/
/
اختيار د. زياد حنا لقيادة استراتيجية الذكاء الاصطناعي في إحدى أكبر الشركات العالمية في المجال

اختيار د. زياد حنا لقيادة استراتيجية الذكاء الاصطناعي في إحدى أكبر الشركات العالمية في المجال

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
الدكتور زياد حنا، الصورة: بلطف من صفحة جمعية حاسوب على فيسبوك
الدكتور زياد حنا، الصورة: بلطف من صفحة جمعية حاسوب على فيسبوك

بعد أكثر من ثلاثين عاماً قضاها الدكتور زياد حنا (59 عامًا) في قلب صناعة الرقائق الإلكترونية (Semiconductor)، عُيّن ابن بلدة الرامة مؤخراً في منصب رفيع يقود من خلاله الاستراتيجية العالمية للذكاء الاصطناعي في شركة “كادنس” Cadence، إحدى أكبر الشركات في العالم لتطوير أدوات تصميم الرقائق.

ولم تشترط الشركة عليه أن يكون مقر عمله الجديد في المقر الرئيسي للشركة في سيليكون فالي بولاية كاليفورنيا، بل سيعمل الدكتور حنا من مكتبه في مدينة حيفا، في إشارة إلى الثقة التي توليها له شركة “كادنس” ولقدراته في مجال تصميم الرقائق. وفي مقابلة مع موقع غلوبس، أوضح حنا أن شغفه بالبحث والابتكار بدأ منذ عمله في شركة إنتل في التسعينيات، قبل أن ينتقل إلى شركة Jasper التي تأسست عام 2011 في البلاد، التي بيعت إلى “كادنس” عام 2014. ومنذ ذلك الحين، صعد الدكتور حنا إلى الصفوف القيادية في الشركة حتى التعيين الأخير.

تختص “كادنس” في إنتاج أدوات التصميم الإلكتروني (EDA)، أي البرمجيات التي تمكّن شركات كبرى مثل إنتل وإنفيديا Nvidia من تصميم واختبار رقائقها قبل إنتاجها. وتشغّل الشركة تشغّل 14 ألف موظف حول العالم، منهم 350 في البلاد. ويتجاوز حجم سوق الرقائق اليوم مئات المليارات من الدولارات، ومن المتوقع أن يتخطى التريليون دولار خلال خمس سنوات فقط. لكن عدد المهندسين لا ينمو بنفس الوتيرة، ما يفرض ضرورة دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في كل مرحلة من مراحل التصميم والإنتاج.

كما يوضح الدكتور حنا في مقابلته مع غلوبس، فإنّ 80% من تكلفة إنتاج أي رقاقة إلكترونية تُنفق فقط على فحصها (Verification) والتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح، إذ إن أي خطأ يُكتشف متأخرًا قد يكلف ملايين الدولارات. وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي، بحسب حنا، في كشف العيوب مبكراً وخفض التكاليف بشكل جوهري. وتعمل “كادنس” على محورين رئيسيين: تطوير شرائح متخصصة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين أدوات التصميم نفسها بما يزيد من كفاءة المهندسين وعمليات التصميم والتحقق.

Ai
“80% من تكلفة إنتاج أي رقاقة إلكترونية تُنفق فقط على فحصها”- صورة توضيحية

 

وبحسب الدكتور حنا، في الوقت الذي تستثمر فيه الولايات المتحدة وأوروبا والصين مئات المليارات، لا تمتلك إسرائيل بعد بنية تحتية من وحدات المعالجة الرسومية (GPUs)، كما لا يوجد نموذج لغوي ضخم باللغة العبرية. “ليس الأمر مجرد مسألة ثقافية أو لغوية”، يقول حنا، “بل هو أساس تقني، وإذا لم تُطور إسرائيل هذه البنية، فإن خدماتها العامة والتجارية لن تعمل بكفاءة، وستجد نفسها متأخرة”. وهو يرى أن الحل يكمن في شراكة متكاملة بين الحكومة والجامعات والشركات المصنعة.

لا ينحصر نشاط الدكتور حنا على عالم الشركات فقط، بل هو أيضاً محاضر في معهد التخنيون وأستاذ زائر في جامعة أوكسفورد. كما يشارك في منظمات مثل جمعية “تسوفن” التي تعزز دمج الشباب العرب في قطاع الهايتك. وفي مقابلته مع “غلوبس”، شدد حنا على أن التعليم بحاجة إلى ثورة حقيقية، إذ لم تعد المناهج التقليدية كافية لتجهيز الطلاب لسوق العمل الجديد. ومن خلال محاضراته، يوظف الدكتور حنا أدوات ذكاء اصطناعي تساعد الطلبة على الحصول على شروحات فورية وأمثلة إضافية، حيث يخلق ذلك ما سماه “ثورة بيداغوجية” في أصول التدريس تمنح الطالب ثقة وتجعله أكثر جاهزية لسوق العمل.

وعن رأيه في “خطر الذكاء الاصطناعي”، يرى الدكتور حنا أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديداً للوظائف، بل أداة لتعزيز الإبداع البشري. “الذكاء الاصطناعي لا يهدف إلى استبدال الإنسان بل إلى تحريره من المهام الروتينية وفتح المجال أمام الإبداع”، يقول حنا. ولذلك يحث الشركات على الاستثمار في الشباب والموظفون في بداية مسيرتهم المهنية (Juniors)، لأن الجيل الجديد الذي نشأ مع أدوات الذكاء الاصطناعي هو القادر على قيادة الموجة المقبلة.

ويطرح حنا تصوراً لمستقبل التعليم المبكر حيث يمكن لتلميذ في الصف الأول أن يبتكر لعبة فيديو من دون كتابة سطر برمجي واحد، عبر تحديد الأفكار والأهداف بينما يتولى الذكاء الاصطناعي تنفيذها. هذه القدرة، في نظره، تنمّي أهم مهارة في القرن الحالي، وهي طرح الأسئلة الصحيحة.

مقالات ذات صلة: “تخرجتُ بشهادة في علم الحاسوب، والشركة الوحيدة التي دعتني لمقابلة عمل كانت مطعمًا للأكل المكسيكي!”

مقالات مختارة