
بينما لا تزال أجواء البلاد مغلقة، والحرب مستمرة، في ظل خطط حكومية غير فعالة للإجلاء، يوجد سوق موازية استغلت الوضع لتقديم حلول للعالقين بأسعار باهظة، وذلك عبر أفراد وشركات خاصة، وغالبًا دون رقابة أو ضمانات حقيقية. في هذه الفوضى، يلجأ آلاف العالقين في الخارج إلى منصات التواصل الاجتماعي بحثًا عن وسيلة للعودة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على متن يخت فاخر أو طائرة رجال أعمال.
وفقًا لموقع شومريم، فمن بين أكثر العروض المتداولة طائرات خاصة تنقل العالقين من مدن مثل لارنكا أو العقبة إلى نقاط حدودية قريبة من إسرائيل. إحدى الرحلات المعروضة هي على متن طائرة خاصة من طراز “تشالنجر 601” تنطلق من لارنكا إلى العقبة، بتكلفة 35 ألف دولار للرحلة الكاملة، مع إمكانية تقاسم المبلغ بين 12 راكبًا. عرض آخر يوفّر مقعدًا على طائرة خاصة من طراز “هوكر 800″، تضم 8 مقاعد فقط، بسعر 4,000 دولار للمقعد الواحد.بعد الوصول إلى العقبة أو شرم الشيخ، وقطع الحدود البرية، يُتاح للمسافرين أيضًا استكمال رحلتهم إلى تل أبيب عبر سيارات أجرة خاصة مقابل 2,000 شيكل.
ومن اللافت أن هذه الرحلات بدأت عمليًا في اليوم الثالث فقط بعد إغلاق الأجواء الإسرائيلية، بعد إقلاع عدة طائرات خاصة من العقبة إلى لارنكا. وكل هذه الرحلات غالبًا ما تُنسّق عبر مجموعات مغلقة على “واتساب” أو تيليغرام أو منشورات على “فيسبوك”، ويجري الدفع مسبقًا دون أي ضمانات رسمية.
وهناك عروض أيضًا تتضمن الخروج من البلاد، ففي واحدة من مجموعات “واتساب”، عُرض فول باكيج “حزمة كاملة” بسعر 3,599 دولار تتضمن مرافقة أمنية من القدس إلى مطار شرم الشيخ، ورحلة جوية من هناك إلى لندن على متن طائرة صغيرة تتسع لـ40 راكبًا فقط، وسط إقبال كبير من المهتمين.
المجال البحري هو الآخر لم يبقَ خارج دائرة الحلول البديلة. العشرات من أصحاب القوارب واليخوت الخاصة الذين كانوا يشغّلونها سابقًا لرحلات ترفيهية أو حفلات خاصة، حوّلوا نشاطهم إلى “ممر طوارئ” غير رسمي نحو إسرائيل.
الرحلات البحرية التي تنطلق من موانئ مثل لارنكا أو غيرها باتجاه موانئ إسرائيلية، تستغرق أكثر من 20 ساعة، وتُعرض بأسعار تبدأ من 6,000 شيكل وتصل حتى 7,000 شيكل للفرد. إحدى الشركات تعرض رحلة من أشكلون إلى لارنكا على متن يخت فاخر بطول 53 قدمًا مقابل 6,000 شيكل، تُدفع منها 1,000 شيكل مسبقًا، والباقي نقدًا قبل الإبحار، على أن تستغرق الرحلة 30 ساعة في ظروف بحرية صعبة.
بعض هذه الرحلات، بحسب تحذيرات كباتن السفن أنفسهم، تجري وسط أمواج عالية ورياح قوية تصل لمتر واحد أو أكثر، ما يجعلها صعبة للغاية لمن ليست لديهم خبرة بالإبحار. في مقطع فيديو تم تداوله، يُسمع قبطان إحدى السفن وهو يحذّر الركاب قائلًا: “من لا يتناول دواء دوار البحر سيعاني، الأفضل تناوله مسبقًا”، مشيرًا إلى أن كل قارب يحمل 12 راكبًا فقط.
مع ارتفاع الطلب، ظهرت أيضًا محاولات احتيال. إحدى الرسائل التي انتشرت على الشبكات الاجتماعية تعود لمواطن قال إنه دفع 7,000 شيكل لشركة قبرصية وعدته برحلة بحرية إلى إسرائيل، لكنها اختفت مباشرة بعد تسلُّم المبلغ.
مقالات ذات صلة: خلال أول ساعتين: 60 ألف عالق سجلوا لرحلات “الـ-عال”… وهذه طريقة التسجيل











