
اتخذ مجلس إقليم بوليا الإيطالي قراراً تاريخياً بمقاطعة منتجات إسرائيل واستبعاد شركاتها من الفعاليات والمعارض الرسمية، حيث اعتمد المجلس قراره بأغلبية بلغت 28 صوتاً مؤيداً، فيما امتنعت أحزاب اليمين المعارضة عن التصويت.
وقد أكد المجلس في بيانه الرسمي أن هذا القرار يأتي انسجاماً مع القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وأن أي حل دائم للنزاع في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال احترام حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. كما أشار البيان إلى دعم المجلس للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، استناداً إلى إعلان نيويورك الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 سبتمبر الماضي، والذي دعا الدول الأعضاء، ومن بينها إيطاليا، إلى الاعتراف بدولة فلسطين بشكل فوري.
رئيس الإقليم، ميكيلي إميليانو، كان من أبرز الداعمين لهذا التوجه، إذ تبنى في وقت سابق قراراً بوقف جميع العلاقات التجارية والاقتصادية بين الهيئات والشركات التابعة للإقليم وبين إسرائيل، تطبيقاً لما ورد في اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل الذي يشترط احترام حقوق الإنسان كأساس للتعاون الاقتصادي. كما أعلن إميليانو عن نية الإقليم رفع دعاوى قضائية ضد الحكومة الإسرائيلية بسبب الاعتداءات التي تعرض لها المشاركون في “أسطول الصمود”، ومن بينهم مواطنون من بوليا احتجزوا بشكل تعسفي في السجون الإسرائيلية بحسب رأيه، معتبراً ذلك مسؤولية قانونية وأخلاقية لا يمكن تجاهلها.
البرلمان الإقليمي شدد أيضاً على دعمه للمواطنين وأصحاب المتاجر في بوليا الذين واجهوا حملات تحريض عبر الإنترنت بسبب مواقفهم المؤيدة لفلسطين أو رفعهم العلم الفلسطيني في أماكن عملهم، مؤكداً أن حرية التعبير عن المواقف السياسية والإنسانية حقّ يكفله الدستور الإيطالي.
وفي خطوة إنسانية موازية، دعا المجلس حكومة الإقليم، البالغ عدد سكانه 4 مليون نسمة، إلى زيادة الدعم والرعاية الصحية للأطفال في غزة الذين يعانون من تبعات الحرب وسوء التغذية والأمراض الخطيرة، من خلال فتح أبواب النظام الصحي في بوليا أمامهم، إلى جانب إطلاق حملة توعية واسعة لتعريف المواطنين بالمنتجات الإسرائيلية والشركات المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولم يتوقف القرار عند الجانب الرمزي أو الإنساني، بل تجسد فعلياً على الأرض عندما استُبعدت الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض “أغريليفانتي” الدولي للزراعة في مدينة باري، وهو أحد أهم المعارض الزراعية في البحر المتوسط. هذا القرار الذي أعلن عنه رئيس الإقليم منذ يونيو الماضي وجرى تطبيقه بالكامل في أكتوبر، اعتُبر أول مقاطعة رسمية من نوعها داخل الاتحاد الأوروبي، وأثار جدلاً واسعاً بين المؤيدين والمعارضين في الساحة الإيطالية.
من جهة أخرى، عبّر وزير الزراعة الإيطالي فرانشيسكو لولوبريجيدا عن أسفه لغياب الشركات الإسرائيلية عن المعرض، مشيراً إلى أن السلام ضروري لتأمين علاقات تجارية مستقرة، خصوصاً بالنسبة لدولة مصدّرة مثل إيطاليا. كما أعرب عن تفاؤله بالاتفاق الذي تم بوساطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، معتبراً أن “إسرائيل تمثل نموذجاً ديمقراطياً في المنطقة” بحسب تعبيره.
مقالات ذات صلة: مليار يورو خسائر إيطاليا بسبب الإضراب الاحتجاجي المؤيد لأسطول الصمود











