/
/
دراسة صادمة: اعتمادك على ChatGPT في الكتابة يضعف قدرات دماغك

دراسة صادمة: اعتمادك على ChatGPT في الكتابة يضعف قدرات دماغك

أطلقت دراسة أميركية جديدة تحذيرًا واضحًا من التأثيرات الذهنية السلبية الناتجة عن الإفراط في استخدام روبوت المحادثة الشهير ChatGPT، مشيرة إلى أن الاعتماد الزائد عليه قد يُضعف مهارات التفكير، ويُفقد المستخدم الإحساس بالملكية الفكرية، بل وقد يُؤثر على نشاط الدماغ ذاته.
أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands

chatgpt e1746014335178

في زمن يتسارع فيه التطور في أدوات الذكاء الاصطناعي ويُقبل عليها ملايين المستخدمين حول العالم، أطلقت دراسة أميركية جديدة تحذيرًا واضحًا من التأثيرات الذهنية السلبية الناتجة عن الإفراط في استخدام روبوت المحادثة الشهير ChatGPT التابع لشركة OpenAI، مشيرة إلى أن الاعتماد الزائد عليه قد يُضعف مهارات التفكير، ويُفقد المستخدم الإحساس بالملكية الفكرية، بل وقد يُؤثر على نشاط الدماغ ذاته.

الدراسة أجراها باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT Media Lab) بالتعاون مع كلية ويلسلي وكلية ماساتشوستس للفنون والتصميم، واستمرت أربعة أشهر كاملة بمشاركة 54 شخصًا قُسموا إلى ثلاث مجموعات. مجموعة أولى استخدمت ChatGPT لكتابة مقالات شبيهة بتلك التي يطلب من الطلاب كتابتها في اختبار القبول الجامعي الأميركي SAT، واعتمدت مجموعة ثانية على محرك البحث Google، بينما حُرمت المجموعة الثالثة من أي أدوات، معتمدة فقط على قدراتها الذهنية.

وفي جلسة رابعة إضافية خُصصت لـ18 مشاركًا، جرى عكس الأدوار: طُلب من مستخدمي ChatGPT سابقًا أن يكتبوا دون استخدامه، بينما أُتيح لغير المستخدمين تجربته. وبهذا الشكل، سعى الباحثون إلى فحص التأثيرات العميقة على الدماغ والسلوك والذاكرة، مستخدمين تخطيط كهربية الدماغ (EEG) وتقنيات تحليل اللغة الطبيعية لتقييم مستوى الإبداع والاستيعاب.

النتائج كانت مثيرة للقلق: المشاركون الذين استخدموا ChatGPT أظهروا انخفاضًا واضحًا في نشاط موجات “ألفا” الدماغية، وهي المسؤولة عن الذاكرة والتفكير النقدي ومعالجة اللغة. الأهم من ذلك أن 83% منهم فشلوا في تذكر محتوى ما كتبوه أو حتى تقديم اقتباسات صحيحة مما سبق أن أنجزوه. ومع استمرار الجلسات، أصبحت مقالاتهم مأخوذة حرفيًا كما هي من ChatGPT، دون لمسات تحريرية تُذكر.

الأثر لم يتوقف عند حدود الذاكرة أو النشاط الدماغي، بل شمل أيضًا الشعور بالملكية الفكرية. أظهرت المجموعة التي لم تستخدم سوى “دماغها فقط” شعورًا عاليًا بالمسؤولية والملكية عن إنتاجهم الكتابي، بينما بدا الشعور بالملكية لدى مستخدمي النماذج اللغوية للذكاء الاصطناعي كبيرًا في البداية، ثم تراجع مع الوقت، حيث أقرّ بعضهم بعدم شعورهم بأنهم من كتبوا المقالات أصلًا.

تُسلّط هذه النتائج الضوء على تأثيرات طويلة الأمد محتملة لاستخدام النماذج اللغوية، خاصة إذا تحولت إلى وسيلة تلقائية لكتابة المحتوى. وبالرغم من أن الدراسة لم تُراجع بعد من قبل أقران علميين، فإنها تطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل الكتابة والتعليم والتفكير النقدي في عصر الذكاء الاصطناعي.

إن ChatGPT أداة مذهلة بلا شك، لكنها لا تُغني عن العقل البشري، ولا يجب أن تتحول إلى بديل كامل عنه. فكلما اتّسعت المسافة بين المستخدم ومحتوى كتابته، تقلّص الإبداع وتبخرت الذاكرة وتلاشى الحسّ بالإنجاز. وفي سياق مشابه، قال أحد خبراء الذكاء الاصطناعي: “لا تكمن المشكلة في أن يفكر الذكاء الاصطناعي مثل البشر، بل الخطر هو أن يفكر البشر مثل الذكاء الاصطناعي”.

مقالات ذات صلة: من يتربع على عرش البحث عبر الإنترنت: Google، أو TikTok، أو ChatGPT؟

مقالات مختارة