تُظهر معطيات جديدة لشركة “StoreNext” نُشِرَت في موقع كالكاليست أن المواطنين أصبحوا يشترون كميات أقل من الشوكولاتة رغم ارتفاع ما يدفعونه مقابلها. فمنذ بداية عام 2025 وحتى نهاية سبتمبر، تراجعت المبيعات بالكميات بنسبة 3.3% لتبلغ 7,189 طنًا، بينما ارتفعت القيمة المالية لهذه المبيعات بنحو 19.8% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 567.5 مليون شيكل. وهذا يعني أن المستهلكين اليوم يشترون شوكولاتة أقل لكن يدفعون مقابلها أكثر بسبب موجة الغلاء التي تقودها الشركات الكبرى.
البيانات تعكس تراجعًا في الاستهلاك بعد فترة استقرار نسبي. ففي عام 2024، سُجّلت زيادة طفيفة لا تتجاوز 1.4% في الكميات المبيعة مقارنة بعام 2021، أي قبل بدء موجة الغلاء، بينما ارتفعت القيمة المالية الإجمالية للمبيعات بنسبة 24% لتصل إلى 635 مليون شيكل مقابل 512 مليونًا في عام 2021.
السبب الرئيسي لهذا التراجع هو الارتفاع الحاد في أسعار الكاكاو العالمية، ما دفع الشركات المحلية المنتجة والمستوردة إلى رفع الأسعار على المواطنين، وعلى رأسها شركة شتراوس التي تُعدّ اللاعب الأكبر في سوق الشوكولاتة المحلي. شتراوس بدأت برفع أسعارها تدريجيًا منذ ديسمبر 2022، عندما زادت أسعار معظم منتجاتها بنسبة 9%، ثم رفعتها مجددًا في مايو 2023 بنسبة 6% على بعض ألواح الشوكولاتة. وفي يناير 2024 جاءت الزيادة الأكبر، حيث ارتفعت الأسعار بين 12% و14% لألواح الشوكولاتة، وبين 4% و9% لباقي الأنواع. وفي ديسمبر 2024، واصلت الشركة سلسلة الزيادات لترتفع الأسعار بين 14% و18% إضافية.
الزيادات المتتالية في الأسعار وصلت بشكل واضح إلى رفوف المتاجر. فوفقًا لموقع “pricez“، قفز سعر لوح شوكولاتة “البقرة פרה” الذي تنتجه شتراوس بنحو 60% خلال أقل من عامين، من 5.06 شيكل في ديسمبر 2022 إلى 8.09 شيكل في أغسطس 2025.
رئيس شركة الحلويات “Carmit”، موطي كوهين، أوضح لموقع كالكاليست أن أسعار الشوكولاتة المرتفعة لن تنخفض في المدى القريب رغم التراجع الأخير في أسعار الكاكاو. وقال إن سعر الكيلوغرام من الكاكاو الخام قفز خلال عامين من 17 شيكل إلى نحو 100 شيكل، ثم تراجع حاليًا إلى نحو 60 شيكل، لكنه أكد أن الأسعار ستبقى مرتفعة لثلاث سنوات على الأقل لأن شركات الإنتاج مرتبطة بعقود شراء طويلة الأمد تفرض عليها التزامات بالأسعار السابقة.
وفي سياق متصل، رفعت شركة ديبلومات דיפלומט، الموزّعة لعلامات مثل أوريو، وميلكا، وتوبليرون، أسعارها أيضًا عدة مرات خلال العامين الماضيين. لكنها أوضحت في تقارير عام 2024 أن شركات الشوكولاتة العالمية الكبرى بدأت تفقد جزءًا من حصتها في السوق بسبب الغلاء، ولذلك تتوقع أن تتباطأ وتيرة رفع الأسعار في الفترة المقبلة.
ولمحاولة الحد من انخفاض المبيعات، لجأت الشركات الإسرائيلية إلى تغيير تركيبة المنتجات لتقليل كمية الكاكاو المستخدمة. فبدلًا من إنتاج ألواح شوكولاتة نقية، طرحت في السوق أنواعًا تحتوي على إضافات مثل البسكويت المملح أو الحبوب أو المكسرات، ما يسمح لها باستخدام كميات أقل من الكاكاو من دون رفع الأسعار أكثر.
مقالات ذات صلة: لأول مرة منذ عامين ونصف: ارتفاع أسعار البيض الشهر القادم
