/
/
اقتصاد الركام في غزة: حين تتحوّل الأنقاض إلى مصدر الرزق الوحيد

اقتصاد الركام في غزة: حين تتحوّل الأنقاض إلى مصدر الرزق الوحيد

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
1024px Gaza war 2023 2025 IMG 3929
الدمار في غزة، صورة توضيحية – المصدر: ويكميديا

 

يعيش قطاع غزة واحدة من أقسى مراحله الاقتصادية في تاريخه الحديث، بعدما خلّفت الحرب دمارًا هائلًا يُقدَّر بـ61 مليون طن من الركام، حيث تضرر بشكل كامل أو جزئي 193 ألف مبنى سكني وخدمي خلال الحرب، إضافة إلى استهداف 213 مستشفى و1029 مدرسة، بحسب تحليل أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية. وتعيش غزة أزمة اقتصادية خانقة وثقّتها منظمة “أونكتاد”. فالناتج المحلي للقطاع انخفض بنسبة 83% مع نهاية عام 2024، وتراجع نصيب الفرد إلى 161 دولارًا سنويًا، أي أقل من نصف دولار يوميًا، وهو واحد من أدنى المستويات عالميًا. كما فقد الاقتصاد 87% من قيمته مقارنة بما قبل الحرب، وتجاوزت نسبة البطالة 80%.

من بين الأنقاض، وُلِدَ اقتصاد غير مألوف بات يُعرف محليًا باسم “اقتصاد الركام”، يعتمد على استخراج ما يمكن إنقاذه من الحديد والأخشاب وقطع السباكة والإلكترونيات، وإعادة تدويرها أو بيعها.

ففي مخيم النصيرات، يعمل عماد أبو حجير في جمع الأخشاب المستخرجة من تحت المنازل المدمرة بعد أن كان عاملًا يوميًا قبل الحرب. هذه الأخشاب يعاد استخدامها لتشييد خيام أو لتوفير التدفئة للعائلات التي لا تملك مأوى، وأصبح الطلب عليها مرتفعًا لأن الاحتلال يمنع دخول الخيام الجاهزة. ويقول أبو حجير، في حديثه مع العربي الجديد، إن ما يفعله ليس تجارة فقط، بل وسيلة لتلبية حاجة إنسانية أساسية في ظل غياب البدائل.

في خان يونس، يعمل صالح سلمان على بيع قطع إلكترونية استخرجها من تحت الأنقاض بعد أن كان يمتلك محلًا لتصليح الأجهزة الإلكترونية دمرته الحرب بالكامل. إضافة إلى ذلك، يشتري سلمان الأجهزة التالفة من الأهالي، ثم يفككها مستخرجًا منها القطع الصالحة، ليبيعها بأسعار منخفضة. ويقول، في حديثه مع العربي الجديد، إن هذا العمل أصبح مصدر رزقه الوحيد، وهو في الوقت نفسه شكل من أشكال إعادة التدوير التي فرضتها الظروف داخل القطاع.

في غزة، اضطر أمجد رضوان إلى تغيير عمله بعد توقف أعمال البناء، حيث كان يعمل في تركيب شبكات السباكة للمنازل قبل الحرب. وقد بدأ، في الوقت الراهن، في جمع قطع السباكة من بين الركام، مثل الحنفيات والوصلات والمحابس، التي يقوم بتنظيفها ويبيعها لمن يحاول إصلاح ما تبقى من منزله. ويقول للعربي الجديد إن هذا العمل أصبح مصدر دخله الوحيد، وإن الطلب على القطع المستعملة ارتفع مع غياب مواد البناء الجديدة.

مقالات ذات صلة: “صباح الخير يا غزة”: تعليق عمل المحامية مها إغبارية عامًا كاملًا بسبب منشور فيسبوكي

مقالات مختارة