
قرر قسم إدارة الدين العام في مكتب المحاسب العام في وزارة المالية نقل تسجيل السندات غير القابلة للتداول من إيرلندا إلى لوكسمبورغ، على خلفية توتر سياسي وقانوني مع دبلن، التي طرحت تساؤلات علنية بشأن استخدام الأموال المجمعة من هذه السندات، حتى وصلت إلى السؤال الصريح عمّا إذا كانت تُستخدم لتمويل ما وصفته بـ”الإبادة جماعية”.
بحسب موقع داماركر، فمنذ سنوات تعتمد إسرائيل على قنوات متعددة لتمويل احتياجاتها. نحو 85% من السندات تصدر لصالح مؤسسات مالية داخلية، فيما يُستكمل الباقي عبر أدوات قابلة للتداول في الأسواق العالمية، إضافة إلى مساهمات منظمة “البوندس” التي اعتادت جمع نحو مليار دولار سنويًا من الشتات اليهودي. لكن خلال الحرب الأخيرة ارتفع هذا الرقم بشكل ملحوظ ليصل إلى 2.5 مليار دولار في عام 2024، معظمها من الولايات المتحدة وكندا، مع مساهمات أصغر من أوروبا بمئات الآلاف من الدولارات.
السندات غير القابلة للتداول تحتاج إلى تسجيل فني يفرضه الإطار التنظيمي الأوروبي. في الماضي كانت لندن هي الوجهة الطبيعية لهذا الإجراء، لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2020 دفع إسرائيل لنقل التسجيل إلى دبلن. غير أنّ الأوضاع السياسية تغيّرت بشدة مع اندلاع الحرب في غزة، حيث تدهورت العلاقات مع إيرلندا، التي لم تكتف بانتقادات سياسية بل انضمت أيضًا إلى الدعوى المرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، ما أدى إلى استدعاء السفير الإسرائيلي.

خلال عملية التسجيل، يُطلب عادةً توضيح الغرض من الأموال، وغالبًا ما يُكتفى بعبارات عامة مثل “أغراض عامة”. لكن هذه المرة أصرت الجهات التنظيمية في دبلن على استيضاح ما إذا كانت الموارد تُوجّه مباشرة لأهداف عسكرية أو تُستخدم في تمويل الإبادة الجماعية، الأمر الذي اعتبره مسؤولو وزارة المالية الإسرائيلية “ملاحظات نابية” وغير مقبولة.
ردًا على هذا الواقع، قرر المحاسب العام ياهلي روتنبرغ ونائبه غيل كوهين تحويل تسجيل السندات فورًا إلى شركة DCI المسجلة في لوكسمبورغ، الدولة الصغيرة التي تُعد مركزًا ماليًا أوروبيًا رئيسيًا وتستضيف تسجيلات لسندات دول عديدة. وبحسب وزارة المالية، فإن هذه الخطوة تضمن استمرار قدرة إسرائيل على الوصول إلى المستثمرين حول العالم، مع الحفاظ على الاستقرار التنظيمي والانسجام مع الأطر المالية الدولية المعتمدة.
مقالات ذات صلة: “لا يوجد حظر رسمي، لكن هناك مقاطعة صامتة”: الانتقادات العالمية لإسرائيل بدأت فعلًا في الإضرار بصادراتها











