
كشفت بيانات جديدة نشرتها دائرة الإحصاء المركزية استنادًا إلى دراسة دولية أعدتها منظمة OECD عن الاختيارات المهنية للشباب والشابات في إسرائيل، وسط استمرار التوجه نحو مسارات مهنية تقليدية حسب الجنس.
شارك في المسح الذي أجرته منظمة OECD خلال عام 2022 طلاب في عمر 15 عامًا، وتكشف نتائجه أن المهن التكنولوجية ما تزال الخيار الأول للشباب الذكور، إذ قال 16% منهم إنهم يرغبون بالعمل في مجال الهايتك، فيما جاء المجال الرياضي (كأن يصبحوا لاعبين محترفين في كرة القدم) في المرتبة الثانية بنسبة 10% ثم الطب بنسبة 8%، بينما عبر 5% منهم فقط عن اهتمامهم بمهنة المحاماة، ونحو 2% اختاروا التعليم.

في المقابل، أعربت 19% من الشابات عن رغبتهنّ في أن يصبحن طبيبات، وفضّلت 9% منهن العمل في مجال التصميم، و8% في المحاماة، و6.6% في علم النفس، بينما لم يظهر مجال الهايتك إلا في المرتبة السادسة ضمن خيارات الفتيات. كذلك أبدت 5% من الفتيات فقط اهتمامًا بمهنة التدريس.

وتحذر دائرة الإحصاء المركزية من أن هذه الفجوات في التطلعات المهنية قد تؤدي إلى استمرار الانقسامات المهنية بين الرجال والنساء مستقبلاً.
وبحسب نفس الدراسة، فإن 56% فقط من الطلاب المشاركين في الدراسة (من كلا الجنسين) قالوا إنهم يشعرون بالثقة حول مستقبلهم المهني، وهي نسبة أقل من متوسط دول OECD البالغ 62%. ويزداد التباين عند تحليل النتائج وفق الخلفية الاجتماعية والاقتصادية: فالطلاب من خلفيات اقتصادية أو اجتماعية ضعيفة يشعرون بقدر أقل من الثقة بشأن مستقبلهم المهني مقارنةً بمن ينتمون لخلفيات قوية اقتصاديًا، كما أن الفتيان عمومًا أقل يقينًا بشأن مسارهم من الفتيات.
التعليم الأكاديمي ما يزال هدفًا
بيّنت الدراسة أن التوجه نحو التعليم الأكاديمي ما يزال هدفًا رئيسيًا لدى الغالبية العظمى من الشباب والشابات في البلاد، إذ قال 83% من الطلاب إنهم يخططون للحصول على شهادة جامعية مستقبلًا، متفوقين بفارق كبير على متوسط OECD الذي بلغ 69%. لكن المفارقة تكمن في أن مستوى الاهتمام بخيارات التمويل والمنح منخفض جدًا في إسرائيل، إذ أبدى 32% فقط من الطلاب اهتمامًا بموضوع المنح الدراسية مقابل 46% في دول OECD، ما قد يعكس فجوة في الاستعداد المادي للتعليم العالي.
كما أن نسبة مشاركة الطلاب والطالبات في إسرائيل في أنشطة الإعداد المهني مثل جلسات الإرشاد المهني أو التدريب العملي أقل مما هو مسجل في دول OECD. وتشير دائرة الإحصاء المركزية إلى أن هذا التباين بين الطموح المرتفع والتحضير العملي المحدود يستدعي توسيع برامج التوجيه في المدارس وإعطاء الشباب معلومات واقعية حول سوق العمل، وسبل تأمين الدعم المالي، والخيارات البديلة للتعليم الأكاديمي.
وفي هذا السياق، تعتزم دائرة الإحصاء المركزية بدء مسح جديد خلال الشهر القادم لفئة الشباب في سن 20 عامًا، بهدف قياس مواقفهم من التعليم الأكاديمي، والأسباب التي تدفعهم للابتعاد عنه أو لتفضيل مسارات تعليم بديلة مثل التدريب التكنولوجي أو ريادة الأعمال أو العمل المباشر.
وبينت المسوح السابقة أن نحو نصف الشباب في إسرائيل ما يزالون في حيرة بشأن مسارهم المستقبلي، وهو ما تعتبره الجهات المختصة مؤشرًا مهمًا لضرورة تكثيف الإرشاد المهني منذ المراحل الدراسية المبكرة، خاصة في صفوف الفئات الضعيفة اقتصاديًا.
مقالات ذات صلة: “في الماضي، كان هناك مساران فقط أمام الشاب، إمّا التعليم أو العمل. للأسف، أصبح يوجد مسارٌ ثالثٌ اليوم”











