/
/
رغم إعلانها حظر الأسلحة: ألمانيا تبرم صفقة مع “رافائيل” بقيمة 350 مليون يورو

رغم إعلانها حظر الأسلحة: ألمانيا تبرم صفقة مع “رافائيل” بقيمة 350 مليون يورو

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
طائرة يوروفايتر تابعة لسلاح الجو الألماني، الصورة: ويكيميديا
طائرة يوروفايتر تايفون تابعة لسلاح الجو الألماني، الصورة: ويكيميديا

 في مشهد يعكس التناقض بين التصريحات السياسية والصفقات العسكرية، أعلنت شركة رافائيل Rafael الإسرائيلية أنها ستزوّد سلاح الجو الألماني بحوالي 90 نظام استطلاع وتوجيه من طراز Litening 5، بقيمة تتجاوز 350 مليون يورو، لتركيبها على مقاتلات  “يوروفايتر تايفون” الألمانية. الإعلان جاء في نفس الفترة التي صرّح فيها المستشار الألماني فريدرش ميرتس عن فرض حظر تسليح على إسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في غزة، لكن الحظر، كما يبدو، يقتصر فقط على صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل ولا يشمل استيراد الجيش الألماني أسلحة إسرائيلية.

الأنظمة الجديدة التي ستحصل عليها ألمانيا تُعتبر من الجيل الخامس والأكثر تقدماً، وتُستخدم لتوجيه قنابل وصواريخ جو–أرض ضد أهداف تبعد نحو 100 كيلومتر عن موقع الطائرة. حتى اليوم سُلِّم ما يقارب 2000 نظام من هذه الفئة إلى نحو 28 سلاح جو حول العالم، حيث تُعتبر الأنظمة وحدات معيارية يمكن تشغيلها على ما يقارب 30 نوعاً من الطائرات القتالية. الجيش الألماني كان قد استعمل نسخاً سابقة مثل “Litening 3″، لكن قرار البرلمان الألماني قبل شهرين بالمصادقة على الصفقة الجديدة أتاح له الانتقال إلى الطراز الأحدث.

الصفقة مع رافائيل ليست الوحيدة بين الصناعات الإسرائيلية وألمانيا هذا العام. ففي الشهر الماضي أعلنت شركة “إلبيت معرخوت” Elbit Systems عن عقد مع شركة “إيرباص Airbus” الأوروبية بقيمة 260 مليون دولار، لتزويد طائرات النقل العسكري من طراز A400M بأنظمة الحماية DIRCM، التي تعتمد على أشعة الليزر للتشويش على الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء. وفي وقت سابق من العام نفسه، فازت “إلبيت” أيضاً بعقد يقارب 60 مليون دولار لتزويد الجيش الألماني بمنظومات الإطلاق الصاروخية PULS المخصصة لإطلاق قذائف مدفعية بعيدة المدى.

لكن الصفقة الأضخم على الإطلاق، بحسب موقع كالكاليست، تبقى بين ألمانيا وصناعات الفضاء الإسرائيلية IAI بالتعاون مع وزارة الدفاع، حيث اتفق الطرفان على تزويد الجيش الألماني بمنظومة الدفاع الصاروخي حيتس 3 (Arrow 3) في صفقة بلغت قيمتها حوالي 14 مليار شيكل، وهي أكبر صفقة عسكرية للتصدير في تاريخ إسرائيل. كما تدرس برلين إبرام صفقة إضافية لتزويدها بمنظومة حيتس 4 (Arrow 4) التي ما زالت قيد التطوير.

في الوقت ذاته، يشير خبراء إلى أن تطبيق الحظر الألماني الذي أُعلن عنه مؤخراً قد يخلق صعوبات لإسرائيل في المستقبل، إذ أن شركات ألمانية توفر محركات دبابات الميركافا التابعة للجيش الإسرائيلي، وتنتج الغواصات التي يستخدمها سلاح البحرية، إضافة إلى مكوّنات في بعض سفن الصواريخ من طراز ساعر 6. أي تشديد في القيود على توريد هذه المكوّنات قد يضر بالقدرات العسكرية الإسرائيلية بشكل مباشر.

النتيجة أن المشهد يجمع بين استمرار اعتماد ألمانيا على التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، وبين إعلانها عن إجراءات ضد إسرائيل بسبب حرب غزة. هذه الازدواجية تُظهر كيف تختلط السياسة بالاقتصاد والدفاع، وكيف أن القرارات الأخلاقية المعلنة، لدول لطالما رفعت راية حقوق الإنسان، لا تمنع استمرار صفقات بمئات ملايين اليوروهات في قطاع السلاح.

مقالات ذات صلة: شلل في دبابات الميركافا وسفن ساعر: تأثير الحظر الألماني على تصدير الأسلحة لإسرائيل

مقالات مختارة