
أنهت شركات التأمين في البلاد الربع الثاني من عام 2025 بنتائج مالية قوية وغير مسبوقة. فقد بلغ مجموع أرباحها 3.7 مليار شيكل، بارتفاع نسبته 41% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث وقفت الأرباح عند 2.4 مليار شيكل. الجزء الأكبر من هذا النمو جاء من قطاع تأمين السيارات، الذي شهد مفارقة: فرغم أن أسعار التأمين للزبائن انخفضت بين 5% و7%، إلا أن أرباح الشركات في هذا المجال قفزت إلى 984 مليون شيكل، مقارنة بـ611 مليون شيكل في الربع الثاني من 2024، أي بزيادة قدرها 61%.
هذه النتائج انعكست مباشرة على البورصة، حيث ارتفع مؤشر شركات التأمين منذ بداية 2025 بنسبة 110%، وحققت أسهم الشركات الرئيسية مكاسب حادة: إذ صعد سهم “فينيكس” بنسبة 130%، وسهم “منورا مفتاحيم” بـ126%، “هرئيل” بـ122%، و”كلال” بـ100%، “بيتوح يشير” بـ92%، و”مجدال” بـ73%. هذه القفزات عززت الانطباع بأن القطاع يعيش فترة ذهبية، لكن المحللين يحذرون من أن هذا الزخم لن يستمر طويلاً.
أحد العوامل التي ساعدت على تحقيق هذه الأرباح الاستثنائية هو شتاء 2025 الجاف، الذي أدى إلى انخفاض ملحوظ في حوادث الطرق مقارنة بعام 2024، وبالتالي انخفضت التعويضات التي دفعتها الشركات.
ورغم أن شركات التأمين خفّضت أسعاره تأمينات السيارات، إلا أن الأرباح لم تتأثر بشكل كبير بعد، لأن جزءًا كبيرًا من الزبائن ما زالوا مؤمَّنين بعقود قديمة بالأسعار الأعلى. هذه العقود القديمة ما زالت سارية وتدعم ربحية الشركات، ولذلك لم يظهر الأثر الكامل لخفض الأسعار حتى الآن. لكن مع انتهاء هذه العقود واستبدالها تدريجيًا بعقود جديدة أرخص، من المتوقع أن تبدأ الأرباح بالتراجع تدريجيًا، ابتداءً من الربع الأخير من عام 2025 وبشكل أوضح خلال عام 2026.

لكن التحدي الأكبر أمام شركات التأمين يرتبط بالمعيار المحاسبي الدولي الجديد IFRS 17، الذي غيّر طريقة تسجيل الأرباح. ففي النظام السابق IFRS 4 كانت الشركات تُسجِّل أرباح عقود التأمين بشكل تدريجي على مدى سنوات. أما المعيار الجديد فيسمح لها بتسجيل جزء كبير من الأرباح المستقبلية التي كان يُفترض أن تظهر لاحقًا.
وهذا ما أدى إلى قفزة استثنائية في أرباح 2025، لكنها قفزة مؤقتة بحسب الخبراء المطلعين على قطاع التأمين، لأن السنوات المقبلة ستشهد وتيرة أبطأ لتسجيل الأرباح، ما لم تتمكن الشركات من توقيع عقود جديدة وبحجم كبير يعوّض هذا التراجع. وبمعنى آخر، على شركات التأمين أن تستقطب أعمالًا جديدة باستمرار وبمعدل مرتفع فقط للحفاظ على مستواها الحالي، وهو تحدٍ صعب في سوق شديدة التنافسية.











