
يبدو أن سر صمود الشيكل أمام الدولار في الآونة الأخيرة وخصوصًا خلال الحرب مع إيران قد انكشف أخيرًا، بعدما كشف بنك إسرائيل في تقريره الأخير عن تدخّل مباشر وغير معلن. فبعد قرابة عامين من تجنّب أي تدخل نشط في سوق العملات الأجنبية، عاد بنك إسرائيل في شهر يونيو الماضي لبيع كميات من الدولار وصلت قيمتها إلى نحو 300 مليون دولار.
بدأت التساؤلات تثار في السوق مع ملاحظة استقرار الشيكل بل وحتى تحسّنه أمام الدولار، رغم الاضطراب الكبير إثر الهجوم المفاجئ الذي نفذته إسرائيل ضد إيران. في ذلك الوقت ارتفع سعر صرف الدولار بسرعة ووصل إلى حدود 3.7 شيكل، وهو مستوى كاد أن يثير موجة من المضاربات والقلق لدى المستثمرين. لكن المفاجأة كانت عندما تدخل بنك إسرائيل بهدوء ليمنع المزيد من الارتفاع ويُعيد التوازن للسوق، في خطوة وُصفت بأنها محدودة لكنها أثّرت بقوة على مجريات التداول.
وكشف أحد الخبراء الماليين في حديثه مع موقع غلوبس بعض الكواليس قائلاً إن بيع الدولارات تم تحديدًا يوم الجمعة بعد الضربة العسكرية لإيران، موضحًا أن سوق المال شهد حركة حادة في الصباح، حيث قفز الدولار فجأة، ولكن خلال ساعات معدودة عاد الوضع إلى الهدوء النسبي بعد تدخل البنك المركزي. وأضاف أن الكثيرين ظنّوا في البداية أن جهة أخرى ربما تدخلت، قبل أن يتضح أن بنك إسرائيل هو الذي حرّك المياه الراكدة وكشف عن «ورقته المخفية».
يُذكر أن هذه الخطوة جاءت بعد توقف طويل عن التدخل المباشر. ففي أكتوبر 2023، ومع بداية الحرب على غزة، أعلن البنك عن خطة كبيرة لبيع ما يصل إلى 30 مليار دولار للحد من تدهور الشيكل، لكنه باع فعليًا نحو 8.5 مليار دولار فقط، معظمها في الأسابيع الأولى من الحرب. ومنذ ذلك الحين، التزم البنك الصمت، إلى أن تدخل مجددًا عقب العملية العسكرية ضد إيران.
ويمتلك بنك إسرائيل احتياطيات ضخمة من العملات الأجنبية، إذ بلغت في نهاية يونيو حوالي 228.2 مليار دولار، بزيادة قدرها 4.6 مليار دولار مقارنة بما كانت عليه في مايو الماضي. وجاء هذا النمو بشكل أساسي نتيجة تغير أسعار الدولار عالميًا، وهو ما أضاف لاحتياطي بنك إسرائيل حوالي 5.2 مليار شيكل.
مقالات ذات صلة: بنك إسرائيل: الفائدة عند 4.5% للمرة الثانية عشرة على التوالي… وخفضها ممكن بعد عام











