
تشير أحدث بيانات دائرة الإحصاء المركزية إلى صورة معقدة لسوق العمل خلال الربع الثاني من عام 2025. ففي الفترة الممتدة بين أبريل ويونيو سُجل انخفاض بنسبة 3.1% في عدد وظائف الأجيرين مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2024، وهو ما يأتي بعد تراجع طفيف بلغ 0.4% في الربع الأول من السنة. هذه الأرقام تتماشى مع تقديرات رسمية سابقة أظهرت انكماش النشاط الاقتصادي بمعدل سنوي قدره 3.5% في الربع الثاني، على الرغم من بقاء معدلات البطالة العامة منخفضة نسبيًا عند حدود 3%، وهو مستوى متدنٍ تاريخيًا.
عدد الأجيرين في سوق العمل بلغ في يونيو 2025 نحو 4.104 مليون وظيفة، أي بانخفاض يقارب 24 ألف وظيفة عن مايو من العام نفسه. ويُعزى جزء من هذا التراجع إلى الحرب التي اندلعت مع إيران واستمرت 12 يومًا في يونيو، ما أدى إلى شل قطاعات كاملة من الاقتصاد. لكن من المهم الإشارة إلى أن اتجاه التباطؤ في سوق العمل بدأ منذ مطلع 2025، أي قبل اندلاع الحرب.
الأجور وأعداد الوظائف بشكل عام
أما في ما يتعلق بالأجور، فقد أظهرت البيانات أن متوسط الراتب الشهري في يونيو بلغ 14,129 شيكل. ورغم أن الرقم على الورق أعلى بقليل مما سُجل في مايو، إلا أن الأجور تراجعت فعليًا بنسبة 0.6% عند احتساب التغير في مؤشر أسعار المستهلك، ما يعكس تآكلًا في القوة الشرائية.
وفي يوليو، بقي متوسط الأجور فوق 14 ألف شيكل، إذ وصل إلى 14,133 شيكل، وهو انخفاض طفيف نسبته 0.6% مقارنة بـ 14,219 شيكل في يونيو. هذا التراجع الموسمي عادة ما يكون أكبر من ذلك (يتجاوز 2%)، ما يشير إلى أن السوق ربما يتجه نحو استقرار نسبي، على أن شهر أغسطس سيكون حاسمًا لمعرفة ما إذا كان الأجر سيتراجع مجددًا أو سيبقى ثابتًا فوق مستوى 14 ألف شيكل.
عدد الوظائف شهد هو الآخر تغيرًا طفيفًا. ففي يوليو ارتفع العدد إلى 4.173 مليون وظيفة، أي بزيادة 1.7% مقارنة بشهر يونيو الذي تأثر بالحرب. ومع ذلك، فإن هذه المستويات لا تزال أقل بكثير من ما كان عليه الوضع قبل الحرب. ففي سبتمبر 2023 كان عدد الأجيرين 4.244 مليون، بينما بلغ في يوليو 2023 نحو 4.375 مليون. هذا يعني أن الانخفاض الحقيقي أكبر عند احتساب النمو السكاني، ما يعكس ضغوطًا بنيوية على سوق العمل.

الأجور وأعداد الوظائف في قطاع الهايتك
وفد أظهر قطاع الهايتك مؤشرات مختلطة. إذ استقر عدد وظائفه تقريبًا عند 399.5 ألف وظيفة في يونيو 2025، بارتفاع طفيف نسبته 0.3% مقارنة بيونيو 2024، لكنه لم يشهد تغيرًا يُذكر عن مايو 2025 الذي سجل 399.9 ألف وظيفة. وبهذا يمثل قطاع الهايتك 9.7% من مجمل وظائف الأجيرين في سوق العمل، وهي النسبة ذاتها المسجلة في مايو.
أما الأجور في الهايتك فقد أظهرت تقلبات حادة. فبعد تراجع نسبته 3.9% في مايو، عاود متوسط الرواتب في يونيو الارتفاع إلى 32,774 شيكل، أي بزيادة قدرها 4.3% مقارنة بشهر مايو، وبزيادة 1.7% مقارنة بيونيو 2024.
ورغم هذا التحسن، إلا أن الأجور الحقيقية تعرضت لضغوط بسبب التضخم، وهو ما يعكس تآكل القدرة الشرائية حتى بين العاملين في هذا القطاع المتقدم. ويُذكر أن الرواتب في الهايتك بلغت ذروة تاريخية في مارس 2025 حين وصلت إلى 36,731 شيكل، ما يجعل مستوى يونيو أقل بكثير من ذلك السقف القياسي.
مقالات ذات صلة: قطاع الهايتك في البلاد: موجة التسريحات مستمرة… وارتفاع نسبة الموظفين الجدد والأجور











