة التشغيل ما زالت متعثرة











