/
/
بتكلفة نصف مليار شيكل: أول “سوبر كمبيوتر” إسرائيلي في موديعين

بتكلفة نصف مليار شيكل: أول “سوبر كمبيوتر” إسرائيلي في موديعين

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
super comuter
صورة توضيحية لكمبيوتر خارق

بعد سنوات من الانتظار والمماطلات والتخبطات التنظيمية، أُعلِنَ رسميًا عن انطلاق مشروع ضخم لبناء أول مركز وطني للحوسبة الفائقة في مدينة موديعين، مخصص لتشغيل وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. المشروع، الذي تطلق عليه شركة “نبيوس” الأوروبية اسم “مصنع الذكاء الاصطناعي” هو منشأة ضخمة تحتوي على 4,000 وحدة معالجة رسومية (GPU) من طراز B200 من إنتاج “إنفيديا”، تعمل ضمن بنية تحتية متقدمة من شبكة InfiniBand المصممة خصيصًا للتعامل مع البيانات الضخمة والتدريب المكثف لنماذج الذكاء الاصطناعي.

تكلفة المشروع ستتجاوز نصف مليار شيكل، منها 160 مليون شيكل ستمولها الحكومة عبر منحة مباشرة، فيما تتحمل شركة “نبيوس” باقي التكاليف. من المقرر أن يبدأ المركز بتقديم خدماته في بداية عام 2026، ما يجعله أكبر منشأة حوسبة مخصصة للذكاء الاصطناعي في البلاد حتى الآن.

لكن رغم أهمية المشروع التقنية، لا يخلو من الانتقادات والشكوك. فوفقًا لخبراء تفنيين تحدثوا لموقع ذاماركر، فإن 4,000 معالج فقط لا تكفي لتلبية الطلب المتوقع، مقارنة بمراكز بيانات عملاقة يجري إنشاؤها في الخارج، مثل منشأة “أوراكل” المخطط لها أن تضم 400,000 معالج، ومركز بيانات تخطط له السعودية يتضمن مئات الآلاف من الوحدات.

نصف الطاقة التشغيلية للمركز ستُخصص للسوق المحلية، حيث سيتم دعم الباحثين في الجامعات والشركات الناشئة من خلال “قسائم حوسبة” تمنحها سلطة الابتكار، والتي ستشكّل لجنة لتوزيع هذه الموارد المدعومة. أما النصف الآخر، فسيُعرض للإيجار الحر على الشركات في الداخل والخارج، مع أولوية للزبائن القادرين على التعاقد طويل الأمد، بدءًا من ستارتاب صغير يحتاج إلى معالجين فقط، وصولًا إلى بنك كبير يطلب مئات الوحدات.

الهدف الاستراتيجي من المشروع، وفق ما تقوله الجهات الرسمية، هو تقليص التبعية للبنى التحتية الأجنبية، وفتح الباب أمام الجامعات والمشاريع المحلية للاستفادة من قوة حوسبية لم تكن متاحة سابقًا. اليوم، غالبية خدمات التخزين والمعالجة السحابية في إسرائيل تأتي من شركات عملاقة مثل أمازون، مايكروسوفت وغوغل، لكنها لا تُركز على قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. حتى مرافق “إنفيديا” داخل إسرائيل تُستخدم لأغراض بحثية داخلية، ولا تُتاح تجاريًا للسوق المحلي.

لكن التحديات قائمة هنا أيضًا، إذ يرى خبراء تحدثوا لموقع ذا ماركر أن الإجراءات البيروقراطية المطلوبة للحصول على “قسائم الحوسبة” المدعومة قد تُثني العديد من الباحثين والشركات الناشئة عن استخدام هذه البنية، ويفضلون بدلًا من ذلك الاعتماد على منصات سحابية دولية، رغم كلفتها. كما أن هناك من يصف المشروع بأنه “فيل أبيض” — أي استثمار ضخم قد لا يثبت جدواه على أرض الواقع، إذا لم تتوافر البيئة الأكاديمية والتجارية الداعمة له.

مقالات ذات صلة: عقد إيجار بقيمة 100 مليون شيكل: إإنفيديا تستأجر 10 طوابق إضافية في تل أبيب

مقالات مختارة