في ظل الحرب الحالية، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية عن سلسلة من التسهيلات الجديدة التي ستدخل حيّز التنفيذ بدءًا من الساعة السادسة مساء اليوم (الأربعاء)، وستبقى سارية حتى مساء الجمعة القادم، التي جاءات، بحسب الجبهة الداخلية، بعد تقييم ميداني شامل للوضع الأمني، للتوفيق بين الضرورات الأمنية والحفاظ على نشاط اقتصادي جزئي يحدّ من الخسائر المتزايدة.

من نظام “الأنشطة المتشددة” إلى “الأنشطة المقلّصة”
قُسّمت البلاد إلى منطقتين وفقًا لمستوى الخطر. ففي معظم أنحاء البلاد، باستثناء مناطق التماس مثل الجولان، والبحر الميت، وغلاف غزة، وإيلات وغيرها، تم الانتقال من “نظام الأنشطة المشددة” إلى “نظام الأنشطة المُقلّصة”، ما يسمح بإعادة فتح أماكن العمل بشرط وجود “حيّز محمي وفقًا للمعايير” يمكن الوصول إليه خلال المهلة المحددة للاحتماء.
أما في مناطق التماس المذكورة بالأعلى (باستثناء البلدات الواردة في الاستثناءات) فتم الانتقال إلى “نظام الأنشطة الجزئية” حيث يُسمح بمرونة أكبر، ولكن ضمن قيود واضحة على عدد المشاركين وتوافر الحماية.
مراكز التسوق التي أعلنت فتح أبوابها على الفور
أعلنت بعض كبرى مجموعات مراكز التسوق عن استئناف النشاط اعتبارًا من مساء اليوم الأربعاء، إذ إن قيود التجمهر التي تفرض حدًا أقصى لعدد الأشخاص (وهو 30 شخص في معظم مناطق البلاد) لم تعد تنطبق على المجمعات التجارية التي تضم حيزًا محميًا يمكن لجميع الموجودين فيه الوصول إليه بالسرعة المطلوبة.
وقد أعلنت مجموعة “بيغ” عن فتح المجمعات التابعة لها اعتبارًا من الساعة 18:00 مساءً. ووجّهت المجموعة إشعارًا رسميًا إلى المستأجرين داخل المجمعات بأنها مستعدة لاستئناف النشاط التجاري فورًا، بشرط الالتزام بتعليمات الأمان. وأوضحت أن من لا يستطيع فتح متجره هذا المساء، يمكنه القيام بذلك صباح الخميس، وفق ساعات النشاط المعتادة لكل مركز.
كذلك، أرسلت مجموعة “عزرائيلي” بلاغًا مماثلًا إلى المستأجرين، مشيرة إلى أن بإمكانهم بدء العمل ابتداءً من مساء اليوم، حيث أن المجمعات جاهزة لاستقبال الجمهور مع وجود مساحات محمية في جميع فروعها، بما في ذلك مواقف السيارات التي تُعتبر ملاذًا آمنًا عند إطلاق الصواريخ.
أما مجموعة “ميليسرون”، فقد قررت الانتظار حتى صباح الخميس لافتتاح المجمعات. لكنها سمحت للمستأجرين بالدخول إلى المحلات ابتداءً من مساء اليوم لتنظيم المتاجر والاستعداد لإعادة التشغيل الكامل في اليوم التالي، الموافق 19-6.
لا تعليم وجاهي بعد ولا تجمعات كبيرة ولا شواطئ
لكن في المقابل، تبقى المؤسسات التعليمية مغلقة حتى إشعار آخر، وقد تُمنَح استثناءات تصدرها قيادة المناطق الشمالية أو الجنوبية حسب التصنيف والمنطقة.

ضعوط القطاع التجاري تؤتي أُكلها
قبل يومين، حذّرت مجموعة “ميليسرون”، إحدى أكبر مشغّلي مراكز التسوق في البلاد، من أن استمرار إغلاق المجمّعات التجارية سيؤدي إلى انهيار اقتصادي على مستوى الأسر والعائلات. وأكدت المجموعة، في رسالة عاجلة إلى وزير الاقتصاد نير بركات، أنه إذا لم يتم السماح بفتح المراكز التجارية، فإن مئات الآلاف من الموظفين سيُجبرون على الخروج في إجازات غير مدفوعة، ما يهدد أكثر من نصف مليون مصدر رزق.
الرسالة أُرسلت أيضًا إلى وزراء المالية والعمل، وقيادة الجبهة الداخلية، ومسؤولي الطوارئ والميزانيات، ووصفت الأثر المحتمل لهذه الأزمة بأنه ليس اقتصاديًا فحسب، بل يهدد النسيج الاجتماعي برمته.
مقالات ذات صلة: “إذا ظلّت مراكز التسوق مغلقة، فإنّ مئات آلاف الموظفين مهددون بالخروج في إجازات غير مدفوعة”











