/
/
مئات الشاحنات تدخل غزة.. وانخفاض تدريجي في الأسعار

مئات الشاحنات تدخل غزة.. وانخفاض تدريجي في الأسعار

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
543348058 1131524159160344 4074133129445409765 n
مساعدات إنسانية تدخل قطاع غزة، المصدر: مواقع التواصل

بدأت 400 شاحنة من المساعدات الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة من معبر رفح إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة، في خطوة هي الأوسع منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع عام 2023.

وفق مصادر ميدانية، عبرت 90 شاحنة خلال الساعة الأولى من معبر رفح، في حين تتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق تشغيل خمسة منافذ رئيسية لإدخال المساعدات من مصر والأردن، وهو ما يمثل بداية لتوسيع نطاق الدعم الدولي لغزة. وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 400 شاحنة يومياً ستدخل القطاع خلال الأسابيع المقبلة، محملة بالمواد الغذائية والطبية ومستلزمات الإيواء، إضافة إلى معدات لإزالة الركام وترميم المرافق الصحية والبنى التحتية المدمرة.

مصدر مصري في معبر رفح أوضح أن القاهرة تجهّز مئات الشاحنات الممولة من دول عربية وإسلامية وغربية، فضلاً عن المساعدات الحكومية المصرية، مؤكداً أن التنسيق جارٍ مع الأمم المتحدة لضمان إدخال الوقود وغاز الطهي عبر رفح وكرم أبو سالم لتأمين استمرارية الخدمات الحيوية، خصوصاً في المستشفيات ومحطات المياه والكهرباء. وأضاف أن ملف إدخال الوقود يعدّ من أعقد الملفات نظراً للقيود الإسرائيلية السابقة على دخول المحروقات.

ومع تدفق الشاحنات، بدأت الأسواق الغزّية تشهد انخفاضاً تدريجياً في الأسعار وتحسناً في حركة البيع والشراء بعد شهور من الركود والغلاء الفاحش. فقد تجاوزت أسعار بعض السلع الأساسية سابقاً نسبة 8000% مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب، ما أدى إلى استنزاف مدّخرات السكان الذين يعاني أكثر من 90% منهم من الفقر ونحو 83% من البطالة. أما الآن، فيسود تفاؤل حذر لدى التجار والمستهلكين مع بدء انحسار الأزمة التموينية.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن إسرائيل أدخلت خلال سبتمبر الماضي 1824 شاحنة فقط من أصل 18 ألفاً كان من المفترض وصولها، أي ما يعادل 10% فقط من الاحتياجات الضرورية لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع، بينهم أكثر من مليون طفل. لذلك، يُعدّ تدفق هذه القوافل الجديدة بمثابة إنعاش حقيقي للقطاع المنهك بعد أشهر طويلة من الحصار ونقص الموارد.

على الصعيد اللوجستي، استأنفت بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية عملها في معبر رفح بعد توقف دام سبعة أشهر، بمشاركة عناصر من الشرطة الأوروبية من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا. وأعلنت إيطاليا أن الهدف من إعادة عمل البعثة هو ضمان وجود طرف ثالث محايد على المعبر وتسهيل مرور المساعدات. ومن المقرر إعادة فتح المعبر أمام الأفراد في الرابع عشر من أكتوبر، على أن يبدأ تشغيله تدريجياً للمرضى والجرحى والعالقين.

قيادي في حركة حماس أكد أن الاتفاق الجديد يشمل فتح خمسة منافذ لدخول الإغاثة، بينما يتوقع إعادة تشغيل معبر رفح للأفراد في الاتجاهين الأربعاء المقبل، ما سيتيح عودة مئات الفلسطينيين الذين ينتظرون منذ عامين في مصر، بعدما علقوا هناك منذ اندلاع الحرب في 2023. ويُتوقع أن يتم تشغيل المعبر وفق ترتيبات أمنية خاصة تضمن أولوية العبور للحالات الإنسانية العاجلة.

في الوقت نفسه، يجري التنسيق بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي لاستقبال الجرحى والمصابين، مع استعداد سيارات الإسعاف المصرية لنقل الحالات الحرجة فور بدء التشغيل. وتؤكد السلطات المصرية أن معبر رفح جاهز تماماً لعبور آلاف المسافرين يومياً بالتوازي مع استمرار إدخال المساعدات.

ورغم التحسن النسبي في الوضع الإنساني داخل غزة، إلا أن الطريق نحو التعافي الاقتصادي لا يزال طويلاً. فقد قدّر تقرير مشترك للبنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في فبراير 2025 كلفة الأضرار المباشرة بنحو 18.5 مليار دولار، أي ما يعادل تقريباً الناتج المحلي الإجمالي الكامل للضفة وغزة لعام 2022، فيما قدّرت الاحتياجات لإعادة الإعمار على مدى عشر سنوات بـ53.2 مليار دولار.

مقالات ذات صلة: “تسلا فرع غزة”: هل يصبح القطاع “جنّة” لشركات الذكاء الاصطناعي؟

مقالات مختارة