/
/
بيعت بـ750 مليون شيكل: دعوى قضائية جديدة تعيد إلى الواجهة قضية بيع 500 دونم من أراضي البطريركية اليونانية الأرثوذكسية في القدس

بيعت بـ750 مليون شيكل: دعوى قضائية جديدة تعيد إلى الواجهة قضية بيع 500 دونم من أراضي البطريركية اليونانية الأرثوذكسية في القدس

في عام 2023، تمّت صفقة شراء 500 دونم من أراضي البطريركية اليونانية الأرثوذكسية في القدس مقابل 750 مليون شيكل. تقع هذه الأراضي في أحياء مركزية مثل الطالبية ورحافيا، وتشمل أكثر من ألف شقة سكنية إلى جانب فنادق معروفة مثل إنبال، ومتحف إسرائيل، فلماذا عادت القضية الآن إلى المحاكم؟
أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
“متحف إسرائيل”- المصدر: ويكيميديا
“متحف إسرائيل”- المصدر: ويكيميديا

كشفت دعوى جديدة قُدّمت إلى المحكمة المركزية في تل أبيب، نشر تفاصيلها موقع كالكاليست الاقتصادي، تفاصيل جديدة حول واحدة من أكبر صفقات العقارات في إسرائيل، حيث تتهم شركات استثمارية خاصة مستثمرين بارزين بالعمل من الداخل كـ«حصان طروادة»، أي أنهم أظهروا أنهم يعملون لصالح الشركاء المالكين، بينما كانوا يساعدون مجموعة منافسة من خلف الكواليس للاستفادة من الصفقة بسعر أقل.

تعود وقائع القضية إلى مطلع عام 2023، حين أتمّت مجموعة بقيادة رجل الأعمال اليهودي الأمريكي غاري برنت صفقة شراء أكثر من 500 دونم من أراضي البطريركية اليونانية الأرثوذكسية في القدس مقابل 750 مليون شيكل. تقع هذه الأراضي في أحياء مركزية مثل الطالبية ورحافيا، وتشمل أكثر من ألف شقة سكنية إلى جانب فنادق معروفة مثل إنبال وبريما ودان بانوراما، وأجزاء من الكنيس الكبير ومتحف إسرائيل، إضافةً إلى مساحات واسعة لم يتم تطويرها حتى اليوم.

وبحسب الدعوى التي تقدمت بها شركتا «أميت يشورون» و«يشورون رحافيا» اللتان تملكان الحصة الأكبر في الشراكات المالكة للأراضي، فقد تواطأ موشيه غرينبرغ، المستثمر اليهودي الأمريكي المعروف، مع غاري برنت وأطراف أخرى لإفشال مزايدة كانت معدّة لإتمام الصفقة بسعر 950 مليون شيكل. وتدعي الشركتان أن غرينبرغ، الذي كان في الوقت نفسه يمتلك حصة تقترب من 20% من الصفقة عبر شركاته، لعب دور «حصان طروادة» داخل الشراكات المالكة.

تشير الدعوى إلى أن مجموعة «عاراد» كانت على وشك شراء الأراضي مقابل 950 مليون شيكل وقد أودعت شيكات ضمان بمبلغ 100 مليون شيكل، وكان من المقرر إجراء المزايدة في نوفمبر 2022. إلا أن غرينبرغ طلب حينها تأجيل الموعد بحجة أنه عثر على مشترٍ جديد من الولايات المتحدة مستعد لدفع عربون بقيمة 25 مليون شيكل فورًا، ليتبين لاحقًا أن هذا المشتري هو غاري برنت نفسه، وأن غرينبرغ شريك فعلي معه. بحسب الوثائق، ساهم هذا التأجيل في تعطيل الصفقة الكبرى، خاصةً وأن السوق شهد في تلك الفترة ارتفاعًا في أسعار الفائدة ما صعّب جمع التمويل اللازم، ما دفع «عاراد» للتراجع عن العرض.

تدعي الشركتان أن الشركاء الذين كان من المفترض أن يدعموا المزايدة لصالحهم حوّلوا دعمهم سرًا إلى مجموعة برنت وغرينبرغ وقدموا معلومات داخلية ساعدت في إفشال الصفقة الأكبر. وكشفت الأوراق أن عائلة شبيتسر دعمت الصفقة الجديدة من خلال شيكات مصرفية بقيمة 50 مليون شيكل لضمان التمويل، رغم أنهم كانوا في تلك الفترة جزءًا من مجموعة السيطرة في «عاراد» حتى يونيو 2023.

بعد إفشال المزايدة الأولى التي حُدد فيها سعر بدء لا يقل عن 950 مليون شيكل، تم تحديد مزايدة جديدة في يناير 2023 بسعر افتتاحي أقل بكثير بلغ 750 مليون شيكل فقط، وفازت بها شركة «קרקעות ירושלים» التي يقودها برنت. وذكرت الدعوى أن هذه الشركة مسجلة من خلال شركات أجنبية في الولايات المتحدة وسويسرا، وليس عبر شركة «اكستيل» التي يملكها برنت بشكل مباشر كما أُعلن سابقًا، دون تقديم توضيح حول كيفية نقل الأموال بين الكيانات.

وترى الشركتان المدعيتان أن ما حدث هو عملية «تنسيق داخلي» لصالح المجموعة المنافسة، وتم وصفه مجازيًا بأنه عمل «حصان طروادة» استُخدم من داخل الشراكات بهدف تقويض المنافسة الحقيقية على شراء الأراضي وتحقيق الربح للمجموعة الجديدة من خلال شراء الأصول بسعر أقل بمئات ملايين الشواقل. وقدّرت الدعوى قيمة الأضرار التي لحقت بهما بما لا يقل عن 103 ملايين شيكل بحسب حصصهما في الشراكات.

من جانبه، نفى غاري برنت عبر شركة «اكستيل» جميع الاتهامات ووصفها بأنها باطلة، مؤكدًا أن الصفقة قانونية وأقرّها قاضٍ سابق، وأن الشركة مستمرة في العمل لصالح تطوير القدس. من جهته، رفض موشيه غرينبرغ كل المزاعم وقال عبر فريقه القانوني إنه تبرع بجميع الأرباح لصندوق القدس ومشاريع خيرية لخدمة سكان المدينة.

مقالات ذات صلة: البيوت العربية المسلوبة في القدس الغربية: أبواب موصدة في وجه أصحابها وصفقات لبيعها بعشرات الملايين

مقالات مختارة