/
/
لأول مرة في البلاد: لماذا أصدرت مغدال سندات زلازل بقيمة 100 مليون دولار؟

لأول مرة في البلاد: لماذا أصدرت مغدال سندات زلازل بقيمة 100 مليون دولار؟

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
1024px Kahramanmaras after 7.8 magnitude earthquake in Turkiye 5
زلزال تركيا عام 2023 – صورة توضيحية، المصدر: ويكيميديا

 

أقدمت شركة مغدال للتأمين على خطوة غير مسبوقة في سوق التأمين الإسرائيلي بإصدار سندات زلازل بقيمة 100 مليون دولار، في وقت يزداد فيه الحديث عن خطر الزلازل في المنطقة، خصوصًا بعد الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا عام 2023، وما رافقها من ارتفاع حاد في أسعار تأمين المباني وعقود إعادة التأمين في البلاد.

 آلية هذه السندات بسيطة من حيث المبدأ: يضع المستثمرون أموالهم فيها مقابل فائدة مرتفعة، وإذا لم يقع زلزال مدمر خلال السنوات التي تغطيها السندات، يستعيدون المستثمرون أموالهم مع عوائدها. أما إذا وقع زلزال مدمر في إسرائيل، تبقى الأموال بحوزة مغدال كي تدفع التعويضات للمؤمّنين، ولا تُعاد إلى المستثمرين. بهذه الطريقة، يتحمّل المستثمرون جزءًا من الخطر الذي تتحمله عادة شركة التأمين، ويحصلون مقابل ذلك على عائد أعلى من السندات العادية، لكنهم يغامرون بخسارة أموالهم إذا وقع الزلزال.

والسبب الأساسي وراء هذه الخطوة هو التغيّرات الكبيرة التي حدثت في سوق “إعادة التأمين” الذي تعتمد عليه شركات التأمين، وهو السوق الذي يمنح شركات التأمين حماية إضافية تقدمها شركات التأمين العالمية لمساعدتها في دفع التعويضات عند وقوع كارثة كبيرة. فعقب الزلازل التي شهدتها تركيا وسوريا، ارتفعت الأسعار التي تفرضها شركات إعادة التأمين الدولية، وزادت صعوبة الحصول على تغطيات واسعة بأسعار مناسبة. وفي سوق مثل السوق الإسرائيلي، حيث خطر الزلازل قائم، وجدت شركات التأمين نفسها أمام واقع جديد يجبرها على البحث عن حلول إضافية لحماية نفسها من سيناريو كارثي. إصدار سندات الزلازل يضيف طبقة جديدة من الحماية، بدل الاكتفاء بعدد محدود من شركات إعادة التأمين التي قد ترفع الأسعار أو تقلّص التغطيات في لحظة الكارثة.

بالنسبة لمِغدال، تؤمّن هذه السندات لها قدرة أكبر على توزيع المخاطر، حيث تتحمل الشركة نفسها جزءًا منها، وتغطي جزء آخر شركات إعادة التأمين الدولية، بينما يتحمل المستثمرون الذين اشتروا السندات الجزء الثالث. وبهذا الشكل، لا تجد الشركة نفسها وحدها أمام التكلفة الضخمة التي قد يسببها زلزال كبير، بل يكون لديها أكثر من مصدر يساعدها على دفع التعويضات، بدل الاعتماد على جهة واحدة فقط.

كما أن الخطوة تفتح الباب لأول مرة أمام السوق المحلي للدخول إلى سوق سندات الكوارث العالمي (ILS)، وهو سوق تشارك فيه صناديق استثمار أمريكية وأوروبية تبحث عن أدوات استثمارية لا ترتبط بالبورصة بل بأحداث نادرة مثل الزلازل والأعاصير. إذا أثبتت التجربة نجاحها، قد تصبح إسرائيل جزءًا من هذا السوق بشكل أوسع، ما ينعكس على استقرار شركات التأمين وقدرتها على تقديم أسعار أكثر اعتدالًا للمستهلكين. وقد أُصدرت هذا السندات عبر شركة خاصة تُدعى Turris Re مسجّلة في برمودا، وهو غير متداول في البورصة لكنه قابل للبيع والشراء بين المؤسسات المالية المهتمة.

مقالات ذات صلة: بلغت أرباحهم 12 مليار شيكل خلال عام: قضية الهستدروت تعيد فتح ملف عمولات وكلاء التأمين

مقالات مختارة