بدأت الولايات المتحدة رسميًا اليوم الخميس فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 39% على الواردات القادمة من سويسرا، في خطوة أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط السياسية والاقتصادية السويسرية. تأتي هذه الخطوة بعد فشل زيارة عاجلة قامت بها رئيسة سويسرا رفقة وزير الاقتصاد إلى واشنطن في محاولة لإقناع إدارة ترامب بالتراجع عن القرار، لكنها باءت بالفشل حتى أنهم لم يتمكنوا من لقاء الرئيس دونالد ترامب.
المبرر الأمريكي الرئيسي لفرض هذه الرسوم هو الفائض التجاري الكبير لصالح سويسرا، والذي بلغ 39 مليار دولار، وهو ما تعتبره الإدارة الأمريكية اختلالًا في موازين التجارة الثنائية.

محاولات سويسرية لحلّ غير تقليدي
أمام هذا الإخفاق السياسي والدبلوماسي، يتصاعد في سويسرا صوت بعض البرلمانيين الذين يقترحون اللجوء إلى طرق “مبتكرة” لإنقاذ الوضع، من أبرزها تجنيد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السويسري جياني إنفانتينو، ضمن فريق التفاوض التجاري مع الولايات المتحدة. الفكرة تستند إلى العلاقات الشخصية التي يتمتع بها إنفانتينو مع ترامب، والتي ظهرت خلال حفل تنصيب الأخير ومناسبات رياضية سابقة، بينها نهائي كأس العالم للأندية الذي جمع بينهما مؤخرًا.
النائب رولاند رينو بوشيل، عضو المجلس الوطني السويسري، عبّر عن دعمه الكامل لهذه المبادرة، قائلًا في تصريح لصحيفة “فايننشال تايمز”: “حان الوقت لجلب إنفانتينو فورًا ليساعد في فتح الأبواب… إذا طُلب منه، فأنا واثق بأنه سيستجيب”. وأضاف أن آلاف الوظائف قد تتأثر إذا لم تنجح سويسرا في التوصل إلى اتفاق جديد مع واشنطن.
انتقادات داخلية وتحذيرات من العواقب
الصحافة السويسرية لم تُخفِ استياءها من أداء الحكومة في هذه الأزمة، ووجهت انتقادات مباشرة لرئيسة الدولة، كارين كيلر-زوتر، متهمة إياها بالتقليل من خطورة الموقف. وفي مقابلة مع قناة CNBC، لم يتردد ترامب في التعليق على الأمر، قائلاً عن كيلر-زوتر إنها “سيدة لطيفة، لكنها لم تستمع” إلى ملاحظاته بشأن الخلل التجاري بين البلدين.
حتى الآن، لم تصدر وزارة الاقتصاد السويسرية ولا الفيفا أي تعليق رسمي على اقتراح إدخال إنفانتينو ضمن فريق التفاوض. لكن الأزمة تضع الحكومة تحت ضغط كبير لإيجاد حل عاجل، خصوصًا أن تداعيات الرسوم الجمركية قد تلحق أضرارًا مباشرة بالصادرات السويسرية وشركاتها الصناعية، في وقت حرج قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة.
مقالات ذات صلة: سويسرا: الأمّ الحنون التي يرتمي بين أحضانها أصحاب المليارات











