
تحوّلت يونيكلو Uniqlo من متجر ياباني صغير إلى علامة تجارية كبرى تغزو العالم، وأصبحت اليوم ثالث أكبر شركة ملابس في العالم بعد H&M وإنديتكس، الشركة الأم لزارا. العلامة حاضرة في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، وتمتلك نحو 2,500 متجر، ولها مكانة خاصة في اليابان حيث تشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل أربعة يابانيين يملك معطفًا من منتجاتها.
تاداشي ياناي، أصبح ثاني أغنى شخص في اليابان بعد أن ورث متجرًا صغيرًا للملابس من والده ووسّعه تحت اسم يونيكلو
وخلال السنوات الأخيرة أصبحت يونيكلو منتشرة بين الناس لدرجة أنهم في اليابان أصبحوا يستخدمون عبارة عامية خاصة هي “Unibare”، وتُستخدم لوصف موقف يكتشف فيه شخص أن إحدى قطع الملابس التي تبدو كأنها من علامة فاخرة هي في الحقيقة من يونيكلو. وهو ما يؤكد أن هذه ملابس هذه الشركة تجمع بين الجودة العالية والسعر الناسب، وتستهدف مختلف الأجيال، من الشباب الذين يشترون القطع الرائجة، إلى آبائهم الذين يفضلون المعاطف الخفيفة والكنزات المصنوعة من الكشمير.
وتواصل يونيكلو تسجيل أرباح ومبيعات مرتفعة. ففي الولايات المتحدة ارتفع الربح التشغيلي بنسبة 13% في السنة المنتهية في أغسطس 2025 ليصل إلى 3.7 مليارات دولار، مع توقع زيادة إضافية بنحو 7%. وقد أصبح مالك الشركة، تاداشي ياناي، ثاني أغنى شخص في اليابان، بفضل ارتفاع مبيعات شركته، بعد أن ورث متجرًا صغيرًا للملابس من والده ووسّعه تحت اسم يونيكلو في عام 1984.
أسلوب العمل في يونيكلو يعتمد على قيم يابانية واضحة، وعلى مفهوم LifeWear. الشركة تستعين بخبراء نسيج يابانيين لتدريب الموظفين على تقنيات دقيقة في الصباغة والخياطة. إلى جانب ذلك، تتعاون يونيكلو مع مصممين عالميين مثل جيل ساندر وكريستوف لامير وجاي دبليو أندرسون، ما صنع دعاية كبيرة للشركة ويولّد تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل لأن المنتجات تأتي بتصميم مصممين كبار وبأسعار منخفضة نسبيًا.
ومن أبرز الوجوه الإعلامية للشركة، لاعب التنس السويسري الشهير روجير فيدرر، الذي وقّع عقدًا تسويقيًا مع الشركة مدته 10 سنوات بقيمة 300 مليون دولار، بعد أن كان الوجه الإعلامي لشركة نايكي الأمريكية. وفي خطوة لفتت الأنظار أيضًا، اختارت الشركة الممثلة العالمية كيت بلانشيت لتكون وجهًا لها، ثم عيّنت المصممة كلير وايت كيلر مديرة فنية جديدة للعلامة. وايت كيلر أكدت أن هدفها هو تقديم تصميم فاخر لجمهور واسع، مشيرة إلى أن يونيكلو تسعى لأن تكون علامة “خالدة”.

يونيكلو تعمّق علاقتها أيضًا بعالم الفن. فقد احتفلت بمرور 20 عامًا على نشاطها في الولايات المتحدة بحدث في متحف الفن الحديث في نيويورك، وأعلنت خلاله عن تعاون جديد مع فنان البوب آرت KAWS. للشركة تعاونات طويلة مع مؤسسة آندي وارهول، كما أطلقت مجموعات مستوحاة من أعماله.
العلامة تبرز أيضًا في مجال التكنولوجيا الخاصة بالأقمشة. منتجاتها تشمل AIRism للتهوية والتجفيف السريع، وتقنية HeatTech التي توفر الدفء، ومعاطف الألترا-لايت التي تعمل الشركة على تخفيف وزنها باستمرار. هذا الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة يعكس السعي الياباني التقليدي نحو الكمال.
وتقول الشركة إنها تستجيب لملاحظات زبائنها بشكل مباشر. من الأمثلة التي ذكرتها تعديل أكمام معطف الألترا-لايت بعد شكوى من سيدة يابانية، وكذلك تعديل طول أكمام المعطف الخاص بركوب الدراجات بعد ملاحظات من المستخدمين.
هذا التوجّه يتوافق مع قضية الاستدامة، وهي عنصر مهم لدى جيل Z. صناعة الأزياء تُعد من أكثر الصناعات تلويثًا، ويونيكلو تعمل على خفض الانبعاثات واستخدام مواد صديقة للبيئة. الشركة تنتج نحو 6,000 قطعة سنويًا، وهو عدد أقل بكثير من منافسيها، وتؤكد أنها لا تتلف المخزون غير المباع بل تحوله لمساعدات إنسانية. فقد جرى التبرع بنحو 60 مليون قطعة و38 مليون دولار لمشاريع مرتبطة بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
مقالات ذات صلة: iPhone Pocket: هكذا نجحت آبل في إقناع الناس بشراء قطعة قماش بـ230 دولار











